أبو القاسم الشابي وحداثة الرؤيا*


تمهيد :

لم يكن أبو القاسم الشابي (24-02-1909/09-10-1934 ) يدرك وهو ابن الريف التونسي أنه كتب بحروف من ذهب اسمه على صفحة الخلود عندما غنى للحياة ، وأعطى لكل مظلوم بيان الثورة التي كتبها بنفس شعري يسمو بإنسانيته فوق المذاهب والديانات والأجناس ، فحسه الشعري لا يعترف بكل هذه التقسيمات ، لذلك كانت حياته القصيرة دليلا على أن الأمر في حياة العظماء لا تقاس بالسنين ولكنها تقاس بالرؤى التي يحملها للجنس البشري الذي ينتمي إليه.
نحن اليوم نحتفي به رائي حمل مشعل الفن الشعري في حاضرته والعالم عاليا أنار به درب السالكين نحو الحرية ودرب الشعراء المتمترسين في أشكال ورسوم لا يمكن بحال أن تكون هي وحدها سلم العروج للخلود .
الشابي في ما ترك (أغاني الحياة ، الخيال الشعري عند العرب ، مذكراته التي جمعت بعد وفاته) عبر في يقين الإنسانية نحو القلب متربعا على عرش لا يطاله البلا ولا يسقط إذا سقطت العروش فهو بحق يختال تيها بعد أن حقق ما أراد فتجنب باقتدار السقوط بين الحفر ، وقد ركب الوعر فكان على القمة الشماء كالنسر في علوه عاش بيننا رغم الداء والأعداء .
كانت الشابية التي خرج منها والجنوب الذي نهل من نسماته وتونس التي جعل لذكرها في مطلع القرن وإلى الآن تنتشي بذكر فتاها الذي لم يعش غير سنين حولها المرض إلى تحدي رفعه ونجح فيه .. تنتشي بمن علمها إرادة الحياة وغنى بها أغاني الرعاة وعلمها فلسفة القوة رغم الضعف الذي كانت فيه وصلى بها في هيكل الحب ما شاء له من ركعات وأوقد النور بها شعرا في دهاليز الفقر والظلم والاستعمار لتصل الآن به لخلود الذكر معه و به فهنيئا لها فتاها الذي عاش بعد أن مات على غير عادة أكثر الناس الموتى الأحياء.

عندما تحضر الرؤيا يتسع الشكل :

كان الشابي رائي بامتياز ذلك أنه من البداية نأى بشعره عن المناسبات والمدح والوعظ الذي كان عليه أغلب شعر عصره بل لقد كان كل شعره تقريبا رؤيا شاعر حملها في ذاته زادها توهج فكره وتطلعه للخروج عن النمط والبحث عن الذات حتى وهو يكتب للجموع ، نلحظ هذا في القوة التي تميز بها شعره الثوري الذي يدعو فيه أهله بل كل مظلوم في العالم للثورة على الظلم حيث تجلت رؤياه الثورية كأروع ما تكون في قصيدة : «إرادة الحياة» أو «فلسفة الثعبان المقدس» أو «المجد» وفيها تتجلى رؤياه الإنسانية الرائعة في قوله :
فما المجد في أن تسكر الأرض بالدما وتركب في هيجائها فرسا نهدا
ولكنه في أن تصد بهمة عن العالم المرزوء فيض الأسى صدا
أو قوله في قصيدة «قيود الأحلام» :
الويل في الدنيا التي في شرعها فأس الطغام كريشة الرسام
والرؤيا الحاضرة التي تميز بها الشابي هي التي جعلت من الشكل العمودي الذي أضحى عند غيره ضيقا على المعاني والأماني في التغيير وفي التحدي لعاديات الزمن وعادات تحولت في العرف لدين تموت من أجله الناس ، جعلت من الشكل يتسع بل ويشرق في سلاسة وانسياب يدفع بالمتلقي لقبول ما يطرحه من مفاهيم جديدة في التحرر والثورة فمفهومها الشامل والأعم ، ينضاف لهذا وضوح تام على مستوى التشكيل و البنى الفنية أو الفكرة التي يحملها دون الإخلال بمستلزمات الجودة الفنية التي شفعت
لها للعبور في مملكة الشعر أميرا متوجا بلا منازع ومغني يحمل قيثارته التي أحبها الجميع ينير بعزفها فيافي الظلمات التي أناخت بكلكلها على عالمنا العربي في مطلع القرن العشرين خاصة ودعاة المذاهب الإنسانية على المستوى الفكري لم يرو في إنساننا ما يدفعهم للدفاع عن حقوقه !
لقد اتسع الشكل الكلاسيكي العمودي بشكل لافت عند الشابي دون أن نلمس العيوب التي تحدث عنها دعاة الحداثة المتطرفة فيما قيل عن إنتاج تلك المرحلة وهو ما جعل الشابي حاضرا في المتن الشعري الحديث بقوة ونصاعة يحسده عليها أهل الحداثة أنفسهم ، ذلك أن الحداثة قبل أن تكون شكلا هي رؤيا في ذات الشاعر تتجلى في الشكل الذي تريد وإلا فهو تعسف وتصنع مرذول .
وهنا لا بد لي أن ألفت الانتباه إلى أن رؤيا الشابي رؤيا مخاتلة جعلت من الشعر وتلك المحاضرة الرائعة عن الخيال الشعري عند العرب – قد نتفق وقد نختلف حول جزئياتها – مطية للوصول لما أراد رغم العمر القصير الذي لم يمهله ليصدح في سماء الشعر العربي فما هي الرؤيا المخاتلة التي حفظت للشابي مكانة عليا ننعم تحت فيئها اليوم ؟

الرؤيا المخاتلة تحمل الشكل ما تريد وتنزع عنه ما يفخر به من ثبات :

الرؤيا المخاتلة هي رؤيا تتحمل الصدمات وتستطيع أن توائم بين ما هو موجود فعلا وما هو مرجو حتما ، فالشابي يعرف جيدا انه في مجتمع لا زال على محافظته ممسكا بها يرى في تركها موت زؤام بغثها وسمينها ، وهو يدرك أيضا أنه إن ترك الأمر وساير ومدح وطبل لم يف الشعر ولا الرسالة التي حملها حقها ، والذي يعرف الشابي وهو خريج مؤسسة تقليدية (الزيتونة) تحمل رؤيا لم تتحرك منذ زمن طويل على ما في ساحتها من مجددين كبار، والمتأمل في ديوانه يدرك جيدا معنى ما أقول.
أنظروا إن شئتم وهو يخاطب رجال الدين يستحثهم ويدعوهم بـ : «يا حماة الدين» في القصيدة التي تحمل عنوان نفسه يقول لهم :
سكتم حماة الدين سكتة واجم ونمتم بملء الجفن ، والسيل داهم
......
أفيقوا فليل النوم ولى شبابه ولاحت للألاء الصباح علائم
...
لحى الله من لم تستثره حمية على دينه ، إن داهمته العظائم
لحى الله قوما ، لم يبالوا بأسهم يصوبها نحو الديانة ظالم
هذه الرؤيا هي نفسها التي تقول في قصيدة «الناس» :
ما قدس المثل الأعلى وجمله في أعين الناس إلا أنه حلم
ولو مشى فيهم حيا لحطمه قوم ، وقالوا بخبث : «إنه صنم»
لا يعبد الناس إلا كل منعدم ممنع ، ولمن حاباهم العدم
حتى العباقرة الأفذاذ ،حبهم يلقى الشقاء وتلقى مجدها الرمم
الناس لا ينصفون الحي بينهم حتى إذا ما ارتوى عنهم ندموا
الويل للناس من أهوائهم أبدا يمشي الزمان وريح الشر تحتدم
والبيت الأول بين في مخالفته لرؤيا رجال الدين الذين خاطبهم من قبل في قصيدة «الحياة» وهي مقطوعة صغيرة حيث يقول :
إن هذي الحياة قيثارة الله ، وأهل الحياة مثل اللحون
ينضاف لهذا الشكوى الممتدة على صفحات الديوان التي يعدها البعض تحدي للقدر الذي سير حياة الشاعر.
أن رؤياه المخاتلة حركت الشكل السكوني في بنية إيقاعية ثابتة تعتمد على تفاعيل الخليل التي لم يخرج عنها الشاعر قيد أنملة لكنه برؤاه المخاتلة التي لعبت على وتر تعدد القوافي وانسيابية البحور التي اختارها جعلت من كل ما أراد قوله يصل للمتلقي بل يفعل فعله الذي تصوره الشابي .
يقول البعض أن هذه الرؤيا تجعل من الشاعر منافقا ، لكن المتتبع لحياة وشعره ينفي هذا الأمر نفيا تاما ، ولعل المخاتلة مرحلة لم يمهله الموت ليحولها لرؤيا صادمة تجعله يصل م مجتمعه وواقعه للصدام إذا تعذر التغيير المنشود – هذا الصدام شعريا طبعا -.

اللغة الحالمة هي التي أبقت الشكل العمودي على ألقه في أزمنة التحديث المبكر :

اللغة الحالمة هي اللغة التي اعتمدها الرومانسيون في التعامل مع رؤاهم ، فانسابت نصوصهم غناء يحمل في طياته الثورة والكآبة واليأس والمنى وكل ما يمكن أن نطلق عليه تناقضات لكنها مرتبطة ومتلازمة مع واقع عاشه أولائك الشعراء كانت الدموع نتيجة حتمية لمن يفرغ من قراءتهم خاصة من له نفس حساسة مرهفة .
الشابي في ما كتب رغم أنه رومانسي حالم وثوري تغييري لكنه لم يكن أبدا ممن يبعث شعره على الدموع بل على العمل والتمرد والثورة ، ورغم ما نلحظه من كآبة ويأس وقنوط أحيانا إلا أنه زاوج بطريقة فنية رائعة بين الرائي الثوري واليائس القانط فلم يبق من ذلك إلا الشابي صاحب «إرادة الحياة» و «إلى الشعب» و «إلى طاغية» و «الصباح الجديد» و«فلسفة الثعبان المقدس» و«نشيد الجبار» و«صلوات في هيكل الحب» وغابت إلا لدى الأدباء و متذوقي الشعر«قبضة من ضباب» و«السآمة» و «إلى قلبي التائه» و «إلى الموت» و«مأتم الحب» و«شكوى ضائعة» و«الدموع» و«شجون» وغيرها مما يزخر به الديوان من عناوين تحيل مباشرة إلى الرومانسية.
هذه اللغة الحالمة التي اعتمدها الشابي هي التي حمت الشكل العمودي من اللغة المتخشبة التي وصل إليها في بعض عصوره بل وفي عصر الشابي نفسه ، وهي التي جعلت من الشابي منتشرا بين الجمهور في كل شعره وليس الثوري فقط كما يحصل عند بعض الشعراء من مدرسته .
واللغة الحالمة تعتمد فيما تعتمد على صور تنسج لحمتها من مفردات الطبيعة بكل ما تحويه ، وتنتقي موضوعها من أفكار تقض مضجع الشاعر الحساس المندمج في أتون المعترك الذي يعيشه المجتمع رغم ما عرف عن الرومانسيين من عزلة وتخلي عن المجتمع !
اللغة الحالمة هي التي دفعت بالشابي للدعوة إلى القوة والعيش في الحياة بلا خوف مقابل المرض والضعف وقصيدة «نشيد الجبار أو هكذا غني برمثيوس» شاهد على ذلك :
سأعيش رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء
لا يطفئ اللهب المؤجج في دمي موج الأسى وعواصف الأرزاء
قد يتصور البعض أنه لا التقاء بين القوة واللغة الحالمة لكنها سر صنعة الفنان وعبقرية الشابي الذي لم يزل بيننا يحملنا على ترديد شعره في المواقف والأزمات التي كم كثرة هذه الأيام !

الشابي أمسك بروح الحداثة قبل الحديث عنها نظريا لذلك أبدع شعرا حداثيا بامتياز:

يقول الدكتور صلاح الدين بوجاه : «أبو القاسم الشابي شاعر حديث ، دون أن نتريث لدى المعجم المستعمل ، فهو بين صريح ، ودون أن نتمهل لدى نثره الفني ، فهو حاضر لا جدال فيه ..» يدلل على
ذلك الدكتور بقوله : «... فالموضوعات المعالجة غير الأغراض القديمة ، وأساليب التناول مختلفة عن الشائع فيما اعتدنا من شعر القدامى ، والناظر في«أغاني الحياة» سرعان ما يقف على قصائد موصولة بما يمكن أن نصطلح في شأنه بـ «الحداثة» ».
ويصل في تحليله إلى القول « إننا إزاء رؤية عميقة موصولة بتصور حديث للفن والإنسان ، تتخطى مجرد لعبة الإبداع الشعري لتضرب بسهم في فضاء الحداثة الشاملة غير المنفصلة عن الفكر والجمال والإبداع والحقيقة .»
ويرى أن حداثة الشابي «حداثة في الحياة ، تعكس رؤية عميقة للوجود تستند إلى النضال من أجل الحرية ، على معنى العموم والإطلاق . »
قدمت في هذه النقطة بكلام الدكتور صلاح الدين بوجاه لأصل إلى أن الشابي كان برؤياه التي تخذها نبراس سبيله الشعري حداثيا قبل الحديث عن الحداثة عندنا دون ادعاء ولا تطاول ، ودون جعجعة لا تجد تحتها طحين ، لأن الحداثة حداثة رؤيا تتشكل في ذات الشاعر والأديب تستند لأصول وتمتح من كل الثقافات بعيدا عن الانغلاق أو التماهي في الغير.
الشابي حداثي يكتب بالشكل العمودي مما يدعونا للحديث عن الشكل الذي كثر الحديث عنه اليوم واعتبار الحداثة بالشكل في غياب الرؤى التي هي جواز المرور الحقيقي للحداثة !!
معركة الشكل التي نعيش وقع غبارها الذي أثقل على الصدور وغطى على دروب الإبداع وقتل الشعر يجعلنا نقف لحظة مع من استطاع التجاوز في وقت لم يكن الحديث عن الشكل كما هو الآن ..
الشابي أبدع شعرا حداثيا في قالب عمودي كما فعل غيره من بعده ومازال ..والأشكال لا تتصارع كما يظن البعض لكنها تتجاور وتستفيد من بعضها للوصول للجودة هكذا يمكن أن نقرأ حداثة الشابي الذي مضى قبل بداية الحديث عن الحداثة

أبوللو المدرسة التي طارت بجناحين بعد أن كانت كل المدارس تطير بجناح واحد:

المعلوم عند دارسي الأدب والمدارس الأدبية التي ظهرت في مطلع القرن يلحظ بشكل واضح أن كل المدارس ظهرت وتشكلت من أدباء مشارقة سواء كانوا في أرض العرب أو في المهاجر ، مما يدفعنا للقول أن تلك المدارس كانت تطير بجناح واحد عدا مدرسة أبوللو التي استطاعت أن تطير بجناحين بعد أن شرفها الشابي بالانتساب إليها ، وقد كتب مقدمة الطبعة الأولى لأغاني الحياة الشاعر الدكتور مؤسس هذه المدرسة وكاتب بيانها أبو شادي ومدرسة أبوللو : هي حركة شعرية انبثقت من الصراع الدائر بين أنصار المدرسة التقليدية وحركة الديوان والنزعة الرومانسية، لتتبلور عام 1932 .اتسمت حركة جماعة أبوللو بأنها عمّقت الاتجاه الوجداني للشعر، وانفتحت على التراث الشعري الغربي بوساطة الترجمة من الشعر الأوروبي، ودعت إلى تعميق المضامين الشعرية واستلهام التراث بشكل مبدع،واستخدام الأسطورة والأساليب المتطورة للقصيدة، ولفتت الأنظار إلى تجريب أشكال جديدة للشعر .
لقد كان الشابي سفير المغرب في هذه المدرسة وكانت سفارته فأل خير على المنطقة حيث توجه النقاد لها في المشرق ليقفوا على مدى التقدم الذي تعرفه بلدان المغرب العربي في الدب وقيمة المساهمة التي يمكن أن ترفد بها تقدمه على المستوى الفني خاصة أنها منطقة احتكاك فعلي مع الثقافة الغربية المتقدمة تقنيا و فنيا وهو ما تجني ثماره الثقافة العربية الآن من ترجمات دقيقة تصدر عن المنطقة بجميع بلدانها
فالفتح المغربي للمشرق في هذا القرن كان على يد الشابي الذي جعل تلك المدرسة ومن ثم الثقافة العربية تطير بجناحيها وهو ما لم يكن من قبل . وانتهت عنده على الأقل مقولة بضاعتنا ردت إلينا لأنه كان متطورا على مستوى الرؤيا الفنية والفكرية .

خاتمة:

ما أستطيع قوله في نهاية هذه الورقة أن الشابي كان حداثيا بامتياز وحداثته حداثة رؤيا استطاعت أن تخرج الشكل من الحالة السكونية لينساب بإيقاعه الخليلي في قدرة عجيبة على التصوير والتثوير جعلت من قصائده بيانات الحركة الثورية على مستوى الشعوب ، وجعلت من صوره مفاتيح لفهم طبيعة القوة التي تواجه الضعف البشري ، ومن المخاتلة مرحلة من مراحل التغير التي تمهد السبيل للثوار والساسة لتنفيذ مشروعهم المجتمعي الذي يوصل لتحريك الساكن وتغيير الراكد الآسن وتعبيد الطريق للغد الأجمل عبر الكلمات التي تتخذ من الإيقاع درعا لها ، ومن الصور مصدات لكل الصدمات التي لابد أن تواجه الشعر والشاعر.
عاش الشابي فترة قصيرة جسديا لكنه عرف من خلال الشعر كيف يعبر للخلود ويجعل من اسمه دليل إرادة الحياة وغناء الثوار وهدف الأحرار الذي لا يحيدون عنه .
كل هذا بأدواته الفنية التي ترجمت أحاسيسه وانتصاره للحياة من خلال :
- سهولة المفردات والتراكيب.
- قصر الجمل الشعرية.
- توخي الموسيقى الهادئة والإيقاعات الأليفة.
- تنويع القوافي والأشطر الشعرية تحديثا وملاءمة لإيقاع عصر النهضة الأدبية الشاملة التي عاصرها وأسهم فيها بجهده الشعري والفكري .
رحم الله الشابي الذي جعل من أغاني حياة حداء لنا في قيض رحلتنا التي لم نزل نبحث فيها عن قطرة ماء من أمل في ليل اشتد سواده وننتظر فجره الذي غزلنا نوره من ذوب قلوبنا وسنظل نردد معه:
خلقت طليقا كطيف النسيم وحرا كنور الضحى في سماه
... فمالك ترضى بذل القيود وتحني لمن كبلوك الجباه

*- نص المداخلة التي شاركت بها في إحياء الذكرى المئوية لشاعر الحياة :أبو القاسم الشابي من تنظيم مدرية الثقافة بولاية الوادي – الجزائر بالتنسيق مع القنصلية التونسية يوم 27/06/2009 بدار الثقافة محمد الأمين العمودي

أحمد مكاوي