الضحية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لقد أعطى الدين الإسلامي مكانة عالية للعلم و العلماء،فقد نزلت العديد من الآيات تحث على العلم والمعرفة ،
وكذلك أحاديث النبي عليه السلام التي تحبب لنفس طلب العلم وتبين قيمته وترفع من شأنه، واللحمد لله أنه
مازال في زماننا هذا معلّمين وأساتذة يدركون ثقل هذه المسؤولية لهذا تراهم منهمكين في شرح الدروس
والحرص على تبليغ الرسالة على أكمل وجه ونشر مؤلفاتهم قصد نشر أفكارهم ومعارفهم وذلك حتى تعم
الفائدة وينتفع كل النّاس.
في حين نجد بعضهم من جعل من العلم تجارة، لأن حب المال قد أعمى القلوب قبل أن يعمي الأبصار
فكثير ما نقرأو نسمع عن المعلمين الذين لا يؤدون واجبهم ولايجتهدون في تبليغ الرسالة العلمية وهذا
لايرجع إلى نقص خبرتهم أو ضعف معارفهم بل إنهم قد اتفقوا على استراتجية خبيثة وقد أدركتها عندما
عملت كمعلمة مستخلفة ، وكذلك كوني كنت طالبة في كلية الأدب العربي، وهي أنهم يكتفون بإعطاء رؤس
أقلام لتلاميذ في الدرس أما من يريد أن يتوسع وينال النقاط المشرفة عليه أن يأخذ دروس خصوصية
طول العام،وهناك أمر أسلوب آخريتبعه بعض الأساتذة وهو مطالبة الطلبة بشراء مؤلفاتهم وذلك لأن أسئلة
الأمتحانات ستكون من كتاب الأستاذ فقد وغالبا ما تكون نقاط هذه الأمتحانات مزورة فنقاط السداسي الأول
دائما مطابقة لنقاط الفصل الثاني فهي إما أن تزيد بنقطة أو تنقص كل طالب حسب حظه.
والفاجعة العظمى التي يستحي المرء وهو يكتبها ، وهي أن هناك بعض الأساتذة قبح الله وجههم يطالبون
الطالبات بإمضاء بعض الوقت معهم في الفراش وذلك حتى تحصلن على نقاط عالية تضمن لهن النجاح
خلال السنة ،وأنا لأقول هذا لأني إطلعت على الأمر في إحدى الجرائد بل لأنه في سنتين الماضيتين كانت
طالبة ترتدي الجلباب وقد رسبت في إحدى المواد فقصدت الأستاذ ليساعدها لأنها تدرك أنه في هذه
من لم يرضى عنه الأستاذ في بداية السنة لن يرحمه في آخرها ، فغالبا ماتكون علامات الإنتحان الشامل
وهميت ، فطلب هذا الدنيء أن تقضي معه وقتا ممتعا في النزل .
ولكن هذه الظاهرة انتشرت وعمت بسبب تصرفات بعض الفتيات الرخيصات الاتي يبعن شرفهن بأرخص ثمن
ولأتفه الأسباب ، ففي الأربع السنوات التي أمضيتها في الجامعة سمعت عن قصص أغرب من الخيال وكأننا
في غابة فأظن أنه حتى الفتيات الأجنبيات لا يتصرفن هكذا، وقد شاهدت مناظر مخزية ومهينة ، فكثيرا
ماشاهدت فتاة في عمر الزهور يرسلها أبويها من أجل اتمام دراستها إلى وهران وهذا حتى تعود إلى
مدينتها أو إلى قريتها وهي حاملة شهادة التخرج التي طالما حلما بها ،فتعود وهي تحمل العار والخزي
لهذين الأبوين المسكنين ، وهكذا بدلا من أن يرفع الأب رأسه وهو يفتخر بابنته يوطؤه لأن الكل أصبح
يشير اليه وخاصة في مجتمع كمجتمعنا لايجتهد إلا في نقل الأخبار ولاتكف ألسنة سكانه على الحديث
عن شرف الناس.
رد مع اقتباس