عِنْدَمَا يَبْكِي القَمَرُ

عِنْدَمَا يَبْكِي القَمَرُ
إهداء إلى الأديبة الكبيرة وفاء شوكت خضر

	لَيسَ أَقْسَى عَلَى النَّفْسِ مِنْ لَحَظَاتِ الغِيَابِ حِينَ يَعْزِفُ نَايُ الشَّوقِ لَحْنَهُ الشَّجِيِّ وَتُغَنِّي بَلابِلُ التَّوقِ أُنْشُودَةَ الأَلَمِ وَالأَمَلِ. وَيَكُونُ الوَقْعُ أَشَدُّ قَسْوَةً حِينَ يَكُونَ غِيَابًا بِطَعْمِ الفَقْدِ غَائِلَ البَوحِ وَاحتِسَابًا بِنَكْهَةِ الوَجْدِ مُوْجِعَ الرُّوحِ. وَبَينَ هَذَا وَذَاكَ تُسَافِرُ الأُمْنِيَاتُ بِجَنَاحِ الذِّكْرَى تَارَةً وَبِرِيَاحِ الشَّكْوَى تَارَةً أُخْرَى تَبْحَثُ فِي الأُفُقِ عَنْ مَرْفَأٍ دَافِئٍ وَوَطَنٍ حَنُونٍ يَحْتَوِي فِيهِ القُلُوبَ الوَاجِفَةَ ، وَتَرتَوِي مِنْهُ العُيُونُ الذَّارِفَةُ. وَفِي اللَّيلِ إِدْ يَنْشُرُ الدَّيجُورُ غَلَسَهُ رَسُولَ وَحْشَةِ وَغُرْبَةٍ يُفْتَقَدُ القَمَرُ ، فَتَرنُو إِلَيهِ البَصَائِرُ مَعَ الأَبْصَارِ تَبْحَثُ فِي الأُفُقِ عَنْ بَقَايَا قَبَسِ مِنْ نُورِهِ المُؤْنِسِ وَجَمَالِهِ المُبْهِجِ نَدِيمَ سَهَرٍ للسَّاهِدِين وَرَفِيقَ سَفَرٍ لِلسَّارِينَ وَمُتْعَةَ نَظَرٍ لِلحَالِمِينَ. وَيْكَأَنَّ القَمَر قَدْ كُتِبَ عَلَيهِ أنْ يَحمِلَ كُلَّ أَوشَالِ البَشَرِ! وَيْكَاَنَّ قَدَرهُ أَنْ يَحْتَمِلَ مِنْهُم الأَخْطَاءَ بَلْهَ الخَطَايَا! وَلا يَزَالُ مَلُومًا مُؤَنَّبًا مَا أَتَى ؛ إِنْ غَابَ سُئِلَ ؛ وَإِنْ أَطَلَّ جُهِلَ ؛ وَإِنْ خَسَفَ عُذِلَ ؛ وَإِنْ طَلَبَ خُذِلَ ؛ وَبِمَا اشْتَكَى يُلامُ. أَيُّهَا القَمَرُ المُشْرِقُ فِي نُفُوسِ مَنْ أَدْمَنُوا بِكَ الضِّيَاءَ ، وَعَرِفُوا فِيَكَ الوَفَاءَ ، وَاعْتَادُوا مِنكَ العَطَاءَ ، وَأَدْرَكُوا بِكَ الاحْتِمَاءَ. أَيُّهَا القَمَرُ الذِي أَتْقَنَ فَنَّ التَفَانِي وَالتَّدَانِي ، وَأَضَاءَ وَجْهَهُ بِابْتِسَامَةِ حُبٍّ وَبَذْلٍ وَكَتَمَ فِي القَلْبِ أَنِينَهُ. أَيُّهَا القَمَرُ الذِي يَغْرِسُ فِي يَبَابِ شجُونِهِ زَهْرَ بَنَفْسَجٍ وَفِي بَسَاتِين مَنْ حَولَهُ زُهُورَ اليَاسَمِينِ وَالنَّرْجِسِ وَشَقَائِقِ النُّعْمَانِ رَبِيعًا يُسْعِدُهُمْ وَرَوَابِيَ عَاطِرَةً تُبْهِجُهُمْ وَتَمْسَحُ عَنْهُمْ كُلَّ لأيٍ وَكَدَرٍ. أَيُّهَا القَمَرُ الذِي لا يَنَامُ وَإِنْ رَقَدَ ، وَلا يَضِنُّ وَإِنْ جُحِدَ وَلا يَشْتَكِي وَإِنْ وَجَدَ ؛ يَنَابِيعَ مِنْ سُقْيَا عَذْبَةٍ لا تَعْرِفُ نَضْبًا ؛ وَمَصَابِيحَ مِنْ رُؤْيَا وَاعِيَةٍ تُنِيرُ دَرْبَ السَّالِكِينَ. أَيُّهَا القَمَرُ الذِي لا يَحْتَوِي معْجَمُهُ إِلا عَلَى مَعَانِي العَطَاءِ وَالوَفَاءِ ، هَذَا قَدَرُكَ فَاسْعَدْ بِهِ وَلا تَسْخَطْ ، وَقَدْ حَانَ وَقْتُ البُّكَاءِ فَابْكِ وَإِنْ أَبْكَانِي بُكَاكَ. إِبْكِ فَإِنَّ لِلدَّمْعِ شَآبِيبَ تَغْسِلُ حُزْنَ الفُؤَادِ وَتَمْسَحُ الأَنِينَ عَنِ الشِّغَافِ ، وَإِنَّ لَهُ لَصَولَةً تَجْتَثُّ عَرَاقِيبَ الأَسَى وَتَبُثُّ فِي الصَّدْرِ فَرَاشَاتٍ مُلَوَّنَةً وَأزَاهِيرَ رَطِيبَةً تُعَبِّقُ النَّفَسَ وَتُجَدِّدُ الحِسَّ وَتُحْيِي الشُّعُورَ. إبْكِ فَإِنَّ لِلبُكَاءِ مَعَانِيَ أُخْرَى ، وَإِنَّ فِي البُكَاءِ حَمَائِمَ سَلامٍ وَهَدِيلَ يَمَامٍ وَنَسِيمَ صَفَاءٍ وَوِئَامٍ. ابْكِ حَتَّى يَمَلُّكَ البُكَاءُ أَو تَمَلُّهُ ثُمَّ ارْفَعِ الرَّأسَ وَابْتَسِمْ ، وَقُلْ فِي َشَمَمْ: يَكْفِينِي فَخْرًا أَنْ أَكُونَ أَنَا القَمَرَ.

الله الله الله الله الله
د.سمير
هنا يفيض النثر الجميل بأنهار عسله وحلاوته علينا
وهنا توضع الكلمة في مكانها الذي ترتضيه العربية كلسان وكمعان
وهنا استمتعت بالقراءة
حقا هذا هو النثر الذي ننشده في منتدى النثر ، والذي لا نزال نبحث عنه فلا نجد منه إلا القليل بعد تصفية مرهقة في صفحات المنتدى.
أخي الحبيب
سعيد سعيد بهذا النص وبهذا الثراء وأنت أهل له وأقدر عليه.
شكرا
شكرا

سلمتَ وسلمَ هذا القمر.

وَزِدْ لهُ فخرًا
أن قيل عنْهُ وفيهِ هذه الدُّرر.

مع تمنياتنا أن لا يطول بكاؤه وغيابُه


مودتي أستاذنا

وهل يعيب القمر البكاء ..
حين يغسل دمع الطهر وجهه ..
فتنجلي عيون البصر والبصيرة ..
ويضوع عطر البنفسج ..

فليبك القمر ..
وليمنح نوره للسهر ..

هدية أفخر بها من أخ عزيز ، وأديب شاعر سامق ..
لك الشكر أخي الكريم فهي أثمن هدية تلقيتها في حياتي ..

القمر الليلة رفيقي وسأشاركه البكاء ..
نروي الياسمين كي يعطر زهره فجرا قادما ..


نص تألق بحسك الرقيق ، وأسلوبك الأدبي الراقي الجميل ..
أستاذي وأخي الكريم د. سمير العمري ..
هدية أقبلها بسعادة وفخر ..
فقد كانت حروفك بلسما لجراحي ومنديلا حريريا لدمعي .




كنت هنا أستمتع بجمال النثر ورفقة القمر بدموعه ..

تحيتي واحترامي وثلة ياسمين ..
كل الود أخي ..
فشكرا لا تفيك حق الشكر ..

***** الكبير الغالي سمير العمري
نثر بطعم الشعر..يهبط على الروح وردا وأزاهير
وأسراب فراشات تنثر أريج فكرك المعطار
وتنثر عطر أنفاسك
حين يبكي القمر في السماء
يولد في الأرض شاعر بحجم سمير العمري
تحياتي وإعجابي

وما أجمل من بكاء القمر حين تزرعه بشوق

الأنفاس الغائبة, تشتاقه الروح لتنعم بلحن غضة الوتر

نثر شجي أوقد في القلب جمره في بكاء القمر.

رائع شاعرنا الندي.

ماذا عساي أن أقول بعد أن رأيت القمر مكتملاً
قمران تلألأ في سماء الواحة
أدام الله هذه الأنوار وهذه المشاعر الطيبة
ليسمح لي أخوتي هنا في قسم النثر :
بتثبيتها
ونعود نتأملها مرات ومرات
تحيتي وتقديري.

الدكتور الفاضل / سمير العمري

عندما يبكي القمر / عنوان مؤثر يجعلنا من الوهلة الأولى نندمجُ في روح النص و يستفزنا لنكشف أسراره و تفاصيله , و قد وجدتُ البوح فيه يسيرُ وفق منظور سابق مرتب بوضوح واثق الحس و الشعور .
و ما جعله يأمر القمر بالبكاء أربع مرات سوى ثقة بارزة تضعنا أمام حقيقة يتجاهلها الكثير أو يترفعون بصفاتهم عنها و هي أن البكاء ليس ضعفا في كل الأحوال و إنما يحملُ من المعاني و التجدد و الطاقة و السمو ما يجعلُ من صاحبهِ متميزا واثقا متجدد العطاء .

نص رائع ممتع و مقنع .

تستحق إهداءه بالفعل أديبة قديرة فاضلة كأمنا وفاء شوكت خضر .

إكليل من الزهر يغلف قلبك
هشـام

الدكتور الفاضل سمير العمري
يكفينا فخراً ان نقرأ لغة سامقة كهذه
كان فيها شيئ من العزيمة واستعادة الإرادة المسلوبة
وتهيئة الفرح للدخول دون استئذان , كان القمر مضيئاً جدا هنا
بكلماتك وحضور الرقي في المشاعر التي باحت هذا الجمال والتقدير
للاديبة المبدعة وفاء شوكت خضر
فشكراً لهذا العنوان وما احتواه
والتحية للواحة الجميلة التي جمعتني بكم هنا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الدكتور المبدع سمير العمري،

ياله من إهداء راق لغة وأسلوبا، تستحقه وربي الغالية الحنونة المعطاءة وفاء شوكت خضر

استمتعت هنا حقا، نثرك جميل أستاذي،تخلله حزن أعقبه تجديد عهد مع الأمل والحياة،

البكاء ليس ضعفا هذا ما أقوله دوما وهذا ما لامسته هنا، كلنا يحتاج من وقت

لآخر أن يعبر عما يجيش به صدره من آلام وأحزان، فكما نحتاج للفرح نحتاج للدمع.

الغالية وفاء أهديك عقدا من الفل وأتمنى لك السعادة.

أستاذي سمير دمت برقي دائم.

احترامي وتقديري لكليكما.