لا يزال الروض في وطني مهجور من الحمائم البيضاء
لا تزال افنان اشجار زيتونة الدار حزينة
لم تعانقها عصا امي العجوز
لتلتقط الحب السمين
لا يزال البيت
يشكي للمارة فراق الاحبة
ولا مستجيب
وما عادت نافورة الماء ترسل لحنها
فقدت الماء الطهور
وعاد الدم ينسكب بأنشودة الموت الرهيبة
وعند الباب
قتل الأخ حين قال
لن ارحل من الدار العزيزة
وما ردت عليه غير الرصاصات الغادرة
ليختلط الماء الطهور بمسك الدم
ولبظل ذلك الدم يثور
يجدد في كل يوم آلامنا
وفي كل عيد بمر
ترسل الحمائم رسولها الوديع
لعله يرجع من الدار بغصن زيتون
او يرتشف من الماء الطهور
ولكن الحمائم ما تعود
بغير الحزن
وهناك
عند الرابية
في مدخل الحقل
حيث السنابل الذهبية كانت تعانق مشاعر شاعر
ليكتب وردا
يكتب اليوم دما
ومن صوت الرصاص يهب كليث
يقاتل
لعل الحمائم يوم تعود
لعل الزيتون يكون سمينا
لعل السنابل ترجع تورق