|
خرساءُ تسعى وفي أحداقها جُمَلا |
في شاطيءِ البحر ترجوفي الهوى املا |
خطّتْ على الشطِّ أشواقا أناملُها |
تسْتلْهمُ الموج أنْ يُهْدي لها حُللا |
ترنيمةُ الصمتِ جلَّ الشطُّ نظرتها |
واستعْذبَ الموج كالمشتاقِ واحتفلا |
هل جاذب البحرُ حُسنا بات يُفْتنهُ |
فالتاع عشقا ومدَّ الكفَّ وابتهلا |
أم غايةُ البحرِ يروي للملا خبرا |
ألقى خطابا على الزوار وارتسلا |
قدغاب عنّا بأن البحر يقصدها |
خرساء تهفو ودرب الحبِّ ماوصلا |
فالرملُ ينعي مع الأسحار عزلتها |
والريحُ تروي إلى الآفاق ماحصلا |
يستنهضُ الشطُّ آمالاً لبسمتها |
والصدرُ يُخْفي فؤادً ذاب وابتذلا |
أهدت عطورا لسترِ الليل فاعتبقا |
أسرت نسيما فطلّ النجم وانفتلا |
من وجهها البدر حيّا الشط مبتهجا |
في خدِّها القطرُ ضمّّ الورد فابتتلا |
ريّانةُ العودِ كالأريافِ فتنتُها |
كالروض تحوي جمالاً داح واتصلا |
احداقها الحور كالألحان بهجتها |
من رمشها الحرف مدَّ اللحن وارتحلا |
كلّ التعابير في وجناتها ارتسمت |
تدعو الحبيب الذي مالاح أو سألا |
تُخفي من البوح مالم تستطعْ شفةٌ |
لكنما النطقُ سجّى الحرف واختزلا |
جمرُ المناجاة في وجدانها اتقدا |
واهتاج فيها الجوى واشتبَّ واشتعلا |
تشتاقُ وصلاً وسوط الهجر يجلدُها |
عمداً قلى الروح بالإ حباطِ واعتزلا |
في صدرها الحُلْمُ والأيامُ تنحتُهُ |
مازارها العشق يوما أو طوى سُبُلا |
خرساء زفت من الشطْآن لوعتها |
واقتادها الليلُ نحو الخدرِ واعتقلا |
صارت ضبابا ولم نلمس عواطفها |
أين أجتباها الهوى بل أين قدحملا |
هل يُصْقلُ الدُّر أم تبلى لآلئهُ |
هل يرطُبُ القلب يوما أويرى بللا |
أو يرسلُ السعد ضيفا ينهي غربتها |
يجْترُّ عنها ظلاما دام وانسدلا |
أويلقها اليمُّ في أحضان فارسها |
أم طائفُ الحبِّ يشجي قلْبها غزلا |
أم أغْلقَ الحبُّ دون الخرس بهجته |
أم أنَّةُ الخرسِ لهوٌ صار مبتذلا |