أُمّي هي حُلْمي

كانتْ هناك تُطْعمني
وتخبزُ في أعماقِ روحي
رغيفَ طفولةٍ ساخنَ البراءة ..

كانتْ هناكَ أمّي
تسيرُ على البعدِ وتُدفّئني
وفي مسقطِ حقيقة الحلم
تَلحظُ ظهورَ شامةْ
جديدة على وجهي ..
وتُداعبني براحتيْها السماويتيْن
وتسأَلُني عن حُلْمي ..

إنَّها أُمّي

أنا أَعتَنِقُها جيداً
وأُتقنُ دَمعها جيداً ..

ولا أحد يُجيبُ حزني
مُنذُ أن حمَّلَتني الوصيةَ ورحلت ..
إلى أين رحلتْ ؟
إلى أين رحلتْ ؟!..
لا أجوبة لديَّ سوى الخجلِ
وحلْمٍ جديد انضمَّ لأحلامي
الباحثةَ عن هويتي والأملِ ..

{ لي أخٌ شهيدٌ يا طفلي
مدفونٌ ما وراء الزيتونة
خُذني إليه ..
عندما توافيني المنّية خذني ..
وقبّلني كثيراً

ولا تَبكِ كثيراً
ثم ضُمَني إليهِ
في خلوده الأبدي ..}

أُمّي عندَ مُفترقِ المعبد
ودَّعتني عندما سأَلتُها
عن الموتِ وموتي
وعن شكلِ اللهِ ولونِ ثيابهْ ..

أُمّي فَقَدْتُ صوتها ولم أَسمعهْ
والحلمُ لم يُردد صداه
فالحلمُ حرٌ
لا جدران لهُ
في أرضٍ رحلتْ عنها أُمّي
إلى سماءٍ غامضةٍ ضاعت
فيها أشيائي ...
الأسير:باسم الخندقجي
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني
سجن جلبوع المركزي
الحكم ثلاث مؤيدات