|
ليس اغترابيَ عن أهلي وعن ولدي |
إن اغترابيَ في صحبي وفي بلدي |
كم قد بقيت غريبا عن ربا وطني |
كالقابضِ الشوقِ جمرُ الصبرفي كبدي |
لطف الآله بمغدور الرؤى سُتُرٌ |
فضلاً يسوق لأصحابٍ بلا عدد |
كم كان لطفك يا رباه لي مدداً |
من دعوة الأمِّ في الظلماءِ لي سندي |
دوَّامةُ الرِّزق مفتاحٌ لسلوتنِا |
لا تهبط السُّحْبُ بالآرزاقِ من رَّغدِ |
ذا واتِّحاد شبيه الحال مُلْتَحَمٌ |
تخفيف نيرانِ أشواقٍ غَدَتْ كَمَدِي |
أمَّا اغترابيَ عَمََّن خلتهم أملي |
ما أسْوَدَ الليلُ من تمزيقهم عضدي |
إِنِّي اُبْتليتُ بتمزيقٍ لآصرتي |
شَقَّ الصحابُ بها في نِيرِهَا أَوَدِي |
حتى الهواتف أشباحٌ برنَّتِها |
أو كالأصمِّ المدى أو فاقدِ الرَّشدِ |
إنْ رنَّ خاطفها ينعي لتكلفةٍ |
أدمتْ جيوبا وقلبا لاذ بالنَّكد |
أحْنَتْ مصائبُنا أعناقَنا رُزُءًا |
والصَّحبُ قلبٌ غليظُ الحسِّ كالوتدِ |
يُرغي ويُزْبدُ آتيهم بهرطقةٍ |
هل يرتق الجرحَ أكوامٌ من الزَّبَدِ |
لا أصلح الله من يقتات وهدتنا |
قد لاكها جهرُ جلاَّسي على عَمَدِ |
يا ليل غربتنا ضاعت مجالسنا |
سُمَّارُنا الآن بؤسٌ جاد بالشِّدَدِ |
يا غربتي بين أهلي يا بلا زمني |
لا يملك القلب كَيَْ يَدْفَعْكِ من عُدَدِ |
رغم اقترانيَ من أهلي ومن ولدي |
سهمُ الحنينِ صدودٌ في ثرى بلدي |
يارب هل لي على الإخلاص من أحدٍ |
كالقطر في الغيم أو غيثٌ من الجُدُدِ |
هلْ لِاغْترابيَ يا رباه من أمدٍ |
كي ينقذ الرُّوحَ أو يبُْرِي حَرَى الجسدِ |
جَارَتْ علينا الَّليالي وَهْي عازمةٌ |
أن تنثر الأمر تمزيقا على البُدَدِ |
ما أَصْعب الهجر خلاَّني على حُطَمِي |
إنِّي لَأُنكرُ قلبي أولكف ِّيَدي |