لـمْ تكتملْ رؤياكَ بعدُ
فلا تقصُّ رؤاكَ إلا حين تعرفُ أن خلفَ مداكَ أغنيةٌ
تُردِّدُها يماماتٌ تُحلِّـقُ في الأثيرْ !
ما بين ماضيكَ المغلَّقِ واتقادِ الشعرِ
بالمعنى ترفرفُّ لا تدورْ..
الآن تعرفُ وجهَها الفضيَّ
في الأرقِ المعطرِ بالدخانِ
فلا وقفتَ إذا عرفتَ
ولا يعاونُكَ الطريقُ إذا تسيرْ !!
جاءتْ تريدُكَ حين تغرسُ أغنياتِـكَ في مكامنِ وجدِها !
وهي البهاءُ الأنثويُّ بدفقةِ المعنى،
دخولُ الياسمينِ فضاءَ روحِكَ،
رجفةُ الايقاعِ
في شعرٍ تجلّـى يصطفيكَ برؤيتيـنْ !
أولى إذا امتدتْ ليالٍ للشوارعِ والزحامِ
-خطاكُما تستنفرُ الأرضَ،
العواميدَ القديمةَ حين تفترشُ المدي !-
أنت اشتعلتَ بخفقةِ القلبِ الجموحِ،
ملائكيٌ صوتُها..
نادتَـكَ حين اشتدَّ فيها البينُ أن أمسكْ يديَّ
ولا تُطلُّ على الخريفِ
امنحْ لنفسِكَ فرصةً
كي يستقيمَ العطرُ فيكَ بلا اضطرابٍ
سوف نرحلُ حين نأخذُ ما يكفِّينا من العُمرِ المتاحِ
ولهفةُ السُلوانِ تحملُـنا إلي غيمِ المواعيدِ البعيدةِ إذ تغيبُ
متـى وأينْ !!
أُخرى تحيطُكَ حين رُمتَ الأخضرَ المسكيَّ
وارتفعَ الحنينُ على يديها مُسكِرًا !
الآن ما أقسى النغيماتُ الرحيبةُ
حين تُعزَفُ فيكَ داخلَها
وتشعلُها دمًا !
غابتْ بزهوِّكَ
وانتشاءُ النايِّ منفرطٌ بروحِكَ
كُنْ جديرًا بالحريرِ وبالسحابِ
بأمنياتِ العمرِ
أعطتْـكَ ابتداءًا وانتهاءًا
واشتهاءًا يختلفْ !
أشجـتْكَ أناتُ العصافيرِ البريئةِ،
وانتظارُكَ للقطارِ،
وصوتُ فيروزَ المُـعـنَّـى،
والشجيراتُ التي تجري على الطرقاتِ
مثلُك ترتجفْ !!
ضمّتكَ عيناها وداعًا
ثم أسلمْتَ ارتعاشَــكَ للمقاعدِ
سوف تأتيكَ الرؤى،
والشِعرُ
منبجسًا ومؤتلقًـا
فلا تنـأى بـقـلـبِـكَ
واقتطفْ !
كن لارتحالِـكَ
واشتعالِـكَ
للبراحِ
وللندى
مُدَّ الاضاءاتِ القريبةَ
للسماواتِ البعيدةِ
وانصرفْ!!!