استكمال المشاريع القائمة أولا!!!

يخرج علينا البعض بين الحين والاخر بمشروعات تتطلب انفاق مليارات الجنيهات على مشروعات للتنمية فى الوقت الذى توقفت فية المشاريع القومية فى مصر منذ مشروع السد العالى عدا المشروع القومى لتنمية سيناء والمشروع القومى لتنمية جنوب الوادى اللذان لم تنفذ الا مرحلتهما الاولى فقط
وفى اطار المشروع القومى لتنمية جنوب الوادى تم تنفيذ مشروع قناة توشكى الذى لم تنفذ منة سوى المرحلة الاولى منه فقط لرى 500 الف فدان منها 100 الف للوليد ابن طلال الذى سقع الارض التى اشتراها (بـ 50 جنية للفدان شاملة ادخال المرافق والكهرباء) حتى يرتفع سعرها وبذلك اصاب المشروع فى مقتل وكان من المقرر لقناة توشكى ان تمتد بطول الوادى الجديد لتزرع 4 مليون فدان على امتداد الصحراء مخترقة الواحات لإقامة مجتمعات متكاملة وتوفير مصدر دائم ومتدفقللحياة والمياه .
وفكرة هذا المشروع ليست جديدة فقد بدأ طرحها في عام 1960وأجريت دراسات أخرى في الفترة من عام 1970-1973 وأكدت نفس نتائج الدراسات السابقةثم أعيدت دراسة المشروع من خلال أساليب أكثر تقدما وباستخدام صور الأقمار الصناعيةواشترك فيها عشرات العلماء في مجالات التربة والجيولوجيا والري والصرف والزراعةوغيرها وانتهت الى ان الجدوى الاقتصادية والاجتماعية للمشروع جيدة وان اقامته ليستفقط خيارا ممكنا بل هي خيار حتمي للتوسع الافقي والقفز الى مساحات ارحب من ارض مصرلاعادة رسم الخريطة السكانية والعمرانية .
وتمتد ترعة الوادي الجديد من بحيرة ناصر جنوب السد العالي وحتىواحة الفرافرة شمال محافظة الوادي الجديد تخترق في طريقها منطقة شرق العوينات حيثتوجد مساحات واسعة قابلة للانزراع ثم تمتد الى واحة باريس جنوب الخارجة ثم تواصل طريقها الى واحةالداخلة ثم الفرافرة .
وهذا المشروع لا يهدف إلى إستصلاح وزراعةمساحات جديدة من الأراضي الزراعية فقط ولكنه مشروع متكامل لإنشاء واد جديد مأهولبالسكان ومواز للوادي القديم يتضمن إنشاء 18 مدينة جديدة وأكثر من 100 مشروع صناعيكبير ومشروعات التعدين والمشروعات السياحية والفندقية والخدمات والمرافق إضافة إلىالمجتمعات الزراعية التي سيقوم بها في الأساس القطاع الخاص في شكل شركات أو أفراد.
اما المشروع القومى لتنمية سيناء فقد كان من المقرر ان تمتد ترعة السلام الى وسط سيناء التى يعيش فيها أكثر من 90 ألف نسمة وتمتد عبر 121 ألف كيلو متر مربعأي أنها تمثل 79% من مساحة سيناء وذلك لتروى85 ألف فدان في منطقة الحسنة التى يوجد بها 20 قرية ونخل التى بها10قري لا تكاد أبسط وسائل الحياة تكون موجودة فيها. ولكن هذة الترعة ايضا توقفت عند مرحلتها الاولى علما بان تنمية المنطقة يعتبر قضية امن قومى لمصر كلها.


بقلم:
دكتور/ مصطفى محمد سعيد حسين
مركز بحوث الصحراء- وزارة الزراعة المصرية
koriem@hotmail.com

(تم نشر هذا المقال بتصرف)