قانا
مجزرة أخرى بلا ناصرْ و لا زعيم واحد قادرْ و لا دعيٍّ عربي دعا زيفا إلى مؤتمر زاجرْ مات الرجال في بلاد العلا و طأطأ الرأس على الحافر لا تسألوا عنا و عن شأننا نمد كفنا إلى الفاجر نقبل الأرض إذا أقدموا و نغفر الغدرة للغادر و نطلب الصفح إذا أذنبوا فالحق حق الظالم الظاهر قانا تنادينا ولا سامع لبى و لا في الناس من ذاكرْ تَنْدَكُّ مرّتين لكنّنا ما اهتز فينا غضب الثائر و لا انتخينا كذبا مرة و أنكر القلب على الجائر إبك على قانا لعل البكا يخفف الحزن عن القاصرْ إبك على قانا و أبنائها وقد قضوا في ضربة الفاجر صوت الثكالى في الفضا صاعد و أمة العرب بلا ناكرْ و الموت قد أنزل في روضها جيش الخراب والردى البائر و قد هوت قنابل تلتقي في موعد بالحارق الساجر و أسقطت أوغارها زمرة على ركام ركنها العاطر فأنعشت روحا بها حرةً قد غيبت في مذبح آخر قانا سأبكيك بكاء الذي آل من النصر إلى الخاسرْ طارد أعداءه حتى إذا ما اندحروا والفوز للداحر عاد وفي خاطره شعبه يشدو له أنشودة الظافر حتى دنا من أرضه شامخا ألفى العدى تفتك بالسائر و تهدم الدور على أهلها و يعبث الغازي بلا ناهر قانا دعاء الصالح الطاهرْ و توبة الطالح العاهرْ قانا مثال الصامد الصابرْ و نظرة الآمل للزاهرْ و بذرة الحب وقد أنبتت و أزهرت في روضها الزاخر و الشمس قد أجلت بأنوارها طوق الدجى والغيهب العاكر غدا سيصحو العرب من غفلة و نستفيق من هوى السادرْ و نقتفي آثار أجدادنا نحرر القدس من الكافرْ نسحق إسرائيل في عقرها و نشتفي من ذلنا الضائرْ
د خليل ابراهيم عليوي
30/7/2006