ركوع

(1)
وقفت أمامه وقالت له اركع, قال : خسئت
استعرضت قوتها وعنادها , قال: خسئت
غمرته بحنانها, بعطفها, هز رأسه بالرفض
كانت تعلم - منذ البداية- فشل مسعاها
الركوع يحتاج الى طقطقة مفاصل وشد عضلات
عضلاته التي ذابت من قلة الاستعمال
مفاصله المتكلسة في وضعية السجود
لن تمكنه من الركوع أبدا

إذا لم يركع
هل فشلت هى ونجح هو ؟؟

ابتسام شاكوش

دمتِ والتفرد
محبتى

من يهن يسهل الهوان عليه
لا أدري لماذا تذكرت شطر هذا البيت من الشعر للمتنبي وأنا أرى بطلنا يرفض الانصياع والخضوع لأوامر يعلم سلفًا أنّ فيها المذلّة والمهانة .
في هذا النصّ القصير والذي يحمل تأويلات عدّة ، أبرزها أنّ من نشأ على المبادئ والقيم لا ينحني لأحد مهما علا شأنه و مهما بلغت سطوته وفي أي مجال كان.
هكذا فهمت نصك ، وأرجو أن أكون مصيبًا في رأيي .
شكرًا لجمال هذا الفكر الهادف .
تقديري واحترامي

شكرا يا مروة على قراءتك الجميلة
السيد راضي لم يصل الى قلب النص
اعد القراءة يا سيد راضي
ان من تكلس على وضعية السجود لا يستطيع الركوع
فالركوع بالنسبة للساجد ارتقاء

الأخت الفاضلة ابتسام
أعدت القراءة وبناءً على طلبك ، فوجدت ما يلي :
1-نحن أمام طرفين كل واحد منهما يحمل موقفًا من الآخر ، فالأول طلب أمرًا تم رفضه وبقوة من قِبل الطرف الثاني .
2-حاول الطرف الأول أن يغريه لكنه رفض .
3-الطرف الأول كان يعلم مسبقًا أنّ مسعاه سيبوء بالفشل .
4-التعليل كان يقول أنّ من اعتاد السجود لن يقبل بأنْ يتنازل ويركع ، وعندما يحاول إنسان ما أنْ يهين كرامة إنسان آخر فأول ما يقول له اركع ، لا أسجد ، وبما أنّ الطرف الثاني ردّ بكلمة خسئت فهذا يعني أنّه يعلم هذه الحقيقة .
5-السجود أكثر ارتقاءً من الركوع ، لأنّ السجود يكون على سبعة أعظم أولها وأعظمها شأنًا هو الجبين حين يوضع على التراب ، والساجد أقرب ما يكون لربه حين يسجد .
6-النصّ يبقى يحتمل أكثر من معنى ، لكن ما قرأته كان يشي بأنّ الطرف الأول في طلبه هذا كان يحاول أنْ يخضع الطرف الثاني له من خلال الأمر بالركوع ، فكان وضعية السجود تحمل مغزىً كبيرًا يفيد بأنّ من يسجد لله لا يركع لغيره ، على اعتبار أنّ السجود أكثر رقيًا من الركوع .
هكذا أفهم النصّ ، وكاتبه لا شك يدرك أكثر من القارئ المغزى الذي يريد إيصاله من نصّه ، وتبقى لكل نصّ قراءته الخاصة ، والاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للودّ قضية.
أسعدني المرور مرّة أخرى .
تقديري واحترامي

أشكرك يا سيد راضي وأتمنى أن تكون دائم الرضا
في قصتي لا يوجد اتجاه ديني
وما كان السجود لله
فالساجد لله لا يرد على أي كلام مهما كان مصدره
دمت راضيا

ومضة قصصية متألقة , وجدتكِ فيها وقد أبرزتِ عنصري الإصرار من ناحتين بغض النظر عن المنتصر في النهائي. الومضة مفتوحة المصاريع, لكني وجدتكِ تحاولين الأخذ بتلابيب المتلقي ليتلقى العمل من وجهة نظركِ وهذا يضر بالقاص وعمله, فالقاص الناجح يترك عمله ليتلقاه كلٌ حسب رؤيته- بعُد ذلك عن وجهة نظر صاحب العمل أو اقترب- فالقراءت المفتوحة ترفع العمل وتؤدي الى نجاح جيد له, والقاص البارع يفهم ذلك.

تقديري

ما دام النص محتمل -وهذا يعتبر من جمال النص - فلكل قارئ فهمه الخاص حسب وجهة نظره وان كان القاص يريد ايصال فكرة خاصة تفهم من النص مباشرة ولا تحتمل التاويل فيجب ان يدلل على ما يريد بنص قطعي الدلالة لا يفهم منه الا ما اراد القاص ويمكن ذلك بتوطئة تسبق النص كمثل مقدمة الكتاب التي تدلل على مقصود النص حتى لا يفهم بعكس ما يريد الكاتب .
رغم قصر النص لكن دلالاته كبيرة ومعانيه مشتركة قد تعبر عن راي كثيرين .
مودتي

أسلوبك المعتاد الرائع من أسلوب الومضة القصصية التي تكثف الصورة واللغة لتقول بها الكثير.

النص هنا مفتوح على قراءات متعددة ولكني وإن زعمت أنني أدركت جلها إلا أنني استوقفني هذا الصراع غير المحبب بينه وبينها فالحياة أرحب والعلاقة أرحم وأكرم.


أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

أشكرك دكتور سمير على هذه القراءة الجميلة
نعم هي احتمالات مفتوحة
وليس من الضروري أن يكون هو وهي رجل وامرأة
فالحياة أوسع وأكثر تعددا من أن نحصيها
تحيتي لك