الدكتور عثمان قدري مكانسيمن عيون الأخبار لابن قتيبةفي النساء عامّة
- روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ، " ثم قال : " ما أفاد رجلٌبعد الإسلام خيراً من امرأة ذات دين ، تسره إذا نظر إليها ، وتطيعه إذا أمرها ، وتحفظه في مفسها وماله إذا غاب عنها "
- وقال الأصمعي : أخبرنا شيخ من بني العنبر قال : كان يُقال : النساء ثلاث : فهيّنة ليّنة عفيفة مسلمة تعين أهلها على العيش ولا تعين العيش على أهلها ، وأخرى وعاء للولد ، وأخرى غٌلّ قـَمِلٌ يضعه الله في عنق من يشاء ، ويفكه عمّن يشاء . والرجال ثلاثة : فهيّن لين عفيف مسلم يُصدر الأمور مصادرها ، وآخر ينتهي إلى رأي ذي اللب والمقدرة فيأخذ بأمره وينتهي إلى قوله ، وآخر حائر بائر لا يأتمر لرشد ولا يُطيع مُرشداُ
- وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال : خير نسائكم العفيفة في فرجها ، الغـَلِمة لزوجها .
- وقال عروة بن الزبير : ما رفع أحد نفسه بعد الإيمان بالله بمثل منكِح صدق ، ولا وضع نفسه بعد الكفر بمثل منكِح سوء .
- وقال شاعر من بني أسد :
وأوّل خبث الماء خُبثُ ترابه = وأول خبث القوم خبثُ المناكح
- وقال الأصمعي : قال ابن الزبير : لا يمنعكُمْ من تروج امرأة قصيرة قِصَرُها ، فإن الطويلة تلد القصير ، والقصيرةَ تلد الطويل ، وإياكم والمذَكّرة ( المتشبهة بالذكور ) فإنها لا تُنجب .
- وقال أبو عمرو بن العلاء : لا أتزوج امرأة حتى أنظر إلى ولدي منها . قيل له : كيف ذاك؟ . قال : أنظر إلى أبيها وأمها ، فإنها تجُرّ بأحدهما .
وفي هذا المعنى يقول الشاعر :
إذا كنتَ تبغي أيّماً بجهالة = من الناس فانظرمن أبوها وخالها
فإنهما منها كما هي منهما = كـَقـَدّك نعـلاً إن أُريــدَ مثــالـُهــا
- وقال عمر رضي الله عنه : يا بني السائب : إنكم قد أضويتم ( أولادكم ضعاف ) فانكحوا في النزائع ( الغريبات )
- وقال الأصمعي : قال رجل : بنات العمّ أصبر ، والغرائب أنجب ، وما ضرب رءوسَ الأبطال كابن الأعجميّة .
- كان أوفى بن دلْهم يقول : النساء أربع : فمنهنّ " مَعْمع" لها شيئها أجمع ( المستبدة بمالها عن زوجها لا تساعده ) ومنهنّ تَبع تضر ولا تنفع ، ومنهنّ صَدْع تفرّق ولا تجمع ، ومنهنّ غيث هَمِع إذا وقع ببلد أمرَع . وبعضه زاد : القرثـَع ( الجريئة البذيئة الفاحشة .
- وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ثلاثٌ من الفواقر ( الدواهي ) : جارُ مُقامة إن رأى حسنة سترها وإن رأى سيئة نشرها ، وامرأة إن دخلَتْ لَسَنَتك وإن غبت عنها لم تأمنها ، وسلطان إن أحسنتَ لم يحمدْك وإن أسأتَ قتلك .
- قال خالد بن صفوان : من تزوج امرأة فلـْيتزوّجها عزيزة في قومها ذليلة في نفسها ، أدّبها الغنى وأذلّها الفقر ، حَصاناً من جارها ماجنة على زوجها . وفي هذا المعنى يقول الفرزدق :
يأنسْن عند بعولهنّ إذا خلَوا = وإذا همُ خرجوا فهُنّ خِفارٌ
- وقال رجل يصف من يريد الزواج بها : ابغِني امرأة لا تُؤَهّل داراً ( قليلة الضيفان ) ولا تؤنس جاراً ( قليلة الدخول على جاراتها ) ولا تنفُث ناراً ( لا تنِمّ ولا تغتاب ) .
- وقال الأصمعي قال رجل لابن عمه : اطلب لي امرأة بيضاء ، مديدة فرعاء ( الطويلة ) ، جَعدة ( قوية الجسم متناسقة ) ، تقوم فلا يُصيب قميصُها منها إلا مُشاشة منكبيها ( رؤوس العظام ) وحَلَمتي ثدييها ورانفتَي ( أسفل ) أَليتيها ورُضافَ ركبتيها ( جلدة الركبة ) ، إذا استَلقَتْ فرميتَ تحتها بالأُترجّة العظيمة نفذَتْ من الجانب الآخر. ( وهذا لا يكون إلا لذات الخصر النحيف والعجُز الكبيرة ) . قال ابن عمه له : وأنّى بمثل هذا إلا في الجِنان؟! .
- وعن خالد الحذّاء قال : خطبتُ امرأة من بني أسد فجئت لأنظر إليها وبيني وبينها رِواقٌ يَشِفّ ، فدعَتْ بجفنة مملوءة ثريداً ،مكللةٍ باللحم ، فأتَتْ عن آخرها ، وأتت بإناء مملوء لبناً فشربتْه حتى كفأتْه على وجهها ، ثم قالت : يا جارية ارفعي السَّجف ، فإذا هي جالسة على جلد أسد ، وإذا شابّة جميلة ؛ فقالت : يا عبد الله ؛ أنا لبوة من بني أسد ، وهذا مطعمي ومشربي ، فإن أحببت أن تتقدّم فافعل . فقلت: أستخير الله وأنظر ، فخرجتُ ولم أعُد .
- تزوّج علي بن الحسين أم ولد لبعض الأنصار ، فلامه عبد الملك لذلك ، فكتب إليه : إن الله قد رفع بالإسلام الخسيسة وأتمّ النقيصة ، وأكرم به من اللؤم ، فلا عار على مسلم . هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوّج أمَتَه ( مارية القبطية رضي الله عنها ) وامرأة عبده ( زينب بنت جحش رضي الله عنها ) . فقال عبد الملك : إن عليّ بن الحسين يتشرّف من حيث يتّضع الناس . وقال الأصمعي : كان أهل المدينة يكرهون اتخاذ أمهات الأولاد حتى نشأ فيهم علي بن الحسين والقاسم بن محمد بن أبي بكر وسالم بن عبد الله بن عمر ، ففاقوا أهل المدينة فقهاً وورعاً ، فرغب الناسُ في السراري . وقال رجل من أهل المدينة :
لا تشتِمنّ امرأ في أن تكون له = أمٌّ من الروم أو سوداءُ عجماءُ
فـإنمـا أمهـاتُ النـاس أوعيـةٌ = مسـتـَودَعاتٌ وللأحسـاب آبـاءٌ
ورب واضحة ليست بمنجبة = وربمـا أنجبت للفحـْل سـوداءٌ
وقال عمر بن الوليد للوليد بن يزيد : إنك لمعجب بالإماء . قال : وكيف لا أعجب بهنّ
وهنّ يأتين بمثلك ؟!.
- وبلغنا أن حكيماً قال لرجل شاوره في التزوّج : افعل ، وإياك والجمال الفائق ، فإنه مرعىً أنيق . فقال : مانهيتَني إلا عما أطلب . قال : أما سمعت قول القائل :
ولن تصادف مرعىً ممرعاً أبداً = إلا وجَدْتَ به آثارَ منتجع
وأقول : ليس هذا صحيحاً دائماً إلا إذا اعتبرنا نظر الناس إلى جمالهنّ مرعىً
- ويُروى عن أبي ادرداء رضي الله عنه أنه قال : خير نسائكم التي تدخل قَيساً ( خطا متزنة متساوية فيها هدوء واتزان ) وتخرج مَيساً ( تبختراً وتثنّياً ) وتملأ بيتها أَقِطاً ( جبن من اللبن الحامض ) وحَيساً ( الطعام من التمر والسمن والأقط) . وشر نسائكم السلفـَعة ( البذيئة الفحّاشة قليلة الحياء ،الجريئة على الرجال ) التي تسمع لأضراسها قرقعة ، ولا تزال جاراتُها مفزّعة .
- وقال معاوية لعقيل : أي النساء أشهى ؟ قال : المؤاتية لما تهوى . قال : فأي النساء أسوأ ؟ قال : المجانبة لما ترضى . قال معاوية : هذا والله النقد العاجل . قال عقيل : بالميزان العادل .