|
رَغِبَ الطَّريقَ وكان وَحْدَه |
لمحَ الْهُدى الْملْهوفُ سَعْدَه |
حَنَفَتْ خُطاهُ على الْمَدَار |
أميَالُه عَبَثَتْهُ بُعدَه |
وأَناخَ راحِلَةَ التُّقَى له |
فَوَقَتْْهُ في الأزَماتِ لَحْدَه |
رَسَمَتْ أناملُه مدَاهُ |
وَ تَحَصَّنَ المنذورُ رعدَه |
ويقينُ أسبابَ الرضاءِ |
كَمْ تنسجُ الْأعمالُ مجدَه |
وَ مَضَى يُرَغِّبُها الْمآلَ |
أضلاعُه جَزَرَتْهُ مَدَّه |
فتناوشَتْهْ على اصطبارٍ |
أسيافُهم تَصْطَفُّ ضِدَّه |
بَقَرَتْ كلابُ الأرضِ غِمْدَه |
وَعَوَتْ ذئابُ الْغابِ حَدَّه |
لَمْ يُثْنِهِ نَبْحُ الْعُواءِ |
أَوْ فرَّقَ الجرذانُ أُسْدَه |
فَمَضى على وَقْعِ الردى لَمْ |
يَتَوَانَ عن حقٍّ وَ رَدَّه |
أشواكُ كَيْدِ الْغدرِ تَحْتَه |
وَ وَكيلُهُ يكفيهِ نِدَّه |
واستافَ من نبع الصَّفاءِ |
وقميصُهم هُوَ مَنْ أَقَدَّه |
أمَّا البلاءُ فما ابتلاهُ |
ما عَرْقَلَ الإرهابُ جُندَه |
لَمَّا اسْتَقَاءتْ مُبْتَغاهُ |
تِخِذَ الرِّفاقَ كخيرِ عُدَّة |
هُوَ شاعرٌ بذلَ الشعورَ |
أَرْخَى حَصَادَ الْحُبِّ وُدَّه |
وَ تَوَقَّ من لفحِ الهجيرِ |
صدقاً فكانَ الفَتْحُ عَبْدَه |
يشري النفائسَ ما ثَنَاهُ |
فقرٌ وشَحٌ ما أَحَدَّه |
مالٌ ونفسٌ راحتاهُ |
وأغاث ذا الملهوفِ رِفْدَه |
لكنَّ طعناتِ الْأحِبَّةْ |
تأتيهِ حَيْثُ يُطيشُ صدَّه |
لمَّا تناهشتِ السِّباعُ |
روحاً تَحَسَّسَ مَنْ أَعَدَّه |
قَبَضَ الْهباءَ مِنَ الْخيالِ |
و اجْتَاحَتِ الْغُرْبَانُ قَصْدَه |
وأضاعَ منسأةَ المآربِ |
فِي تِيهَةِ الصَّحَراءِ بَعْدَه |
خُوَّانُهُ عُبَّادُ نَفْسٍ |
لَعَقُوا دَنَايَا الأرضِ عِنْدَه |
فَمَضَى يُقَلِّبُ رَاحَتَيْهِ |
فِرْعونَ مَنْ أَهْداهُ بُرْدَه |
بِئْسَ القرينَ قرينُ غِشٍّ |
مَنْ يحفظُ المعروفَ رَدَّه |
البدرُ أَبْرَدَهُ الضِّياءَ |
وَ بَكاهُ حين روَاهُ سُهْدَه |
وَ رَأَى مَرَايا الْغُربيتَنِِْ |
عَكَستْ سُمُوُّ الغايِ وَعْدَه |
خَلَطَ الزَوايَا رِحْلَتيهِ |
وتراً فَأَمَّنَهُ مَرَدَّه |
هَدَمَ الفناراتِ القديمةْ |
في جُبِّ شَكٍّ كَمْ تَرَدَّه |
مسحَ الدموعَ عَلى الرفيقِ |
و أعارَ للرحمانِ كدَّه |
وضعَ المداراتِ الجنينَ |
وَ سَعى إلى المَرْغُوبِ جُهْدَه |
فَتَحاوَرَتْ في مُقْلَتَيْه |
جَنَّاتُهُ تُهْدِيهِ شَهْدَه |