وبك المراثي
محمد العلوان
سقطت دموعُكَ يا أُخيَّ غزارا
وبكَ المراثي لم يزلنَ حيارى
وبك العيون المتعبات توسَّدت
سهداً واخفتْ في المحاجر نارا
عانيتَ ماعانيتَ يوم ترحَّلوا
وسُقيت من كأس الفراق مرارا
آويت نفسك للجدار مشتتاً
تسعى بقلبٍ في المجاهل سارا
وجهلتَ أوراق السنين طويتها
ووأدت ليلاً زائفاً خوّارا
وبصرتَ بالعين التي ودَّعتها
وبها عبرتَ مجامراً وبحارا
فأرتكَ لألاء الحقيقة جهرةً
وأرتَكَ فجراً باسماً ونهارا
فرويتَ جدبَ الروح من أغوارها
ورجعتَ تمسك حكمةً وقرارا
ورجعتَ للروض القديم تضمُّهُ
وتقبِّل الشطآن والاشجارا
وتموج بالقلب الكبير ملوِّحًا
لغدٍ تفجَّر نبعُهُ أنهارا
وسريتَ بالعزم الجموح معزَّزا
ًبالصِّدق تحمي شرعةً وديارا
منك المرايا يَصطفين ملامحاً
عَلقتْ بهنَّ وما برحنَ أسارى
تصفو لوجهِكَ كلَّما أبصرتها
وتبثُّ في الوجهِ الحزين نَضارا
عبقُ ألمنية ما يزالُ بروحِنا
ولأجلهِ قطعَ السراةُ قِفارا
واستَودعوا ليلَ الوداع أهلََّةً
كانت لها عينُ الزمان مدارا