لمـــاذا .. العروبــة إنكســار فــــؤادْ
وانحدرنا في نهرِ الهوانْ
ومشينا في طريقِ عابثِ نغرقُ في بحرِ الزمانْ
إلامَ عروبتُنا تصيرُ
إلام صرنا في عصرِ الهوانْْ
علت صيحةُ في المدائنِ ..
قالوا: عروبتُنا
أرض العدالةِ والسلامْ !
إلامَ كذبنا..!
ورجالُنا باتوا من الوهمِ سُحباً سوداً على الأحرارِ ..
ظللتها استارُ الغَمامْ
وفي مصرِنا .. مع الفرعون كنا نرضخُ في قيود ..
ولت أعمارنا خلف أوهام الزمانْ
وانقضت أجيالُ مصرَ خلفَ استارِ ..
وانتظرنا نبتةً من الزمنْ ..
نبتةً من الأملْ ..
نبتةً من الدوامْ .. وانتظرناها معـاً ..
وانتظرنا على الدوامْ
وطال الإنتظارُ .. طالْ، وانتظرنا اثمارَ الدوامْ
خاننا غدرُ اللئامْ ..
قطّفوا اثمارنا ..
قطّفوا أعمارنا ..
قطّفوا أحلامنا.. وانكسرنا بالدوامِ
جاءنا عصرُ المآسيِ..
جاءنا عصر الظلامْ
خاننا ساقي التمني..
خاننا ملكُ الهُيامْ
وانزوى القلبُ وحيداً ..
واعتصرنَ،ا وشربنا علقماً
على الدوامِ
أين عصري ؟ .. بعتُ عمري
أين أوهامَ الزمانْ ؟
واشتريتُ القهر مهري
واعتنقنا بالهوانْ
مصر يا أرضَ السلامْ
عين عيني ..
أين أسرابَ الحمامْ ؟
فرّت اسرابُ الحمامْ !
مصر باتت في هوانِ
مصر باتت خلف اسوار الزمانْ
اين حلمي؟ اين علمي ؟
اين غرسي ؟ أين أشجارَ الدوامْ ؟
إرتحالي ليس منكِ
إرتحلتُ من لئامِ
أرتحلتُ من سقامِ
إرتحلتُ من ألآلآم
إرتحلت كيدهن
كيدَ قُطّاف الدوامِ
وجمعتُ المالَ كي أعودْ
كي أزود عن سقيم عن يتيم
لم أجِد!.. غير أطلال من بشرِ
وأيادِ في قيودِ
وانزوي قلبي، وحيداً خلف استار السدودْ
ولحبك بعتُ عمري كي أعودْ ..
فوجدت الغدر خِلاً .. أحضروه ..
أحضروه القومُ قومي ! ..
هم بأعينهم شهودْ (المصريين)
واستطارَ الفجرُ مني
وغفوت خلف استار المزادْ
واستطار لا رجوع
راسلوني كي أعودْ !
بعتُ عمرى، واحتملت المرَ زادي ..
خلف بركانِ الحدودْ
راسلوني المهرَ .. يكفي
راسلوني..
عُد قهر الليالي يكفي كي تزود
عُدْ ألآلآم الغريب خنجراً يهود السدود
عُدْ.. اينَ انتَ ؟ ..
اينَ عهدكَ كي تزودْ
جئت يا مصر مريضاً
باكياً شاكِ زهيدِ
وسألت عن زمانِ
كان لي خيرُ صديق
وسألت عن رجالِ
سافروا مع الزمن القديم
غادروا في نهره
غادروا كبقع ظلام دامث
تعانقت ..
غاصت .. واختفت في النهرِ العميقِ (نهر العروبة الحزين)
وشكوت ظلمتي مع العبادْ
وخطبت حكام البلدْ
أين هم من الفسادْ ؟
اين فرّوا ؟
اين قطاف الدوامْ ؟
الجزء الثاني من القصيدة قريبا ً