|
ياصاحبيّ -العمر -هل أفتيكما |
عن صاحب صحب القصائد والبحور |
تجدا له في كل حين نفحة |
وبكل ناحية له صرح وسور |
وله مع الأيام ألف حكاية |
بدأت به وعليه أسدلت الستور |
حتى تناولت الدنا أخباره |
وشكت إليه الضعف حامية الثغور |
فدعى دعاة المجد تحت لوائه |
ورعى هتاف الفاتحين إلى النفور |
وهجا الذين تخلفوا عن زحفه |
وبكى الذين على رؤوسهم الطيور |
ومضى يلملم ما تناثر منهمو |
ويناشد الأسباب مرحلة العبور |
وله حنين مستميت هاجس |
يحدو به ملكا إلى شرف القصور |
يا صاحبي -العمر- هذا ثائر |
طلب العلا ولنيل مطلبها يثور |
سئمت صروف الدهر من تعذيبه |
لكنه ما ملّ حادثة الدهور |
يا صاحبيّ -العمر- هذا صاحب |
وافاكما عند الصدارة والصدور |
ما مر في درب بدون خطاكما |
كلا و لا يرضى بدونكما مرور |
صاحبكما يا صاحبيّ مبرأ |
- في أمره- من كل بهتان وزور |
أطلاله تبكي عليه حزينة |
وهو الذي يحيا بها فرحا فخور |
وعلى يديه تحررت أطرافها |
وبصوته خرجت على صمت القبور |
و تشربت من دمّه ودموعه |
مطرا، و لوّن في حدائقها الزهور |
ولحبها ترك الديار مجاهداً |
في حبها وعلى محاسنها غيور |
ومضى بعيدا والنعيم بقربها |
وحنينه يغلي ومهجته تفور |
أوليس من ترك الديار مهاجرا |
أولى و أهلا أن تبادله السرور |
ولمثله حق الربيب على الربا |
والبر بالأبرار برا لا فجور |
هذا هو الخبر اليقين مصدقاً |
للصدق معروف وللإخلاص نور |
يا صاحبيّ الصدق هذا شاعر |
رفع المشاعر فوق أجنحة السطور |
ورأى على وجه الزمان عبارة : |
فات الأوان وأدرك الضحك الفتور |
وكما بدأت السطر أنهي صفحتي |
وختامها مسك ومطلعها عطور |