دراسات فسيولوجية وغذائية على الأرانب

الأرانب من الحيوانات المزرعية المهمة التي يمكن أن تربى في أي مكان، ولكن بعد أن يتوفر لها ظروف الرعاية الجيدة من درجة حرارة ورطوبة وتغذية جيدة، وكما هو معروف فإن التغذية تمثل ما يزيد عن 70-75% من تكلفة مشاريع تربية وإنتاج الأرانب، ويمثل عنصر البروتين العنصر الرئيسي لتحديد سعر طن علف الأرانب، لذلك يقوم المهتمين والباحثين في مجال الثروة الحيوانية بالبحث دائما عن بدائل لإمداد الحيوانات ببروتين جيد يكون بديلاً للبروتينات التقليدية، مع الأخذ في الاعتبار أن يؤدي الجهاز الهضمي والجهاز التناسلي للحيوان أعلى كفاءة للتحويل الغذائي والخصوبة والتناسل والتكاثر، مما يؤدي لرفع القيمة الاقتصادية من إنتاج وتربية الأرانب.
ومما سبق قام الباحث/ محمد السيد عمر محمود، بدراسة بعنوان (دراسات فسيولوجية و غذائية على الأرانب)، نال عنها درجة الدكتوراه الفلسفة في العلوم الزراعية، تخصص عام "إنتاج الحيوان" وتخصص دقيق "فسيولوجيا الحيوان"، العام 2008، من قسم إنتاج الحيوان-كلية الزراعة-جامعة المنصورة بجمهورية مصر العربية، وكانت الدراسة تحت إشراف كلا من:
· الأستاذ الدكتور / محمود يوسف العايق: أستاذ تغذية الحيوان-كلية الزراعة - جامعة المنصورة.
· الأستاذ الدكتور / مصطفى عبد الحليم الحرايري:أستاذ فسيولوجيا الحيوان-كلية الزراعة - جامعة المنصورة.

أجري هذا البحث بإحدى المزارع الخاصة بمحافظة الدقهلية في الفترةمن مارس حتى سبتمبرلسنة 2007. وذلك لدراسة تأثير إحلال بروتين كسب حبه البركة بجزء من بروتين العليقة و ذلك بمستوياتصفرو 25 و 50%.
التجربة الأولى:
استخدم في هذه التجربة 27 من ذكور الأرانب النيوزيلاندي الأبيض في عمر 12 أسبوع قسمت على ثلاثة مجموعات ، وكان متوسط وزن الجسم 2.180 ، 2.110 و 2.150 كيلوجرام في المجموعات الثلاث على التوالي ، وذلك لدراسة تأثير استبدال كسب حبة البركة كمصدر بروتيني في علائق الأرانب على الأداء الإنتاجي و التناسلي لذكور الأرانب ، كفاءة الهضم و بعض قياسات الدموالسائلالمنوي .
التجربة الثانية:
استخدم في هذه التجربة 48 من إناث الأرانب النيوزيلاندي الأبيض في عمر 13 أسبوع قسمت على ثلاثة مجموعات ، وكان متوسط وزن الجسم 2.200 ، 2.200 و 2.190 كيلوجرام في المجموعات الثلاث على التوالي ، وذلك لدراسة تأثير استبدال كسب حبة البركة كمصدر بروتيني في علائق الأرانب على الأداء الإنتاجي و التناسلي خلال الفترات الفسيولوجية المختلفة ( فتره التربية ، فتره الحمل و فتره الرضاعة ) ، و كذلك التأثير على إنتاج اللبن و معدل أداء المواليد و الكفاءة الاقتصادية.

# و كانت أهم النتائج المتحصل عليها كما يلي:
1) التحليل الكيميائي لكسب حبه البركة المستخدمة في التجربة كان كما يلي: 93.6% ماده جافه ، 91.43% ماده عضويه ، 30.22% بروتين خام، 7.91% ألياف خام ، 11.4% المستخلص الإيثيري ، الألياف الغير مهضومة 74.32% و الرماد 8.57% .
2) أظهرت المقارنة بين العلائق التجريبية أنها متقاربة إلى حد كبير في محتواها من العناصر الغذائية و الطاقة.
3) ازدادت معاملات الهضم معنوياً للمستخلص الإيثيري بزيادة مستوى كسب حبة البركة في العليقة، بينما انخفض معنوياً معامل هضم كل من المادة الجافة والمادة العضوية والبروتين الخام والألياف الخام و الكربوهيدرات الذائبة كلما زاد مستوى كسب حبة البركة في العليقة .
4) كانت المركبات الكلية المهضومة و البروتين الخام المهضوم و الطاقة الممثلة أعلى معنويا عند مستوى (0.01)في المجموعة الكنترول مقارنه بالمجاميع التي تحتوي على كسب حبه البركة .
5) لوحظ زيادة في كل من وزن الجسم الحي و الزيادة اليومية في الوزن وكفاءة التحويل الغذائي وانخفاض المادة الجافة المستهلكة معنوياً بزيادة مستوى بروتين كسب حبة البركة إلى 50% من بروتين العليقة وذلك في نهاية التجربة.
6) المجموعة المغذاة على العليقة الثانية (25% بروتين حبة بركة) أظهرت أعلى وزن جسم نهائي عند عمر 9 شهور مقارنه بالمجموعة الأولى و الثالثة.
7) البروتين الكلى والالبيومين والجلوبيولين : أظهرت المجموعتين الثانية (25%) والثالثة (50%) ارتفاعاً معنوياً فى تركيز البروتين الكلى (15.9 ، 20.3 جم/ديسيلتر) عن المجموعة الأولى القياسية.
8) من نتائج تحليل بعض مكوناتسيرم الدم لوحظ انخفاض كل من اللبيدات الكلية والكولسترول والجلسريدات الثلاثية معنوياً بزيادة مستوى كسب حبة البركة في العليقة ، إلا أنها كانت تقع في الحدود الفسيولوجية الطبيعية للأرانب النامية.
9) استخدام العلائق المحتوية على كسب حبة البركة أدى إلى ارتفاع معنوي (0.05) في جلوكوز الدم و ذلك في المجموعة الثالثة (50 % بروتين حبة بركة ).
10) نشاط الأنزيمات الناقلة لمجموعة الأمين :أظهرت نتائج تركيز هذه الأنزيمات فى سيرم الدم الى وجود اختلافات معنوية بين علائق التجربة بالنسبة لنشاط (alt, ast) والنسبة بينهما وكانت أعلى القيم معنويا هى التي سجلتها المجموعة الثالثة (50%) وهى (52.06 ، 19.52 وحدة دولية) على التوالي وقيم المجموعتين الثانية (25%) والكنترول تقع بينهما.
11) تركيز هرمونات الغدة الدرقية (t3, t4) فى سيرم الدم:أظهرت المجموعة الثالثه (50% بروتين كسب حبة البركة) ارتفاع فى قيمة الـ t3 (115.17 نانوجرام /ديسيلتر) و t4 (6.18 ميكرون /ديسيلتر ) عن باقى المجموعات وكان اقلهم مجموعة الكنترول t3(99.8 نانوجرام / ديسيلتر ) و t4 (4.55 ميكرون /ديسيلتر ) مع وجود اختلافات معنوية بين المعاملات لـــ t4 ولا توجد اختلافات معنوية بين المعاملات فى تركيز t3
12) أظهرتعيناتالسائلالمنوي أن حجم القذفة ارتفاع معنويا 0.92 , 1.12 و 1.23 مل في الذكور المغذاة على كسب حبة البركة بنسب (0% ، 25% و 50%) على التوالى
13) النسبة المئوية للحيوية كانت أكثر بمعدل (11.1% و 15.3% )في المجاميع التجريبية مقارنه بالكنترول،تأثرت نسبه الحيوية بالمعاملة معنويا (0.01) وكانت أعلى قيمه لها في المجموعة الثالثة (90.9%) ثم المجموعة الثانية (89.19%) و أخيرا أقل قيمه في المجموعة الأولى (80.75%)الكنترول.
14) وجـــد أن أعلى نسبه للحيوانات المنوية الحية سجلت للمجموعة الثالثة (82.63 %) ويتبعها المجموعة الثانية (81.95%) ثم المجموعة الأولى (الكنترول) وهى الأقل (76.36%).
15) وجد ان نسبة الحيوانات المنوية غير الطبيعية تتجه إلى النقصان تدريجيا مع زيادة نسبه إحلال كسب حبة البركة في العليقة و كذلك مع التقدم في العمر وحتى نهاية التجربة.
16) وجد أن قيم تركيز الحيوانات المنوية أن أعلى القيم سجلت للمجموعة الثالثة (611 × 10 9 مل) ويتبعها المجموعة الثانية (585 × 10 9 مل) ثم المجموعة الأولى (الكنترول) وهى (511 × 10 9 مل) .
17) الحيوانات المنويه الكلية و الحيوانات المنوية الحية الكلية في القذفة تأثرت معنويا (0.01) بالمعاملة و كانت أعلى القيم في المجموعة الثالثة ( 756 × 10 9 مل و 595 × 10 9 مل) ثم المجموعة الثانية ( 661 × 10 9 مل و 512 × 10 9 مل) و أخيرا المجموعة القياسية ( 428 × 10 9 مل و 339 × 10 9 مل)
18) من الدراسة الهستولوجيه لم يكن هناك تغير في قطاعات الغدة فوق الكلوية بين المجموعات التجريبية و المجموعة القياسية.
19) من الدراسة الهستولوجيه للخصية أظهرت المجموعات المحتوية على كسب حبه البركة تطورا ملحوظا في نسيج الخصية، حيث لوحظ اتساع و تطور القنيات المنوية و النسيج البيني المحتوي على الخلايا المفرزة لهرمون التستوستيرون .

#نتائج التجربة الثانية ما يلي ظهرت:
20) الأمهات المغذاة على العليقه الكنترول أظهرت انخفاض في وزن الجسم بعد الولادة بنسبه 13.8 و 18.4 % و عند الفطام بنسبة 12.8 و 18.5 % بالمقارنة مع أرانب المجموعتين الثانية و الثالثة على الترتيب.
21) المأكول من الغذاء في فتره الحمل زاد معنويا (0.05) في المجموعتين الثانية و الثالثة بمقدار 21.9 و 24.9 % مقارنه بالمجموعة الكنترول .
22) زاد إنتاج اللبن معنويا بزيادة كسب حبه البركة في العليقه و كذلك زاد حجم الخلفة في نهاية فتره الرضاعة
23) انخفضت نسبه النفوق في الخلفه خلال فتره الرضاعة في المجموعات التجريبية مقارنة بالمجموعة القياسية و كانت (10.9 و 10.6%) مقارنة بـ (17.3%).
24) من خلال دراسة التقييم الاقتصاديلكل من الذكور و الإناث تبين أن الأرانب التي غذيت على العليقة المحتوية على 50% نسبة إحلال بروتيني أعطت أفضل كفاءة اقتصادية مقارنة بالعلائق الأخرى .

# الخلاصة:
من نتائج هذه الدراسة يتضح أنه يمكن استخدام كسب حبة البركة بنجاح في علائق الأرانب الذكور و الإناث ؛ وذلك عن طريق استبدال بروتين كسب حبة البركة بدلا من بروتين العليقة بنسبة تصل إلى 50% ، و الذي أدى إلى زيادة معدلات النمو ، و خفض معدلات النفوق ، و تحسين خصائص السائل المنوي وتحسين نسب مكونات الدم ، وخفض تكاليف وحدة الزيادة في الوزن مقارنة بالمجموعة القياسية ، والتبكير في ظهور مؤشرات البلوغ الجنسي في ذكور الأرانب النيوزيلاندي الأبيض.
من النتائج السابقة تتضح أهمية إجراء المزيد من الدراسات لمعرفة العوامل المسئولة عن النشاط المناعي لحبة البركة المتمثل في صورة المواد المضادة للسموم و مضادات الأكسدة , وذلك لتحسين مستوى الأداء لحيوانات المزرعة.

المصدر: محمد السيد عمر محمود: "دراسات فسيولوجية و غذائية على الأرانب"، رسالة دكتوراه، قسم إنتاج الحيوان-كلية الزراعة –جامعة المنصورة، مصر، 2008.

قراءة وعرض
محمود سلامة الهايشة