كمجنون ٍ شَيَّبَني البحث ُ عنك ِ
أمير بولص إبراهيم
تَعلمت ُ التنجيم َ
سلكت ُمسالك العرافين والعرافات
ودَرست ُ علوم الأبراج
لأبحث َ عنك ِ
في ركام قهوة فنجاني
وفي طالع الصباح ِ والمساء ِ
في ركام َ قهوتي ...
رأيتك ِ...
حورية ً تَغتَسِل ُ بالشمس ِعلى ضفاف الفرات ِ
رأيتك ِ...
فينيقية ً تتأبط ُ الموج في أمسيات البحر
وحدثني طالع برجي
عن إمراة ٍ ظهرت لي في لجة هذا الزمان ِ
حاورتني عن الهوى وعن عجالة الدنيا
ثم تلاشت في ثنايا أوراقي
لم يبقَ غير أسمها يهمس ُ لي بين سطور ِ أشعاري
وكمجنون ٍ شَيَّبني البحث ُعنك ِ حملت ُ عكازي
أبحث ُ في المدن الصماء ِ
أسأل ُ ساكنيها ..
وسؤالي يذهب أدراج الرياح ِ
فأنادم ُ الرياح َ
وأُلقي في مسامعها تساؤلاتي
يا ترى أين َ هي ّ
التي أقضت مضجعي عشقا ً
وساقتني مع قصائدي نحو لذة الهوى
لتجعلني كالتائه في خلجانها
أُصارع ُ صخرا ً
يحول ُ دون َ رسو سفينتي على شواطئها
أعيش ُ ذكراها
فأعود ُ مستذكرا أشعارها
علني أرتَشِف ُ منها عبقها
وعلني أُديم َ بها ما تبقى من عمري
ندائي إليك ِ عبر الأثير ِ أصرخه ُ
لا تتركي عاشقا ً
تَعَلم َ التنجيم وعلوم الأبراج ِ
وسار َ في مسالك العرافين والعرافات
يبحث ُ عنك ِ
لا تتركيه ِ يتحول ُ مجنونا ً
تَعبَث ُ به ذكرياته ِ معك ِ
وتلقيه القصائد على شواطئ نسيانك