أدِرْ كأساً
محمد العلوان
أدرْ كأساً فقد دارتْ رَحاها
أدرْ كأساً فدونَك مَنْ أتاها
أدركأسًا فذي المهجات سكرى
بلقيا الموت ما ارتابتْ خطاها
أدر كأساً فإنّا لا نبالي
وأنىّ أقبلتْ كنّّّّا لظاها
نصارعُ بالمنايا كلّ يومٍ
ونخبرُ بدأها ومدى مداها
توحّدها إباءٌ وارتقاءٌ
لطهرٍ قد تجذّر في ثراها
فخطّت دربَها مِن غير لأيٍ
ومازجت الحقيقةَ في صِباها
وعاشتْ عمرَها تبغي وصالاً
يحقّقُ حلمَها ويطيبُ فاها
فينقلها إلى أعتاب عزٍ
ونصرٍ مشرئبٍّ في رباها
ويسبغُ نورُها أكباد ليلٍ
تعطّش جدبُهُ يوماً لقاها
أقمنا دولةً في كلّ قلبٍ
فأبحرنا وما رمنا سواها
نروّيها بإيمانٍ وصدقٍ
ونورٍ قد تحدّر من عُلاها
ونحميها من الأرزاء لمّا
تجاهلَ غيرُنا ضيماً عَراها
تخالفت الوجوهُ فكان سِرًا
حديثُ النفس في أمرٍ شجاها
فأرواها وأظمأها وأبقى
خفايا الروح يوردها شقاها
فنوغلُ بالحديثِ بغيرِ قصدٍ
ويجبر كسرَنا أملٌ طحاها
وما كان الشقا مِن هولِ أمرٍ
ولكن فُرقةٌ لبست رداها
تُسابقنا العصورُ بلوغَ أرضٍ
وعسّر فجرَها ألمٌ عَلاها
فأثخنها جراحاتٍ وهماً
وأشقى من تغنّى في هواها
عجيباتٌ ليالينا أفاقتْ
على جهلٍ تلبّدَ في سماها
وأنكرَها زمانٌ فيه بَرّت
وعاودَها يجدّدُ في أساها