|
لا...لستُ أطلبُ في عُمرِ الهوى عِوَضَا |
لو أنَّ من عقدَ الميثاقَ مانقضَا |
أينَ العهودُ التي ماانفكَّ ينقُضُها |
وأينَ عهدٌ بأحلامِ الوصالِ مَضى |
كأنما جلْبُ مأساتي لهُ غرضٌ |
فما ترفَّقَ بي مُذ أدْركَ الْغرضا |
حتَّى الخيالُ الذي أمسى يُزاورُني |
أوْصاهُ بِالْبُخْلِ.. إن حاولْتُهُ رَكَضَا |
أمدُّ روحي إذا مامدَّ لي يدَهُ |
لتسقُطَ الرُّوحُ في المأساةِ..إنْ قبضا |
هاأنتَ ياقلبيَ المسكينَ من ولهٍ |
تبيتُ إنْ لاحتِ الأطيافُ مُنتفضَا |
تالله لاترعوي حتى تذوبَ جوىً |
أو في أساكَ تعيشَ العمرَ مُنقبضا |
أهديتُه من ربيعِ العمرِ زهرتَهُ |
حتَّى أرى ثغرهُ البسَّامَ فامْتَعضا |
أسخطتُ من أجلهِ الدُّنيا بأجمعها |
فما تلألأَ في عينيهِ نجمُ رضى |
إذا صرختُ أما تخشى عليَّ لظى |
صبابةٍ حَمِيَتْ في أضلُعي..نَغَضا(1) |
وإن سألتُ أليس الحبُّ شِرْعتَنا |
أجابَ " ولَّى زَمانُ الحبِّ وانقرضا" |
وليسَ يُغريهِ منْ ألحانِ قافيتي |
لحنٌ .. كأنَّ ربيبَ الشِّعرِ ماقرَضَا(2) |
كم جئتُ ظمآن أستسقي مشاعرَهُ |
كي لاتموتَ أزاهيرُ الهوى حرَضَا |
فصَبَّ في مُقلتي سُهدًا وفي شفتي |
صابًا وفي مُهجتي منْ هجرِهِ مضَضَا |
وكمْ بعينيهِ لاحَ المكرُ فاتَّهمتْ |
عينايَ قلبي الذي بالْوهمِ مانبضَا |
أقولُ هذا بأفلاكِ الهوى قمري |
وهالةُ الحبِّ ليستْ مثلَ جمرِغضى |
حتَّى تكشَّفتِ الأيامُ عن قمرٍ |
أضاءَ غيرَ فضاءِ الحُبِّ كُلَّ فَضَا |
ياقاضيَ الحُبِّ ياشوقًا يُحاكمني |
أنهضْتني فعلامَ الخصمُ مانهضا |
ماكانَ ضرَّكَ لو سوَّيتَ مجلسنا |
أليس ذلك أمرًا كان مُفترضا!! |
أمسى على ربوةِ السُّلوانِ مُرتفعًا |
وصرتُ في وَهْدَةِ الأوهامِ مُنخفِضا |
ياقاضيَ الحبِّ لاتعطِفْ على مُقلٍ |
فتَّاكةٍ تدَّعي أجفانُها الْمرضَا |
أليس جَوْرًا... تُذيقُ النوم مقلتهُ |
ومقلتي جفنُها المصلوبُ ماغمضا |
هي التي أتلفتْ عُمري بسطوتها |
فجئتُ أطلبُ في عمر الهوى عِوضا |
ياقاضيَ الحبِّ لاتحكم على عجلٍ |
فالمُستبدُّ الذي قبلَ الشُّهودِ قضى |
هذي الثُّريَّا على دعوايَ شاهدةٌ |
من الذي في طريقِ الآخر اعترضا؟!! |
يالوعةً في نياطِ القلْبِ مُحرقةً |
تجتاحُني كالْتهابِ البرقِ إن وَمَضا |
تقتاتُ مِنْ أضلعٍ ماعُدتُ أحسبُها |
فوق الجوانحِ إلا "السَّمرَ والقَرَضَا"(3) |
رضِيتُ بالألَمِ الْمزروعِ في عُمُري |
فليسَ مثلي على الأقدارِ مُعترِضا |
بشَقوةِ الحُبِّ ما أُفردتُ في زَمَني |
إنَّ الشَّقاءَ على الْعُشَّاقِ قدْ فُرِضا |