أُحِبُّ من الأشواق ( على الطويل )[1]
ــــــــــــــــــ
كانت تتضور جوعا ،،، وكذلك أنا ،،، فبحثتْ فلم تجد غير الفول الكامن في حديده المحكم ،،، فآلت أن تذبح الحديد بسكين ، حيث قالت بأم لسانها ( أريد أن أذبح عُلبة فول ) ، فهمّت بالنحر ، تارة تعض على شفتها السفلى ، وأخرى تعض على لسانها وذلك حذار انحراف السكين فتقطع يدها ،،، وفي النهاية تكلل الذبح بالتمام ، فسلخته من حديده وجعلته في صحنٍ أبيض كأنه العاج ،،، ثم همّت بأكله ، فتارة ينتفخ خدها الأيمن وطورا يتضخّم خدها الأيسر ، غير أن اللوكَ والطحن كانا مستمرين ، فينتهي حبس الفول في جوفها بدلا من حديده الذي كان فيه .
فقلتُ لها : أطعميني يا فتاة .
قالت : بعد أن أشبع ،،، وما بقي منه فهو لك .
ــــــــــــــــــــــــ
أحبّ من الأشواق
أحب من الأشواق ما شاقني لهـــــا **** وأعذر قلبي حين رامَ الفـِرارا
يطوف بروحي عشقها كل ليلــــــة **** فقلتُ خذي قلبي جهارا نهــارا
فَبِتُّ وحيدا ألْتَظِي حُرقة النـــــوى **** بليل مريرٍ تكاملَ مـــــدارا
وعِشْتُ الجَوَى حتى تراني مُلَهّبــــا **** وغيري بحبٍّ لا يذوق المَــرارا
أحِنُّ إلى لمى حبيب أحبّـــــــه **** وقد كان خمرا لا تُدار عُقــارا[2]
فأسكنُ في صمتٍ كأني مُصلّبـــــا **** وتسلخني سلخا كأني مُمَـــارا[3]
تطوف السّوافي[4] مرةً إثْر مـــــرةٍ **** وجسمي يصدُّ اللّفح صدّ اضطرارا
فقلتُ لها لمّا توارت حلومهــــــا **** أريحي حسينا أو أقيلي عِثــارا
وأفْرِي[5] بذي الأشفار ما شئتِ من دمي **** فَلَحْظكِ سفّاح وعِرقي مُـــعارا
فأزجَتْ[6] شرابا قد تَحَلّبَ من فــــمٍ **** مُباحا لذيذا قد تندّى مــــرارا
ــــــــــــــ
حسين الطلاع
المملكة العربي السعودية – الجبيل
12/ نوفمبر/ 2009 م
[1] : تم النظم على الطويل المحذوف ،،، وقد تم إيراد القبض أيضا في فعولن في بعض الأبيات
[2] : العُقار من أسماء الخمر ، وهي التي تعقر شاربها ،،، طبعا والصورة تشبيه بها لأن الشطر الثاني يقول لا تُدار وهي نفي لحقيقة الخمر .
[3] : الممار هو المسال كالدم المسال
[4] : السوافي هي الرياح الحاملة للرمال
[5] : هو شق الجلد أو الوريد كالذبح وتدفق الدم
[6] : تُزجي أي تُعطي