|
قُم يا معذَّبُ وانفضِ الأحزانــــا |
واسطرْ نجومَكَ في كتاب سمانـــا |
واركبْ خيول الشمس في نقع الدجى |
واعبر ظلامك واهزم الجدرانــــا |
أنت الأبِيُّ ابنُ الأبىِّ عراقـــــةً |
نسرٌ هوى عزاً فطال عَنانــــا |
ياابن الأشاوس لم تزل أسطـــــــــــــــورةً |
فينيقَ تصحو مارداً كنعانــــا |
في كفك الذهبي تنمو واحـــــــــةٌ |
ما أجمل الثمرات والألوانــــــــــــــــــا |
دوما تذكرني بأقمار الدنــــــــــــــــــــــــا |
وتقودني كي أنبش الأزمانــــــــــــــــــــــــا |
فأراك خالد في طقوس ملاحــمٍ |
وأراك طارقَ تعبر الشطئانـــــــــــــــــــا |
وأراك أيوبىَّ في شهب الهـــدى |
يطوى الظلام وينهر الغيلانـــا |
تركوك وحدك يا غريب مُكبـلاً |
وتناطحوا واستعذبوا الخذلانــا |
ورموك في البيد العطاش بظلمـةٍ |
حرموك نجم الليل والأكفانــــــــــا |
وتبلدت في كل كربٍ نخــــــــــــــــــــــــــــــــــوةٌ |
والجبن أصبح حادياً وعِنانـــــــــــا |
صرخت أراملنا وناح شيوخنـــــــــــا |
والدم فاض بأرضنا وديانــــــــــــا |
والنار ترتع فى ربيع طفولــةٍ |
والوحش يحصد باللظى الأركانا |
وسيوفكم تبكى بغرفة نومهــــــــــــا |
والخيل تشكو السجن والسجانـــــــــا |
والأسد في قفص الكلاب طريحةً |
والأمة الكبرى تلوك دمانــــــــــــا |
لكنها هي غزةٌ بدمائهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا |
تبنى الأسود وتصنع الفرسانــــــــــــــــــــــــا |
هي عزةٌ وهابةٌ لا تنحنــــــــــــــــــــي |
نخلٌ تطاول يرتوي الإيمانـــــــــــــــــــــــــــــــــــا |
وثبت بيوم الهول وثبة باشــــــــقٍ |
وتملكت عقبانها الغربانـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا |
فتدحرجت نيرانهم بنحورهـــــــــــــــــــــم |
وتساقطوا فى رجفةٍ جرذانـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا |
يومٌ تلألأ في الدنا متفاخــــــــــــــــــــــراً |
وروى بنور شموعه الظمآنـــــــــــــــــــــــــــا |
الله أكبر صيحةٌ تسعى بهـــــــــــا |
وتطوف تجنى الشمس والبستانــــــا |
فتشامخى يا غزتى بكواســــــــــــــــــرٍ |
وتضمخي عذب الدما الريَّانــــــــــا |
أنت السفينةُ في بحور خيانــــــــــــــةٍ |
شُدِّي الشراع وثبِّتي الرُّبَّانــــــــــا |
إني أشم رياح قطز قادمـــــــــــــــــــــــــاً |
وشذاً يجوب الأرض والأكوانـا |
ياغزةُ الشماء يابحر الفـــــــــــــــــــــدا |
وعقيدةً تحمى الحمى وسنانــــــــا |
أهدى إليك الروح ياليلى الهـوى |
صَبٌ يجود بعمره قربانــــــــــــــــــــــــا |
فإذا التقينا فوق صدرك والرَّدى |
ولثمت خدك عاشقاً ولهانـــــــــــــــــا |
ضُمي ورودي وازرعيني في الثرى |
ودعي البكاء وزمزمي الأحزانـا |
ثم انهضي يوم الفلاح وكبـــــــــــــــــرى |
واشدى بفخر وانسجي الألحانــا |
لا عاش من ألف الجحور منازلاً |
وهوى الدنيَّة صاغراً وجبانــــــــــــــــا |
فاغنم أخي عرس السماء بكَـرةٍ |
وازرع بسيفك فرحةً وجنانــــــــــــــــا |
وارضع شموخ المجد من ضرع الوغى |
واسرج جيادك وانطلق بركانـــا |
إنا نموت وفى الممات فضيلـةٌ |
نسمو بها ونجاور الرحمانـــــــــــا |