|
إذا ما دعا داعي الهدى في المآذنِ |
وجالَ صَداهُ في القُرى والمَدائنِ |
أُصَلّي على المختارِ طه وصَحْبِهِ |
نبيِّ الورى المنصورِ صافي المعادنِ |
رأيتُ تهاليلَ المنائرِ مُؤْنسي |
إذا مالَها غيري بشادٍ وشادِنِ |
وهلْ بُعِثَ الإيمانُ إلاّ بصوتِها |
ورَفَّتْ تباشيرُ الهدى في المواطِنِ |
إذا شدَّني صوتُ الأذانِ بسحْرِهِ |
فما عادَ يُغْريني هزارُ الجنائِنِ |
يُغَلْغِلُ في صدري شعاعاً من الهدى |
أراهُ من الأسقامِ والهمِّ صائِني |
فألقى طيوفَ الأتقياءِ مواكباً |
تُطاردُ إبليسَ الذي كان شائني |
إذا ما سرى صوتُ المُؤَذِنِ غَطَّني |
بنورٍ شفاني من جميع البراثِنِ |
وعامَ فؤادي في خِضَمٍّ من التقى |
به تهتدي في النائِباتِ سفائني |
فكمْ أذكرُ الرحمنَ جَهْراً فأنتشي |
وأذكرهُ حيناً بِسِرّي وباطني |
وأجعلُ لَفظَ اللهِ حِرْزاً يصونني |
من الشَرِّ في صدري وفوق مساكني |
رأيتُ اسمهُ في المئذناتِ وفي السما |
وفي الكوكبِ السَّاري وفي كُلِّ كائنِ |
فكم باسْمِهِ أردى قوياً مُماذِقاً |
وكم باسْمِهِ رَدَّ الحقوقَ لواهِنِ |
وكم باسْمِهِ أحيا المواطنَ بالحيا |
وجادَ على أهلِ البوادي بمازِنِ |
فيا مئذنات في المساجدِ أذِّني |
وهيجي بلمْحِ النورِ فَيْضَ كوامِني |