عندما يهطل المطر ويهز أركان كياني ، فتتجمع قطرات الماء فوق غشاوة القسوة ، لتذيب جلاميدها ، وتأتي على قواعدها فتهزها ، ثم تأتي على نهايتها ؛ ذلك هو فعل القطرات، يتناغم صوت ارتطامها بالأرض بنغمة الحياة فتشعرني : بأني أحيا من جديد عندما تسقيني هي الماء.
أقف تحت القطرات وأدعها تغزل جسدي لتزيل عنه ما قد بلى ، وتأتيه ب...كل جديد ونشيط.
أود أن أكون جزءا منها ليمتزج جسدي معها ، فأكون أنا هي ، وتكون هي أنا ، فنقبل على الأرض الجرداء ، ونعلن فيها بداية الحياة ، ونطلق العنان للنبات كي يخرج ، ونسير في الوديان فنجمل الأراضي ونسقي كائنات البراري، ونأتي إلى غدير وعلى جانبيه الشيح والقيصوم،ثم ها هي الأغنام ترتوي منا وتأكل من أعشاب ضفتينا، وتلك النعجات أخذت تأكل الشيح فبان في لبنها طعمه ورائحته العطرة ليـُستعذبَ اللبنُ لشاربه حتى ما يود الانتهاء!
إنها حقا قطرات تعطي الحياة .