كُؤُوسُ الغَرَامِ
الكامل
يَا عَاشِقاً مُتَعَلِّقاً بِسَرَابِهِ
مُتَأَمِّلاً بِالْعَيْشِ بَيْنَ رِحَابِهِ
*
الْمُعْتَلِي عَرْشَ الْجَفَاءِ بِجَهْلِهِ
سَوْطُ الْعَذَابِ جَرَى عَلَى أَحْبَابِهِ
*
أَذْكَرْتَنِي زَمَنَ الْوِصَالِ مُدَبَّجاً
بِهَوَى الأَحِبَّةِ إِذْ يَطُوفُ بِبَابِهِ
*
إِنْهَضْ بِأَمْرِكَ مَا أَظُنُكَ عَاشِقاً
حَقَّ الْوَفَاءُ عَلَى أَلِيمِ عَذَابِهِ
*
تَهْتَزُّ أَنْوَارُ الصَّبَاحِ صَبَابَةً
مَا اهْتَزَّ فِي بَارِيسَ تِحْتَ نِقَابِهِ
*
وَسَقَتْ غَمَائِمُهَا الْفُؤَادَ وَصَيَّرَتْ
أَمَلَ الْحَيَاةِ الرَّحْبِ سَيْلَ عُبَابِهِ
*
وَعَلَى الدُّرُوبِ ثَنَتْ رَجَائِي سَكْةٌ
أَذْكَتْ لَهِيبَ الْوَجْدِ دُونَ ثَوَابِهِ
*
وَلَقَدْ سَئِمْتُ الصَّمْتَ إِذْ سَتَرَ الأَسَى
بِدُجَاهُ أَوْ حَجَبَ الْهَوَى بِحِجَابِهِ
*
لِلّهِ أَيَّامُ الْقَرِيضِ فَقَدْ مَضَتْ
وَعَسَى الْيَرَاعُ يَبِلُّ حَرَّ شَرِابِهِ
*
وَتَفُوحُ مِنْ طِيبِ الْكَلاَمِ عَوَاطِفٌ
فَتَجُولُ بَيْنَ دَوَاتِهِ وَكِتَابِهِ
*
نِعْمَ الْمُؤَمَّلُ لِلْحَيَاةِ حَبِيبَتِي
فَالْحُبُّ حَمْلُ مَغَارِمٍ بِرِكَابِهِ
*
لَمْ أَدْرِ هَلْ قَرَعَ الْغَرَامُ كُؤُوسَهَا
أَمْ كَانَ يُسْكِرُنَا زَمَانَ عِتَابِهِ ؟
*
مَنْ لِي بِقَلْبٍ كُنْتُ مَشْغُوفاً بِهِ
لا الطَّيْفُ جَادَ بِهِ وَلاَ بِسَرَابِهِ
*
أَبْدَى فُؤَادُكِ عَجْزَ كُلَّ مُحَبَّبٍ
أَنْتِ النَّجَاحُ وَلَسْتُ مِنْ أَحْبَابِهِ
*
فَبَسَطْتِ آمَالَ النَّجَاةِ بِعُنْوَاةٍ
وشَقَقْتِ خِيسَ الْعُنْفِ مِنْ أَسْبَابِهِ
*
وَلَبِسْتِ قَلْبَكِ بِالْمَكَارِمِ وَالْهَوَى
وَسَقِيتِ مَنْ نَادَمْتِ مِنْ آدَابِهِ
*
حُيْيِّتِ مِنْ طَلَلٍ أَصَابَ بِطِيبِهِ
قَلْباً يَجُولُ الْيَأْسُ فِي أَلْبَابِهِ
***
بَاريس 2009.12.17