|
أَضَــاءَ نُورٌ مِنَ الدُجَّــــى مُخَيِّلَـتِـــي |
فَـــأثْمَـرَتْ نُظُمًـــا أبْيَــاتُهَــا عِنَبُ |
تكحَّـلـــتْ ببنـــاتِ الفكْرِ أحْرُفُــــهَــا |
كمَــــا تُكَحَّـــلُ بالمَكَــاحِــلِ الهُدُبُ |
وَ فَــاحَ مِنْ فمهـا مِسْكٌ فَــأَسْكَرَنِــي |
وَجَـــالَ بِي حِقَبًا مَا دُونَهَـــا حِقَبُ |
كُنـــاَ وكـــانــتَْ قلــوبــنـــاَ مشتّتــــةٌ |
كلٌ إلـــى صَنَـــمٍ يَدْعُـــو و يقْتَـربُ |
ما أتعَسَ الفِكـْرَ عندمَــا يُصـــاحِبُــهُ |
الجهْـلُ و الزهْـوُ والخيْــلاءُ والكذبُ |
ما ذنبُ منْ وُلِدتْ أنْثَى ومَا عذرُ منْ |
ألقَــى التـرابَ على جبينهَــا الرُّطَبُ |
تبْكـــي أنُــوثَتَهَـــا ومُرّ حــاضِرِهَــا |
والدمعُ من هُدبِهَـا يجرِي و ينْسَكِبُ |
إنَّ الحيـاة وَ إنْ طـــابت منــازلـها |
لابــدّ تـتـركــهـــا يــومًــا وتنسـحبُ |
فجــاءنَـا رجُــلٌ بالحـقِّ معتصمـــاًْ |
يدعو إلــــى الـعـدلِ لا ظلمٌ و لا نصبُ |
هذا الـــذي ارْتقــب اليهودُ مولِــدهُ |
وانشقَّ إيــوانُ كســـرَا و أنطفا اللهـبُ |
إنَّ الأمَــــانَةَ منْ أصْــــلابِـهِ وُلدَتْ |
وهكــذَا المصْطفـَــــى أضْحَـــى لَـــهُ لَقَبُ |
دعَــا إلــى الله والتـوحيــد رايــتــهُ |
فـــــلا إلــــهَ سِـــوَى إلــهــهُ الــحدبُ |
فيَـــا لهَـــا منْ خِصَــالٍ ما لـهَا أثَــرٌ |
بينَ الـكِـــرامِ ولا جَـــادَتْ بــهــا العَرَبُ |
أضحتْ بـه الطيرُ في الأعشاشِ آمنةً |
منْ تحتهَـــا اللَّيْثُ والغزْلانُ تصطحبُ |
بنَـــا لنَــــا دولـــــة أشـرافـهَـــا خــدمٌ |
وَ الأَصْفــِيـاءُ عِمَـــادٌ وَ النََّـَــدى قببُ |
فكـــان أفضــل خَلْـــــقِ اللهِ منـــزلــــة |
و ذروة عجزت فِـــي وصْفِهَـــا الكتبُ |
لـوْ كــانَ يصْبُــو إلــىَ الدّنْيَا وزُخرفهَا |
لغــرّهُ المــــالُ والسُّلطــــانُ و الذهبُ |
لكنَّـــــهُ الدّيــن يسْمُـو من يــؤوبُ بـــهِِ |
ولا يُـــفـِيــــدُ الفــتَـــى أهــــلٌ ولاَ نسـبُ |
و مــــا يفيـــد اللـئيــمَ المجــدُ و النعــــمُ |
و مَــــا يضرُ الكـــريمَ الفقْـــرُ و السغبُ |
فَــلْيَــدْرِ منْ غــــرَّهُ فِـــي مـــالـــهِ وفـرةٌ |
أنْ ليــــسَ كـــل وعـــاءٍ مـــاءهُ عُذُبُ |
طوبَـــى لمنْ كـــانَ بالـــصّــلاةِ معتكــفًــا |
مقـــامــهُ جنــة أنــهــارهَــا نخـبُ |
محمـــد مَـــا رَأََتْ عَيْـــــنٌ ومـــا سَمِعَــــتْ |
بِمِثْـــل أخـــلاقـــه عُجْـمُ و لا عَرَبُ |
مــا إن تـــراهُ الـــعيـــونُ حــتــى تــحسبـهُ |
بـدرا وأصحـــابــه من حولـهِ شهبُ |
إنَّ القـــــوافِــــي وإنْ رقَّــتْ تعَــــابِــرهَـا |
في وصْفِـــــهِ لانَـــــتْ كـأنهـــا عُشُبُ |
مالـــي أرى أمـــــةَ الإســـلامِ واهـــنــــةً |
ينْتابُـهَــا الخــوفُ والخذلانُ و العطبُ |
يَبِيـــتُ حكـــامنَــا و الكـــأْسُ تـــؤْنِسُهُـــمْ |
واللهوُ و الزهوُ والنســـاءُ و الطربُ |
فلَسْــــتَ تســمـع إلا كـــمْ وهبْــــتَ و كـــمْ |
سهمًــا ربحْـتَ وكـم أيــا ترى كسبـوُا؟ |
إنَّ المنـــايــَا و إنْ علـــتْ منَــــازلـــهــمْ |
لابُــدَّ تمــضـــي بِهـــمْ يَــومًـــا وتغترب |
لاعــاشَ منْ لمْ يـدقْ طعْمَ الشــقــاءِ ومَـــا |
مَــــات الــذي كــان لــلإســلام ِيُنْتَسَبُ |
إذا النــفـــوسُ إلــى أهــوَائِــهَــا جَنَـحَــتْ |
هل يَنفَع المرء فــي ترويــضــها الأدب |