|
( رولا ) عربٌ قصورهم الرخام |
فـلا غنـمٌ هنـاك ولا خـيـام |
لهم فـي كـلِّ معتـركٍ دويٌ |
من الكلمات تعشقهـا العـوام ! |
وإن ضربوا فليس سوى شقيقٍ |
وإن أكلـوا فلحمهـم الطـعـام |
تراهـم فـي أرائكهـم نجومـاً |
طـوالٌ كالمـآذن أو جسـام ! |
وتفرح حين تسمعهـم نقاشـاً |
وكم يحلو إذا نطقـوا الكـلام ! |
ولكـن حيـن يقترفـون فعـلاً |
تقول إذاً علـى الدنيـا السـلام |
ونحن نلوك هذا العمـرَ جمـراً |
ويمضي للحتوفِ بنا الخصـام |
ونحن كما تـرى همـلاً وإنـا |
وأيــمُ الله أمتـنـا حـطـام |
لأن الله قـال لنـا ( أعــدِّوا ) |
حرامٌ أن نعـدَّ لهـم حـرام ! |
ونحلـم أن يكـون لنـا إمـامٌ |
نظيـف اليـَدِّ منتخـبٌ هُمـامُ |
يطير بنا إلى الأقصـى رعـوداً |
ويهزج ملءَ قبضتـهِ الحسـامُ |
نلـوذ بـه إذا ارتبكـت خُطانـا |
ويوقظنـا إذا الحـراس نامـوا |
يجفـف أدمـع الأيتـام مـنّـا |
وإن سقمـوا ألـمَّ بـه السقـام |
ويأكـل مثلنـا خبـزاً وزيتـاً |
وإن صمنـا فديدنـه الصـيـام |
ونحلـم أن تسيّجنـا الأمـانـي |
ويهدل فـي مساجدنـا الحمـام |
ونحلـم أن نكـون كمـا أردنـا |
كرامـاً لا نـذلُّ ولا نـضـام |
نردُّ الصـاع للباغيـن صاعـاً |
وصاعاً كي يليق بنـا احتـرام |
ونبترُ كفَّ من سرقـوا رؤانـا |
ومن حول الحمى والعرض حاموا |
ويحمل بعضنـا أثقـال بعـضٍ |
ونمشي فالضعيـف لنـا إمـام |
ولـولا أنـه فُصِمـتْ عرانـا |
لجـاد علـى مرابعنـا الغمـام |
ولو أنّا علـى النهـج استقمنـا |
وكنّـا كـالأوائـل لاستقـامـوا |
ولو لم تحنِ أظهرَهـا شيـوخٌ |
بلا حـرجٍ لمـا ركـب الغـلام |
ولو قلنا كفـى لمـن استبـدّوا |
لما قصّـت جديلتهـا ( مـرام ) |
ولو كـان الكتـاب لنـا إمامـاً |
لما جفَلتْ من الـرخِّ النعـام ! |
( لقد أسمعت لو ناديـت حيّـا ) |
وكيف تُجيبك الرِمـم العظـامُ ؟ |
ولكنـي أراك تميـلُ نـحـوي |
( فقل لي ما وراءك يا عصام ) ؟ |
( أرى تحت الرماد وميض نـارٍ |
ويوشك أن يكون لها ضـرام ) ! |