|
حرباء بثت في العقول سموما |
أضحى سخام بلائها معلوما |
ورمت لباب العاشقين بإفكها |
حتى تخلل مغرما مهزوما |
هي لوثة التفكير في أهوالها |
شدت لها بالحادثات فهوما |
يا ويح (نوبل) يستلذ بشهدها |
من عاش من فرط الهوى مسموما ! |
وأناخ في سوح الذئاب ركابه |
ومضى بدرب حطامه مهموما |
يعطي الأعادي فكره وطباعه |
ويمر في ضيق المدى مخطوما |
إن رام سبق الفائزين لديهمُ |
يهوي بقاع بلائه محطوما |
ويقر في لوح الجوائز خانعا |
ويعض طرف بنانه مكلوما |
ويبيح خصم المخلصين جَنَانه |
حتى يكون لديهم معلوما |
عجت جوائز (نوبل) بعجائب |
شتى أهاجت بالشنار جسوما |
طارت لدرع بالوشاح مزركش |
ليكون في سلك (العلا) منظوما |
ويكون عندهمُ كريما طيبا |
ويكون عند صحيحنا مشؤوما |
كم من أناس طيبين تدنسوا |
بالعار لما قدموا المزعوما |
وهم السلام والإنغماس بحفرة |
حوت المآسي كلها والشوما |
وإذا رأيت مسائلا فيها النهى |
تحتار ترقب سمتها الموسوما |
راقت لهم أنباء فوز مبتغى |
أعطى الثراء مأملا مفهوما |
يرجو الصدارة .. والصدارة عندهم |
مسخ يكبل بالأذى مصدوما |
ظن التقدم للجوائز فسحة |
فيها يُلاقى سيدا مخدوما |
فإذاه يحيا في القوالب خادما |
يصلى سعيرا بالجوى مخروما |
يا من سلكت مسالكا عجت بما |
أهداك وهما فاصطحبت خصوما |
أتظن (نوبل) قد حباك جوائزا |
لتكون خصما للعدا مذموما ؟! |
أو أن قدرك بارتفاع شاهق |
إن كنت تركض مغرما محموما ؟! |
كلا فنوبل مغرض بمزاجه |
يختال يسلب معدما مظلوما |
ويضم بالفخر الأثيم مكابرا |
أضنى الفقير وأهلك المعدوما |
لا لن ينال وسامهم وفخارهم |
إلا من اختار الضياع رقيما |
ومضى يعربد في الحقوق مغامرا |
يهوى الهلاك ويرغب التحطيما |
ولكم مثال بل كثير دلائل |
أضحى مسار عوارها مقسوما |
سفاح قتل وانتهاك محارم |
يحظى بفوز قد أحاط لئيما |
وصدوق قلب مستقيم نير |
أمسى بزعم هرائهم محروما |
تبا لنوبل والغرائب حوله |
أرضت بتصوير الفضاء نجوما |
هذا بنوبل قد ترقى بالعلا |
بجرائم قد جرمت تجريما ! |
يا أرض قدس دنست بعصابة |
فازت بنوبل قد أبى التقسيما |
ورأى فلسطين الحبيبة كلها |
لهمُ وحطم أرضنا تحطيما |
وانثال بالأقصى بهيكل زعمهم |
يطغى يهدم إرثنا تهديما |
لاحت بصهيون الجوائز وانتشت |
لما أحاطت بالعطاء وسيما |
من آل ماسون المآسي أطبقت |
وزهت ترغب مترفا مجذوما |
ظن الشعوب غنيمة مضمونة |
فمضى يسجل ربعها المضموما |
هذا ونوبل يستحث عزائما |
ليضم ملكا بالظلام عقيما |
فالكل يلهث بالخضوع بدربها |
وانظر سجلا (للفخار) قديما |
واقرأ أعاجيبا تقدم شأنها |
واترك بآفاق الجدال خصيما |
يزهو بنوبل غائبا عن وعيه |
يحيا لدينا غافلا مصموما |
والزم حقائق ما تراه محققا |
واصحب صديقا بالذكاء حكيما |
ينبيك عن تلك الأمور بحنكة |
ويجيب سؤلك بالوفاء حليما |
لا ترغب التكريم من خصم لنا |
لتكون دوما بالشموخ مقيما |
واترك ثوابت من يحارب ديننا |
واعرف عدوا بالدهاء أثيما |
وانبذ هدايا من تراه معاندا |
فظا كريها للخبيث نديما |
وارغب عن الإعلاء في جو به |
تهوي لأعماق البلاء سقيما |
هل تترك الحق الأكيد وأهله |
لتنال من أهل الخنا التقديما ؟! |
بئس الجوائز ما تكون بلوثة |
تعطيك يوما بالشقا التكريما |
والخير أن تبقى عزيزا مشرقا |
تأبى الهوان وتدحض التعتيما |
فاثبت على الحق الرشيد بقوة |
فذا أبيا ترفض التسليما |
واعبد إلهك خاشعا متضرعا |
ترجو بإخبات الفؤاد عليما |
فردا كريما غافرا ذا نعمة |
برا لطيفا بالعباد عظيما |
حتى تنال من المهيمن جنة |
بالحور تغشى بالخلود نعيما |
وتحوز فردوسا رغيدا وارفا |
بالحسن تلقى كوثرا .. تسنيما ! |