يقول الاديب حامد بن عقيل :
من يفقد الأقفال يخرج مرتعشا، ضوءٌ قمريٌ وحيد يحرس بيته. وكلما حل الخسوف ضاع. هذه لعبة الدم عبر تاريخ الأشياء، الميّت يلد من يأتون لدفنه. هو من يعثر في شوارع المدن على ضوء لقيط ويمضغه. وهو من يعدد أشكال الوقت: النرجس والأحمر والأبيض. من يتوتر لرائحة جبينه بعد الحقل وقدميه بعد الرقص. جثثُ من هذه المتحللة في شفتيّ؟. إن ما لا أعرفه أن مملكة الشِعر المضيئة بالقوة تعتزلُ ضوءَ الشارع، يقتلها كلما تسلل إلى مساربها. وخلل الصوت ينفذ طيف رديء/ صورتي أيام الشمس والحقول. بقامة قصيرة تحلم وقفازين كنتُ هناك. ماتت القرية، وضباع المدن تتكاثر، جثث من هذه؟ جثث من هذه؟. ربما لا يزال القبح حبراً، أما سيدات القرى فإنهن لا يدركن معنى الفَجر، وإن كن ينصتن لصوت عصفور خنقتُه منذ عقود. أنا الغياب الآن، يشم قلب الوقت ويحتضر: سأتحول إلى شاخصٍ وأعتري الطرقات، فاتبعوني. أنتم المؤمنون ما تدركونه يعنيني أنا، كل هذا خارج الوقت، خارج القمع وسلاطين العهود البائدة. الجثثُ خطواتٌ والدم صلاة. مستمر أنا في الشيخ والتعاليم العتيقة، في الوجل والارتياب. من عثر على روحي كان إلهاً وحيداً وبنصف ابتسامة، أخرجني للعدم وطهرني من الحقيقة، علمني السحر والكلمات فكان الماء. ومن هناك تخلّق كل ما هو موجود، خرج للعدم، للعدم!.
تحياتي لك اخي عادل