طلعةُ الأسدِ
شوقٌ قطعتُ له في حرقةٍ كبدي
ورحت أكتبُ ما تملي عليَّ يدي
وبتُّ ليلي ولهانًا على مضضٍ
أُسامرُ النجمَ والأشواق في كمدِ
أرنو لدنياي في عينٍ مؤرقةٍ
أصابها الدمعُ والأحزانُ بالرمدِ
أعالجُ النومَ والأحلامُ تقلقني
مسّهدٌ من رؤاها خائرُ الجسدِ
يقودني الشوقُ للعلياء منتجعًا
مَن شطَّ فيه النوى يومًا عن البلدِ
يجود كالبحر فياضًا وقد بخلت
شتى الروافد ما جادت على أَحدِ
إن كان قد غاب يومًا عن مواطننا
فلم تغب عن حمانا طلعةُ الأسدِ
ذاك الفتى الشهمُ مَن تشتاق رؤيتَهُ
عيني وتشتاقُه الأيامُ للأبدِ
أمدُّ كفي له كيما تصافحَهُ
إذ طالما صافحت ذاك النديّ يدي
فردٌ حوى المجدََ والعلياءََ أجمعَها
فلم يضاهيه جمعٌ تاه بالعددِ
خمائل الأرض ماست في مناقبه
وعطّرَ الجودُ فيها سائرَ الجسدِ
يا أيُّها الشيخُ إنّا امةٌ صبرٌ
تذوب في راحتينا صخرةُ الجلدِ
هذا التتارُ غزا بغدادَ ثانيةً
فضجّت الأرضُ مما حلَّ بالولدِ
لكنّما الصبرُّ والبأساء إن جُمعا
ففيهما الموجُ يُخفي رغوةَ الزبدِ
لن نستكينَ على ضيمٍ فما بخلت
فينا المروءاتُ بالإسنادِ والمددِ
دُمْ سالمًا في رباك العذب تكلؤُكم
عنايةُ اللهِ من غدرٍٍ ومن حسدِ