أحدث المشاركات
صفحة 3 من 8 الأولىالأولى 12345678 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 71

الموضوع: خــطــرات

  1. #21
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 852
    المواضيع : 19
    الردود : 852
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي



    اقتباس:




    اسجدوا وتقربوا لكي تنزع من انفسكم جذور التكبر فإن اجتثاثها لن يعمل على التقدم في المسيرة التكاملية ..




    أستاذ حسن

    اسمح لي بالاختلاف معك في مفهومك للسلبية والايجابية التي تطرقت اليها سابقا

    قتل الكبر وجاء من كثير من الأمراض وكثير من المعاصي التي يفضي اليه الكبر
    فقتله في نفس الإنسان أكبر ايجابية وأهم خطوة في المسيرة التكاملية التي ذكرت
    وأهم خطوة في تربية نفس سوية

    اقتباس:




    الأمور السلبية مثل الهجوم الذي يعتبر خير وسيلة للدفاع ..



    أخشى أن تكون أمتنا العربية والاسلامية قد اعتقدت بهذه المقولة
    وهي ما جعلها لا تبادر إلى أي هجوم على أعدائنا
    وتنتظر ضرباته لها في عقر دارها...


    أختلف معك أستاذي
    والاختلاف لا يفسد التقدير والاحترام بيننا

    تحياتي




    - سيدتي وأستاذتي الكريمة زهراء ..
    - لايمكن ان يكون السجود ذا فائدة سلبية وفقط !!
    - حين يكون الهدف من السجود اقتلاع شرور النفس ويقتلعها فعلا .. فلابد ان يكون هناك امر آخر يعمل على التقدم .. وإلا ستبقى النفس مكانك سر !!
    - لابد ان نفرض أمرا آخر إيجابي مهمته بعث النفس على التقدم في طريق الكمال !!
    - نعم – والحق يقال – أني وأنا أكتب الرد هذا خطر في ذهني أمر ربما يكون هو الفيصل بيني وبينك .. وهو :
    - يمكن أن نقول بأن السجود ذا جنبتين سلبية وإيجابية .. فمن حيث هو سلبي يعمل على اجتثاث الشرور .. ومن حيث هو إيجابي يعمل على التقدم !!
    - كيف ؟
    - الله تعالى خلق النفس مصفاة نقية كالمرآة الصافية .. ولكن الإنسان بجهله قام بتكدير مرآة باطنه بالشرور والسيئات حتى غطت على مرآة باطنه وبات لا يرى الحقائق الواضحة أو يراها عليها غبش وكدرات .. فأمره ان بصقل تلك المرآة لتعود صافية كما كانت وذلك بان يقوم باقتلاع تلك الشرور بالسجود وغيره من العبادات ..
    - فيكون السجود سلبيا حين يقتلع الشرور .. ويكون إيجابيا حين يجلو مرآة الباطن التي ستنطبع فيها الأنوار الإلهية وتعود خالصة كما خلقها ربنا الحكيم جل في علاه !!
    • والخلاصة .. لابد من فرض جنبة إيجابية للسجود تعمل على تقدم الإنسان .. ولا نكتفي بالقول بأنه ذو جبة سلبية وفقط !
    أم الهجوم والدفاع فهناك خطأ في العبارة الصحيحة تقول : الأمور الإيجابية مثل الهجوم خير وسيلة للدفاع !

  2. #22
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 852
    المواضيع : 19
    الردود : 852
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي الوجود والموجود واللاموجود

    خطرة :
    الوجود والموجود والاموجود***
    - ما الفرق بين الأمور الثلاثة في العنوان : الوجود والموجود واللاموجود ؟؟
    - الوجود : وجود فقط .. والموجود : وجود وشيء آخر غير الوجود .. واللاموجود : لا شيء أصلا ..
    - ويمكن أن نشبه – للتقريب – الأمور الثلاثة بالنور والظلمة ..
    - فالوجود : نور خالص .. والموجود : ونور وظلمة .. واللاموجود : لا نور ولا ظلمة ..
    - الله تعالى هو الوجود لأنه نور خالص .. وبقية المخلوقات : موجودة لان فيها قبس من نور الله تعالى وفيها ظلمة وهذا القبس هو نفخة الله في كل موجود .. هي روح الله التي بها نحيا ..واللاموجود : الامور التي لم توجد قط مثل شريك الباري .. شريك الباري لا وجود ولا موجود ..
    • إذا كان هذا صحيحا فماذا يعني ؟؟
    • يعني أن كل موجود له حظ من النور الإلهي !! حتى ما نسميها جمادات مثل الجبال والصخور والحجر الصوان .. هذه وغيرها لها حظ من النور الإلهي والوجود الرباني ..
    • ولو لم يكن لها حظ من الوجود .. وقبس من النور الإلهي .. فما فرقها مع اللاموجد واللاشيء ؟؟!!
    • لولا أن سرى النور الإلهي في كل موجود لما وجد .. لولم يسرِ الوجود الرباني في الحجر لما صار حجرا .. وفي النبات لما صار نباتا .. وفي الحي لما كان حيا وظل في كتم العدم !!
    • الله نور السماوات والأرض .. بلغ نوره كل زاوية من زوايا الكون .. فسبحان الله الذي ليس كمثله شيء !!

  3. #23
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 852
    المواضيع : 19
    الردود : 852
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي فطريات

    خطرة :
    فطريات
    ***
    - ورد في القرآن الكريم كثيرا مفردات التذكير والذكر والذكرى ..
    - بل حصرت نبوة خاتم النبيين وأفضلهم في كونه مذكرا ليس إلا .. فإذا كان خاتمهم مذكرا فأكيد من قبله من الأنبياء والمرسلين كانوا مذكرين أيضا .. وبالتالي يكون الهدف من بعث الرسل قاطبة هو التذكير !!
    - لكن ما التذكير بالأصل ؟؟ وثانيا هل له كل هذه الأهمية بحيث بعث لأجله كل المرسلين ؟؟!!
    • أما بشان : ما الذكر .. فأمر سهل بسيط .. فالذكر ضد النسيان .. وبضدها تتميز الأشياء !!
    • إذا قال لك أحدهم شيئا كان السبب في عودة ذاكرتك لأمر آخر يقال بأنه ذكرك بذلك المنسي ..
    • فالذكر والتذكير والذكرى إنما هي عملية تنشيط ذاكرة ليس إلا !!
    • طيب هذا بالنسبة لمعنى الذكر والتذكير والذكرى ..
    • فماذا عسى المرسلون يذكرون البشرية به ؟؟ ما الامر المهم الذي نسيه البشر استدعى من الرؤوف الرحيم أن يذكرهم به ؟؟ وأيضا ما هذا الأمر المنسي المغرق في القدم الذي مازال المرسلون يذكرون به من أولهم إلى خاتمهم ؟؟
    - القرآن يجيب على هذا حيث يقول

    (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ )
    {أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ)
    • إذن المرسلون قاطبة يذكرون البشرية بالعهد الذي أخذوه على أنفسهم بأن لا يشركوا بالله تعالى طرفة عين .. لكنهم نسوه وغفلوا عنه .. ولأن الله تعالى رؤوف بعباده يريد لهم الخير والجنان أرسل لهم كل هؤلاء المرسلين لينشطوا ذاكرتهم لذلك العهد الضارب بجذوره في أعماق البشرية جمعاء !!
    • وإذا لاحظتم الآية الثانية المتقدمة فالله تعالى يعلم بأن البشر اللاحقون سيحتجون على الله تعالى بأن لا ذنب لهم بل الذنب ذنب آبائهم السابقين هم من اشرك بالله تعالى وليسوا هم !!
    • لكن الله تعالى يبادرهم الجواب قبل السؤال ويقول لهم : العهد أخذ من السلف والخلف من الآباء والأبناء جميعا وبلا استثناء !!
    • فما منا من أحد إلا أقر بالربوبية وتعهد بعدم الإشراك من صدر التاريخ الأول لكننا نسينا هذا العهد بفعل حيدنا عن صراط الله المستقيم فتفرقت بنا السبل !!
    - وكما ترون فالعهد ضارب بجذوره في عمق أعماق التاريخ .. وهو بالأهمية بمكان .. فلا عجب أن كان الهدف من بعثة كل المرسلين هو التذكير بهذا العهد القديم المهم الذي هو حبل نجاتهم من الهلكة !!
    • ولكن : هل هناك طرق أخرى لتنشيط ذاكرة البشرية غير الرسل ؟؟
    • نعم .. فالإنسان حين ينسى أمرا يمكن ان يتذكره حين يذكره به شخص ما .. أو حين يصادف موقفا مشابها للأمر المنسي ..
    • مثلا : شخص تاه في صحراء مقفرة مرة من المرات آيس من الحياة .. فذا ببدوي أمامه يأخذ بيده ويسقيه ويدله على الطريق .. فحين يتيه هذا الشخص في صحراء مشابهة في وضع مشابه فأكيد سيتذكر ذلك البدوي الذي أنقذ حياته من الموت قبل أربعين أو خمسين سنة !!
    • كان الناس في بداية الخلقة ذر كذرات الهباء ليس لهم إلا خالقهم جلا وعلا .. فهذا موقف فريد أن يقف العبد بين يدي خالقه العظيم وجها لوجه وتأخذ عظمة الخالق منه كل مأخذ !!
    • حين يعود العبد وحيدا تائها في أرجاء الكون الفسيح لا يجد من ينقذه من تيهه ويمد له يد العون لينقذه من هول بحر لجي أو صحراء مقفرة أو من قمة جبل شامخ أو على متن طائرة تهاوى .. في مثل هذه الظروف العسيرة تعود به الذاكرة لذلك الموقف الذي كان فيه في كنف إله يحوطه برحمته ورأفته .. فإذا به لهج بذكر بارئه طالبا منه العون والمدد: ( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ. فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ...)
    • حين تزحم الظروف الإنسان يعود إلى أعماق ذاته ليجد هناك ربه البارئ العطوف .. حينها يذكر عهده الضارب في أعماق ذاته !!
    • ولتقريب الفكرة اكثر .. نشبه تلك الحالة بحالة الام مع جنينها ..
    • فالجنين يفتح عينيه على صورة أمه .. لا يعرف من الدنيا غيرها .. هي كل حياته ..
    • لكن شيئا فشيئا - وبفعل الظروف المحيطة – يبتعد رويدا رويدا عن ذلك الحضن الدافئ الذي كان يوما ما هو كل حياته .. والبعض يذهب بعيدا فيكون عاقا لهذه الأم الرؤوم فإذا به يكفر بها ويحاربها جهارا نهارا لأجل زوجة أو صديق أو لنزوة نفس عابرة !! لكن حين يشاك شوكة لا ينادي في تأوهاته الا باسمها : يمه .. مام .. ماما .. أوم .. أمي ..!!
    • فكذلك حال الإنسان مع بارئه !!
    • فطرة الإنسان هو ذلك العهد الذي لا نتذكره إلا حين تلزنا الحياة بصعوباتها
    - لكن : ما هي تلك الظروف التي تنسينا اكبر عهد في حياتنا ؟؟
    - إنها البيئة والمحيط السيئ الذي يعيشه أغلبنا .. هذه البيئة لفائف تعمل على تغطية بصائرنا فلا نعود نبصر ذلك النور الإلهي في دواخلنا !!
    • لهذا ورد في الحديث : كل مولد يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه أو يمجسانه ..

  4. #24
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Dec 2009
    المشاركات : 3,601
    المواضيع : 26
    الردود : 3601
    المعدل اليومي : 0.69

    افتراضي

    السيد حسن العطية



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن العطية مشاهدة المشاركة
    تقابل الوجود والعدم
    ***
    - أولى ما ينبغي صرف العمر فيه هو محاولة حل لغز الوجود ..
    - لهذا سأحاول ان اسجل خطراتي فيما يتعلق بالوجود ..
    - وأول تلك الخواطر عبر طرح السؤال التالي :
    - هل هناك مقابل للوجود أم الوجود بلا مقابل ؟
    - الجواب : الوجود بلا مقابل ..
    - لكن لم الوجود بلا مقابل ؟ ثم إذا لم يكن للوجود مقابل فما قصة العدم التي تتكرر مفرداتها في كل مكان ؟
    - لمحاولة الإجابة على ذلك نقول :
    حينما يكون عندي – مثلا - بيت مساحته 500 مترا .. ماذا سيقابله ؟؟
    1. يمكن أن يقابله بيت آخر
    2. يمكن أن يقابله ماء
    3. يمكن أن يقابله جبل
    4. يمكن يقابله إنسان
    5. يمكن أن يقابله خشب , حديد , رمل , حيوان , ...إلخ
    6. يمكن أن يقابله هواء ..
    7. هل بقي في أذهانكم شيء يمكن أن تفرضوه قبال بيتي ؟ إذا بقي شيء فاذكروه واستمروا إلى أن لا يبقى في الخارج أو في أذهانكم شيء ..
    · الآن تعالوا معي نحلل المثال الأول قبل أن نذكر مثالا آخر .. ما معنى قولي بيتي يقابله شيء .. سواء أكان الذي يقابله بيتا آخر أو ماء أو حيوانا أو جبلا أو فراغا أو أي شيء يمكن فرضه .. ما معنى هذا ؟؟ معناه أن بيتي ينتهي عند آخر سانتيم ويقف ليبدأ أول سانتيم من الشيء الذي فرضناه قبالها من بيت أو ماء أو جبل أو حديد ...إلخ
    · إذن المقابلة بين شيئين لابد فيها من انتهائهما أو فرض انتهائهما على أقل تقدير .. لكي يصح أن يقابل بيتي بيتا أخر لابد أن تكون هناك نهاية لبيتي ليبدأ البيت الذي يقابله .. إذن من شرط المقابلة بين شيئين هي الانتهاء في الأمرين المتقابلين .. أو فرض الانتهاء فيهما ..
    · طيب الآن تعالوا نطبق نفس مثال المقابلة الماضي ..على شيء آخر غير البيت وهو هذه المرة (( الوجود )) ونسأل : عمَّا يقابل الوجود ؟
    · ولنفرض أن الوجود عبارة عن :
    1. أرض : طيب تعالوا نرى نهاية هذه الأرض .. افرضوا أنفسكم تمشون معي على الأرض كي نرى نهايتها , لأن في نهايتها سنرى ما سيقابلها .. نحن الآن نمشي نمشي نمشي فجأة انتهت الأرض أمام ماء بحر .. إذن الأرض يقابلها ماء بحر .. لكن أوليس البحر موجودا مثل الأرض تماما ؟؟ طبعا البحر شيء موجود ..
    2. طيب دعونا الآن نعبر البحر لنرى إلى أن ينتهي بنا .. لنرى ماذا يقابله .. دعونا نبحر .. نحن الآن نبحر نبحر نبحر .. فجأة انتهى البحر وإذا بأرض مرة ثانية أمامنا ..
    3. طيب ما رأيكم هذه المرة أن نغير مسار مشينا فنحاول أن نسير إلى فوق .. ماذا عسانا سنرى فوق الأرض التي نمشي عليها ؟ الهواء , إذن الأرض يقابلها من فوق الهواء .. لكن أوليس الهواء شيء ؟؟؟ طبعا هو شيء موجود مثله مثل الأرض والماء .. طيب دعونا نسبح في الهواء لعلنا نجد نهاية له .. نحن الآن نسبح في الهواء .. نسبح نسبح نسبح .. فجأة نحن خارج الكرة الأرضية في الغلاف الجوي المحيط بها .. إذن الهواء يقابله من الأعلى الغلاف الجوي .. لكن أوليس الغلاف الجوي شيء ؟؟؟؟ طبعا هو شيء مجود مثله مثل الأرض والماء والهواء .. طيب دعونا نسبح في هذا الغلاف الجوي إلى نهايته كي نرى ما يقابله ..
    · وهكذا دواليك .. كلما انتهينا من شيء موجود رأينا قباله شيء موجود آخر .. في سلسلة من الموجودات لا تنتهي ..ولن يحد هذه الموجودات المتكثرة إلا الوجود ذاته ..
    · لا تنتهي في الخارج ولا تنتهي أيضا في الذهن ..
    · جربوا أيضا أنتم بينكم وبين أنفسكم أن تكتشفوا شيئا غير موجود .. لن تستطيعوا أبدا .. لأن كل شيء كي تكتشفوه لابد أن توجدوه أولا وإلا فلن تستطيعوا اكتشافه ..
    · ماذا يعني كل هذا ؟؟
    · مما يعنيه الآتي :
    1- الموجودات تنتهي وتتقابل ولكن الوجود لا ينتهي ولا يقابله إلا الجود نفسه ..
    2- حين نريد أن نكتشف أمرا لابد أن نوجده أولا ..
    3- الوجود هو الكاشف لكل موجود ..
    4- الوجود هو ما يربط بين كل الموجودات ويجعلها كالسلسلة تماما ..
    4- هناك أمور أخرى أهم يمكن أن يكتشفها من يركـِّز .. لن نصرح بها تجنبا للقيل والقال .. وقد يأتي الوقت المناسب لها ..
    **هذا ما يتعلق بالجواب على التساؤل الاول ..
    أما فيما يختص بالتساؤل الثاني فنقول :
    · نحن حين أتينا بقضية التقابل .. كان غرضنا أن نشير إلى أمر مهم , من الأمور التي يلجأ إليها العقل , حين يريد أن يتعقل بعض الأمور ويستوعبها ويدخلها في هيمنته .. خاصة الأمور الغامضة .. هذا الأمر الذي يستعين به العقل هو التقابل بين الأمور .. وخاصة الأمور الغامضة الخفية .. فالعقل حين يخفى عليه معنى يريد أن يتفهمه , ليدخله في مخزونه المعرفي , ويستفيد منه , يقوم لأجل إيضاحه غاية الإيضاح , بربطه بضده ومقابله .. لأن الضد يبرز ضده , كما يقول الشاعر : والضد يظهر حسنه الضد , لكن هنا الضد يظهر خفاءه الضد ..
    · مثلا : العقل حين يريد أن يتعرف على اللون الأبيض بصورة أوضح , يقوم بقرنه بالأسود , فيبرز الاثنان عنده .. وحين يريد أن يتعقل الأمام يقرنه بالخلف .. وحين يريد أن يتعقل الفوق يقرنه بالتحت .. حين يريد أن يتعقل البنوَّة يربطها بالأبوَّة .. وهكذا .. إذن هذه طريقة من طرق العقل يلجأ إليها حين يريد أن يتعقل أمورا موجودة فعلا عنده .. لكن بعض الأمور لا يوجد لها مقابل .. حين يبحث العقل عن مقابلا لها , لا يجده .. وهو يريد أن يتعقلها .. ولكي يتعقلها بشكل واضح عليه أن يأتي بما يقابلها .. ولا مقابل لهذه الأمور , فماذا يفعل العقل حينها ؟ هل يستسلم العقل أمام هذا ويقف مكتوف اليدين ؟ لا , لا يقف مكتوف اليدين , بل لا يستطيع أن يقف مكتوف اليدين , لأن العقل مفطور على الاكتشاف دوما , فهو يلح دوما إلى أن يحصل على طلبته .. فماذا يفعل إذن ؟؟
    · قام بافتراض مفهوم مضاد لما يريد أن يتفهمه و وضعه قباله .. فقال العقل - مثلا فيما يخص الوجود - : الوجود لا مقابل له , وأنا أريد أن أتعقله , فإذا لم يكن له مقابل , فلأخترع مفهوما , يكون مقابلا له .. وحين فكـَّر بما يميز الوجود, وجد أن أبرز ما يميز الوجود , أنه يظهر الأشياء .. فلو قـُدِّرَ أن يكون للوجود ضد فكان سيكون مقابلا له في هذه الصفة , أي ضده , سيكون عادما للأشياء .. فقال العقل : فلأفرض العدم وأجعله ضدا للوجود ..
    · هذه قصة العدم مع العقل .. وقد اتضح جليا أنها اختراع وابتكار وفرض من العقل ليس إلا .. بغرض تسهيل تعقل الأشياء التي لا ضد لها ..
    ولو قلنا بأن للوجود مقال لكان للباري تعالى شريك ومقابل !!

    فلسفة رائعة/ تفسير سلس متسلسل /ونظرة بغاية العمق
    سلم ذهنك

  5. #25
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 852
    المواضيع : 19
    الردود : 852
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أماني عواد مشاهدة المشاركة
    السيد حسن العطية






    فلسفة رائعة/ تفسير سلس متسلسل /ونظرة بغاية العمق
    سلم ذهنك
    لا تعلمين كم أنا بحاجة إلى مرورك لأعلم اني على سواء السبيل !!
    دمت لنا معلمة !!

  6. #26
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 852
    المواضيع : 19
    الردود : 852
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي


    خطرة :
    الضبع و الملائكة
    ***
    - هل الأرواح فيها ذكر وفيها انثى ؟؟
    - لا .. لكنها قابلة لأن تكون ذكرا أو انثى !!
    - لأن من يشكل الكائن الحي إلى ذكر أو انثى هو البيئة المحيطة .. والقابلية الذاتية لذلك في نفس الكائن الحي ..
    - يعني لو عاش الذكر الذي هو ذكر عندنا في ظروف اخرى مختلفة ربما خرج أنثى .. وكذا الأنثى لو عاشت في ظروف أخرى لربما خرجت ذكرا
    - وحين اقول الظروف المحيطة أقصد الظروف المحيطة بالخلية الاولى للكائن الحي .. لتشمل هذه الظروف حتى الهرمونات التي ينسب إليها الفرق بين الذكر والأنثى .. فهذه الهرمونات تعتبر من الظروف المحيطة التي تعمل على تشكيل الكائن الحي ..
    • إما إذا ظلت الأرواح في مكانها الذي خلقت فيه فإنها لن تكون ذكرا ولا انثى .. بل ستبقى ارواحا فقط ..
    • لهذا مثل الملائكة الذين لم يدخلوا ساحة الاختبار الرباني لا يقال عنهم ذكور ولا أناث .. لأنهم خارج المحيط الذي يمكن أن يشكلهم إلى أحد النوعين !!
    - ولهذا يقال – أيضا – عن الضبع بأنه سنة يكون انثى وسنة يكون ذكرا ..
    - وهذا القول وإن كنت سمعته مجرد سماع ولم اتحققه إلا اني أتفهمه حسب الكلام السالف ..
    - فيمكن ان تشكل البيئة المحيطة الضبع أنثى وظروف اخرى تشكله ذكرا ..
    • وهذا ايضا السبب فيما يسمى بالمثليين أو المتحولين من ذكر إلى انثى والعكس .. كل ذلك راجع لبيئاتهم التي يعيشونها ..
    - والعمدة في تحديد الجنس ليس الشكل الخارجي بل الصفات الداخلية فهي التي تحدد الجنس أكثر من الخارج ..
    - فما يسمى بالمخنث حتى لو كانت أعضاؤه الجنسية ذكرية إلا أنه في حقيقته أنثى لأن صفاته الداخلية صفات الاناث !!
    • ويمكن يكون هذا هو السبب في كون أكثر اهل النار النساء كما يقال .. فليس المقصود منهم النساء المعروفين فقط بل قد يدخل فيهم كثيير من الرجال أوليك الرجال الذين يحملون صفات النساء ..
    - والآن خطر ببالي أمر يمكن إذا صح يمكن أن يكون هو السبب في كون أكثر اهل النار النساء .. وهو :
    - إذا كان اشتقاق النساء من النسيان .. فيفهم السبب في كون أكثر أهل النار النساء .. لأن النساء أكثر نسيانا من الرجال .. لهذا ورد في القرآن الكريم فيما يتعلق بشهادة النساء : فتذكر إحداهما الاخرى !!
    - أما لم كان النسيان هو العمدة في دخول النار .. فهذذا يرجع لما تحدثنا عنه في الخطرة السابقة من كون المقصود من النسيان هو نسيان العهد القديم الذي أخذه الله على عباده بعدم الإشراك به ..
    - فكأن الحديث يقول : أكثر أهل النار أكثرهم نسيانا لعهده واكثرهم شركا بربه !!

  7. #27
    الصورة الرمزية زهراء المقدسية أديبة
    تاريخ التسجيل : Jun 2009
    المشاركات : 4,596
    المواضيع : 216
    الردود : 4596
    المعدل اليومي : 0.85

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن العطية مشاهدة المشاركة
    خطرة :
    الوجود والموجود والاموجود***
    - ما الفرق بين الأمور الثلاثة في العنوان : الوجود والموجود واللاموجود ؟؟
    - الوجود : وجود فقط .. والموجود : وجود وشيء آخر غير الوجود .. واللاموجود : لا شيء أصلا ..
    - ويمكن أن نشبه – للتقريب – الأمور الثلاثة بالنور والظلمة ..
    - فالوجود : نور خالص .. والموجود : ونور وظلمة .. واللاموجود : لا نور ولا ظلمة ..
    - الله تعالى هو الوجود لأنه نور خالص .. وبقية المخلوقات : موجودة لان فيها قبس من نور الله تعالى وفيها ظلمة وهذا القبس هو نفخة الله في كل موجود .. هي روح الله التي بها نحيا ..واللاموجود : الامور التي لم توجد قط مثل شريك الباري .. شريك الباري لا وجود ولا موجود ..
    • إذا كان هذا صحيحا فماذا يعني ؟؟
    • يعني أن كل موجود له حظ من النور الإلهي !! حتى ما نسميها جمادات مثل الجبال والصخور والحجر الصوان .. هذه وغيرها لها حظ من النور الإلهي والوجود الرباني ..
    • ولو لم يكن لها حظ من الوجود .. وقبس من النور الإلهي .. فما فرقها مع اللاموجد واللاشيء ؟؟!!
    • لولا أن سرى النور الإلهي في كل موجود لما وجد .. لولم يسرِ الوجود الرباني في الحجر لما صار حجرا .. وفي النبات لما صار نباتا .. وفي الحي لما كان حيا وظل في كتم العدم !!
    • الله نور السماوات والأرض .. بلغ نوره كل زاوية من زوايا الكون .. فسبحان الله الذي ليس كمثله شيء !!
    أستاذ حسن
    فلسفة جميلة أشكرك عليها وتفكير جميل أحييك عليه

    ولكن هناك سؤال جال في خاطري وأنا أقرأ عن الوجود والموجود واللاموجود

    من أوجد الوجود؟؟

    الإجابة ستكون حتما الله سبحانه وتعالى
    فهل يمكن هنا أن أعتبر الوجود هو الله؟؟؟

    وأرجو أن يتسع صدرك لي انا هذه المرة
    ولكن نحن هنا لنرقى بما نتعلم

    دمت مفكرا

  8. #28
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 852
    المواضيع : 19
    الردود : 852
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن العطية مشاهدة المشاركة
    4- هناك أمور أخرى أهم يمكن أن يكتشفها من يركـِّز .. لن نصرح بها تجنبا للقيل والقال .. وقد يأتي الوقت المناسب لها ..
    !!
    استاذتي الرائعة زهراء القدس ..
    أولا أهلا ومرحبا بك وبتعليقاتك الثرية ..
    ثانيا : في هذا الاقتباس يكمن جوابك .
    ربي يخليك ويبارك فيك ولا يحرمنا منك ابدا ..
    دمت بعين الله ..

  9. #29
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 852
    المواضيع : 19
    الردود : 852
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي قوسا النزول والصعود

    قوسا النزول والصعود
    ***
    - حين يسكن عالم مبّرز في الدور الاول .. وسنكوح لا يعرف أي طرفيه اطول الدول الثاني ..
    - فيمكن أن نسأل عن هذه الحالة بصور مختلفة .. كالتالي :
    - تارة نقول : من الأعلى مكانا منهما ؟
    - والجواب : السنكوح ..
    - وتارة نقول : من الأعلى مكانة منهما ؟
    - فالجواب : العالم ..
    - وتارة نطلق فنقول : من الأعلى منهما ؟؟
    - هنا تختلف الإجابة من شخص لآخر !!
    - فمن ينظر الى الأمور حسب ظاهرها دون تعمق فسيقول : السنكوح ..
    - أما من يتعمق في الأمور ويتفحص بها فسيقول : العالم هو الأعلى سواء أسكن الدور الاول أم الثاني .. لأن الاعلى تصدق على العلو في المنزلة أكثر من صدقها على العلو في المنزل ..
    - وهذا شبيه لما ينقل حين قيل للعباس : أنت أكبر أو النبي -صلى الله عليه وآله- ؟ قال : هو أكبر وأنا ولدت قبله ..
    - إذا فالمتبادر من العلو هو علو المنزلة لا علو المنزل .. علو المكانة لا علو المكان ..العلو المعنوي لا العلو المادي !!
    • ويجري هذا الأمر في امور مشابهة كثيرة اخرى .. ومنها :
    • حين نقول بأن الله تعالى في السماء أو في الاعلى .. فلا يقصد العلو الحسي .. بل المقصود أن الله تعالى هو الاعلى من كل ما سواه منزلة .. لأن الله تعالى لا يخلو منه مكان لا في السماء ولا في الارض !!
    • وأيضا : حين يقول الله تعالى لآدم وحواء عليهما السلام : اهبطا منها ... فالمقصود : اهبطا منزلة عن منزلتكما التي كنتما فيها بسبب عصيانكما ربكما وأكلكما من الشجرة !! ولا يشترط أن يكون هناك هبوط حسي من مكان إلى مكان أنزل منه .. بل الهبوط في المكانة يكفي في تحقق : اهبطا !!
    • وأيضا : حين نقول : روح المؤمن تصعد إلى الله تعالى .. فالمقصود أنها تكون اقرب منزلة من بارئها شيئا فشيئا هذا هو معنى صعودها الى ربها .. وليس المقصود الصعود الحسي .. وإلا – وكما قلنا سابقا – الله تعالى اقرب إلينا من حبل الوريد .. والأرواح لا تحتاج كي تصل إليه إلى صعود حسي ولا الى نزول كذلك !!
    - وهذا أيضا مراد من يقول بقوسي النزول والصعود !!
    - فالبعض يقول بأن لكل كائن في مسيرته قوسان : قوس نزول وقوس صعود ..
    - يبدأ من النقطة التي خلقه الله تعالى فيها .. وينزل ينزل ينزل إلى اقصى نقطة يمكن أن يصلها نزولا .. ثم يبدأ قوس الصعود .. فيصعد يصعد يصعد إلى أن يعود للنقطة التي بدأ منها ..
    - فالمقصود من النزول والصعود هنا .. النزول والصعود المكانتي المعنوي لا النزول والصعود المكاني الحسي .. فقد ينزل الكائن إلى أقصى نقطة ممكنة ويصعد الى أعلى نقطة ممكنة وهو لم يتحرك قيد أنملة من مكانه الحسي !!
    • ولتفصيل هذا نقول :
    • الله تعالى خلق المخلوقات كلها ارواحا خالصة كلا على حسب مرتبته الوجودية .. وكل مخلوق كان في اول خلقه اقرب ما يكون لخالقه منزلة .. وتلك هي جنة كل مخلوق .. القرب الإلهي هو الجنة الحقيقية لكل مخلوق !!
    • وظل المخلوقات في تلك المنزلة وتلك الجنة ما شاء الله لهم ..
    • وهناك أخذ الله تعالى منهم العهد والميثاق بعدم الإشراك واقروا به جميعا .. ولم يكن عليهم حينها لا تكليف ولا عقاب ولا ثواب لأنهم لم يدخلوا بعد عالم التكاليف الإلهية ..
    • وحين شجر ما شجر بينهم من خلاف وعداوة وشقاق وحسد وتكبر .. أبعدوا أنفسهم من جنتهم بفعلهم فنزلوا درجة من مكانتهم إلى مكانة أنزل منها .. وكلما زادت شرورهم نزلوا منزلة .. ويستمرون في النزول والهبوط في المنزلة إلى أقصى دراجتها ..
    • وبعدها يبدأ قوس الصعود الى الله تعالى مرة اخرى .. تبدأ تصفية النفوس مما علق بها من شرور وأدران ومساوئ .. وكلما تخلصت من درن صعدت منزلة .. وهكذا تظل تتخلص وتصعد إلى أن تبلغ مرة ثانية الى النقطة التي كانت فيها إلى جنة القرب الإلهي !!
    - وكما ترون فإن الله تعالى الرحيم الرحمن خلق الخلق كلهم واسكنهم جنته .. لكنهم بسوء أفعالهم اخرجوا أنفسهم منها فأوكلهم الله تعالى إلى أنفسهم ليروا غب أعمالهم إلى أن يقرروا هم بأنفسهم العودة إلى جنتهم !!
    - ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم !! صدق الله العلي العظيم !!

  10. #30
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 852
    المواضيع : 19
    الردود : 852
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    خطرة :
    البكاء على الحسين !!
    ***
    ويتعدّى المشروعية والمصداقية إذا اختُزِلَ الدّينُ في مقتلِ سيّدنا الحسين عليه السّلام على حساب كلّ البطولات والقيم والمآثر التي تركها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصحابته الأجلاّء من بعده
    لماذا البكاء على الحسين
    ***
    - استوقفني الجزء الذي اقتطعته من تعليقة أحدهم على قصيدة " على صعيد كربلاء " المدرجة في قسم الفصيح ..
    - فأحببت ان أدلي برأيي في الموضوع برأيي الخاص حسب رؤيتي وتفكيري ..
    - وسأبدأ من الآتي :
    - حين ربط أبو لبابة الصحابي المشهور نفسه في سارية المسجد .. متى يا تراه حل نفسه ؟؟
    - حله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين أنزل الله تعالى توبته على رسوله ..
    يقال بأنه كانت تأتيه أمرأته اوقات الصلاة فتحله ويؤدي الصلاة وتربطه مرة أخرى !!
    - فالسؤال الآن : هل هذا الربط من ابي لبابة يعتبر اختزال للدين كله في ذنبه وتوبته ؟؟
    - الجواب : لا .. والدليل ا ن ابا لبابة لم يترك الصلاة وهي من الدين .. فأبو لبابة لم يختزل الدين كله في ذنبه وتوبته !!
    • وحين بكى آدم عليه السلام على ذنبه .. فهل يا تراه أختزل كل تكاليف ربه في بكائه وتوبته .. أم أنه كان يقوم بتكاليف ربه ,, ويبكي ايضا ؟؟
    • أكيد بأنه كان يقوم بفروض ربه إلى جنب بكائه !!
    • وحين بكى نبي الله يعقوب ابنه الحبيب يوسف .. فهل يا تراه اختزل كل ما عليه القيام به في بكائه ؟؟
    • أكيد لا .. بل كان عليه السلام يقوم بما عليه القيام به إلى جانب البكاء !!
    - وهكذا فالشواهد والأمثلة المشابهة بلا حد ولا حصر !!
    - فلم حين يبكي الباكون – شيعة وسنة – على الحسين – قصرت المدة أم طالت – يعتبر ذلك اختزالا للدين وللنبي وللصحابة في شخص الحسين ؟؟
    - يعني الباكون لا يصلون ولا يصومون ولا يزكون ولا يحجون ولا ولا ولا ... ؟؟ أم انهم يقومون بكل فروضهم إلى جانب بكائهم ؟؟!!
    - كيف يكون البكاء اختزالا للدين وهو يقومون بفرائض الدين ؟؟!!
    - إذن فكون بكاء الباكين على الحسين اختزالا للدين مجرد دعوى لا تثبت أمام البينات والشواهد الواضحات !!
    • والآن : لم الحسين بالخصوص دون من قتل قبله او بعده وهم كثر ؟؟
    • الجواب : حين يكون لي ابنان – مثلا – أحدهما مات حتف أنفه .. والآخر مات بضربة ظالمة مني على رأسه .. فياترى أيهما سأبكي اكثر ؟؟
    • بالتأكيد سأبكي من تسببت في موته أكثر من الآخر .. حتى وإن كان من مات حتف أنفه أغلى وأحب إلى قلبي ممن تسببت في موته .. لأن تانيب الضمير في هذا سيشعل النيران أكثر في حشاي ..
    • فهل حينما ابكي من تسببت في قتله اكثر من الآخر .. هل يعني هذا اني أفضله على ولدي الآخر والذي ربما يكون احب إلى قلبي ممن ابكيه اكثر ؟؟
    • هل إذا بكينا الحسين اكثر نكون نحبه اكثر من النبي أو علي أو الزهراء أو أو أو ؟؟
    • قطعا لا .. خاصة والباكون يصرحون بأن النبي وعلي أفضل من الحسين !!
    • هم يبكون النبي وعلي والزهراء وكل من مات على الإسلام .. لكنهم يبكون الحسين أكثر لأسباب خارجة عن التفضيل .. أسباب أخرى سنلمح إلى بعضها لاحقا !!
    - والآن : لم كل هذا الوقت في البكاء على الحسين ؟؟
    - الجواب : البكاء على ذنب لا يفتر إلا بعد حصول التوبة ..
    - كما اسلفنا في أبي لبابة .. لم يحل قيده إلا بعد نزول التوبة عليه .. وكذا أبونا آدم لم يفتر عن البكاء إلا بعد أن تاب الله عليه .. ونبي الله يعقوب لم يفتر عن البكاء إلا بعد أن انقطع سبب بكائه بعودة ابنه الحبيب إليه .. وهكذا لا ينقطع البكاء إلا حين ينقطع سببه !!
    - فالباكون على الحسين لم يقطعوا بكاءهم على الحسين لأنه لم ينقطع سبب بكائهم عليه !!
    - من قتل له قريب أو حبيب ظلما .. فمتى تهدأ نيران قلبه ؟؟
    - بعد أن يثأر لحبيبه !!
    - الزير سالم متى هدات حرارة نار اخيه كليب ؟؟ أليس بعد أن أخذ بثأره ؟؟!!
    - ومعاوية متى أوقف الحرب وقبل بالصلح بعد مقتل قريبه الخليفة الثالث رضي الله عنه ؟؟
    - وكل قتيل ظلما .. تبقى في الصدور نار قتله متأججه إلى أن يؤخذ بثأره !!
    - فكيف يقطع الباكون على الحسين بكاؤهم ولم يثأر له بعد ؟؟!!
    • والآن : لم البكاء على الحسين بالأصل ممن لم يعيشوا عصره ويحضروا مقتله ؟؟
    • لم يبكي الحسين أناس دون آخرين ؟؟
    • الجواب : من تسبب في قتل الحسين فريقان : فريق تسبب في قتله وهو يعرف فضله ويقر بإمامته ويعترف بجاهه عند الله تعالى ..
    • وفريق : تسبب في قتل الحسين وهم لا يرون له – في قرارة انفسهم – شانا ولا فضلا ولا ميزة !!
    • فمن تسبب في قتل الحسين من الفريق الاول يبكونه ندما وتوبة ولن يفتر بكاؤهم إلا بعد أن يؤخذ بثأره .. حينها ستقبل توبتهم وينقطع سبب بكائهم .. وتتحول أحزانهم افراحا !!
    • هذا حال من حضر الحسين من الفريق الأول .. وأورثوا أبناءهم ذلك البكاء فتشرب الابناء بكاء آبائهم وعويلهم !!
    • أما الفريق الثاني ممن لا يرى للحسين فضلا .. فإنهم وإن بكوه فإنما يبكونه لمجرد بشاعة الجريمة التي يمكن أن يبكي لها حتى الحجر والمدر .. يبكون مجرد عاطفة غرسها الله تعالى في نفوس البشر .. فهم لا يعتبرون أنفسهم مقصرين في نصرة الحسين .. وربما زاد البعض وخطأ الحسين .. فمن يرى هذا الرأي كيف عساه سيبكي الحسين ويندبه ؟؟!!
    - فبكاء الفريق الأول على الحسين اكثر من النبي وعلي وفاطمة وعثمان وحمزة و و و .. لا لأنهم يرونه افضل من هؤلاء .. بل لأن قتلته ابشع .. ولأنهم تسببوا في قتله دون قتل أو موت أولئك !!
    - لم أطيل البكاء على النبي أفضل الخلق وأنا لم أتسبب في موته .. ومات على فراشه .. لم يحز له رأس .. ولم ترض له أضلاع .. ولم تسب له نساء ؟؟ بل غسل وشيع وصلي عليه بكل تجلة وإكرام ؟؟!!
    - وهذا مشابه تماما لما فعله عكرمة بن أبي جهل حينما اسلم .. فإنه طلب من النبي أن يقذف به في وجه أعداء الإسلام ولا يبقيه جواره .. وذلك تكفيرا له عن الحروب التي واجه فيها الإسلام ..
    - فحرص مثل عكرمة على الجهاد أكبر من الشخص الذي لم يحارب الإسلام ولم يرفع سيفا بوجهه !!
    - وحرص عكرمة على الجهاد .. كحرص من تسبب في قتل الحسين ممن يعرف فضله ويقر بإمامته على بكائه وندبه !!

صفحة 3 من 8 الأولىالأولى 12345678 الأخيرةالأخيرة