|
بِمَنزِلِ جارَتِنا كَلْبَةٌ |
مُزَيَّنَةً بِصُنُوفِ الذَّهَبْ |
تُغَنِّي لَها مِنْ ضُرُوبِ الغِناءِ |
وَتُطْعِمُها فَتَهُزُّ الذَّنَبْ |
تَصُفُّ الرَّياحِيْنَ في عُنْقِها |
وَتَعْصُبُ هامَتَها بالقَصَبْ |
وَرَغْمَ الدَّلالِ المُبالَغِ فِي |
هِ تَغْضَبُ حِيناً لأدْنَى سَبَبْ |
وتَمْلأُ ساحَ الدِّيارِ نُباحاً |
كَفِعْلِ المُدَلَّلِ عِنْدَ الغَضَبْ |
تَجِيئُ العجوز بِكُلِّ انْكِسارٍ |
لِتَسْأَلَ كَلْبَتَها ما الطَّلَبْ |
فَحِيناً تَبُثُّ إليها الغَرامَ |
وَطَوْراً تَشَكَّى إليها السَّغَب |
تَرى النَّاسَ تَعشق كَلْبَتَها |
وتَرْنُو إليها بِكُلِّ الأدَبْ |
وَكَلْبَتَها كُلّ مَنْ حَوْلَها |
تَراهُمْ كِلاباً وزال الذَنَبْ |
فَيا لَعُجابيَ مِنْ كَلْبَةٍ |
جَميعُ الأنامِ لَدَيها لُعَبْ |
وَلي جارَةٌ عِنْدَها طِفْلَةٌ |
لَها مِنْ أنِيْنٍ وسُقْمٍ صَخَبْ |
أبُوها تُوفِّيَ مُنْذُ سِنينَ |
بحُمَّى فَباتَ رَهِينَ التُرَبْ |
ولَمْ يُبْق مِنْ ثَرْوَةٍ بَعْدَهُ |
سِوى غُرْفَةٍ وَسَرِيرِ الخَشَبْ |
وَزَوْجَتُهُ ذاتُ جِسْمٍ نَحيلٍ |
أسَى الفَقْرِ أنْهَكَها والتَّعَبْ |
تُنادي الأَنامَ فَلا يَسْمَعُونَ |
وهل من ذئاب لديها أرب |
مَضَوا يأْكُلُونَ ولا يَنْظُرُونَ |
كِما قَضَمَ الكَرْمَ دُودُ العِنَبْ |
تُنادِي الأَنامَ وما مِنْ مُجِيْبٍ |
لِماذا الصُّدُودُ أما مِنْ سَبَبْ |
لأنَّهُموُ عَشِقُوا كَلْبَةً |
لِجارَتِها رُصِّعَتْ بالذَّهَبْ |
وقَدْ أَلِفُوا مَسَّها باليَدِيْنِ |
وكم لاطفوها بما قد وجب |
فَرُحْتُ أَقُولُ لَدى رُؤْيَتي |
لِهذا التَناقُضِ يا للعَجَبْ |
بَهيْجُ الحَياةِ لِكَلْبِ الغَنِيِّ |
وَما للفَقِيرِ سِوَى أنْ يُسَبّْ |