أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: أزمة النقد

  1. #1
    الصورة الرمزية كريمة سعيد أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2009
    المشاركات : 1,435
    المواضيع : 34
    الردود : 1435
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي أزمة النقد

    خلال سنوات الدراسات المعمقة كان أستاذنا جعفر الكتاني يمنعنا كليا من الاستشهاد بأي قول أثناء إعادة قراءة أي نص أدبي، وكان يقول بأن هدفه تخليصنا من أي أثر خارجي للقراءات الأخرى كي نصدح بأصواتنا لا باستعارة أصوات غيرنا...

    في الفترة الأخيرة أصبح رأي هذا الأستاذ الجليل يلح على تفكيري في كل الأوقات، وذلك بسبب ما يعيشه النقد الأدبي من أوضاع مزرية في مجمل الإصدارات، مما يدعو إلى إعادة النظر في كثير من المفاهيم التي لاتخدم العملية الإبداعية بقدر ما تعرقلها.

    كثيرون وعوا مسألة استعصاء النص الأدبي على أية قراءة أحادية مهما اكتملت رؤيتها، وأصبحوا مقتنعين بأن النص يحتمل عدة قراءات وتأويلات، ومع هذا لا زلنا نصطدم مع من يعتقد نفسه وصيا على النقد، ويقف مستعرضا أقوال البنيويين وكأنها قرآن منزل لا يحتمل التمحيص والمساءلة. والغريب أنهم عندما يقفون أمام ما يفند مزاعمهم يرضخون ويسطرون بنود قراءة مغايرة ولكن بشكل مستقل، أي ألا يقوم بها شخص واحد !!!!!

    إن النقد قراءة بعدية أو قراءة على قراءة تنتجها ظروف معرفية وإنسانية مغايرة وخاصة.. يجب مراعاتها أثناء اختيار المنهج قصد الابتعاد عن الاسقاطات والتأويلات الخاطئة، بمعنى آخر، على الناقد أن يكون أمينا في المحافظة على روح النص وانتماءه الوجداني ليوصل إلى المتلقي الجوانب المسكوت عنها من طرف المبدع والتي تختلف مقدرة المتلقي في الإمساك بها بحسب حمولاته الفكرية والمعرفية....

    وعلى الناقد أن يتخلص من عقدة التعالي ومطالبة المبدع بالتقيد بقواعد تحد انطلاقه، ذلك لأن الأديب لا يفكر في ضوابط النقد وهو يخترق الصمت بلغة الأدب محاكيا الحياة بدل الاكتفاء بعيشها...فالنصوص الأدبية عبارة عن حمم تقذفها الذات المبدعة دون التفكير في حندقتها أو احتوائها في إطار معين، وهذه الحالة قد أعطت زخما للعملية الإبداعية فتطورت أساليب الكتابة وقامت الثورة على التصنيف بحيث يتداخل الشعري بالنثري وتتداخل الأجناس الأدبية
    بشكل لافت يضاهي تعقيدات الحياة العامة وعبثيتها...

    والنقد مطالب بمواكبة هذه الطفرة والبحث عن الاحتمالات الممكنة والمنافذ التي تخدم هذه الحركية، وهو لن يستطيع ذلك إلا بإيمانه بعجلة الزمن التي لا تقف عند نقطة معينة وإنما تستمر في دورانها بشكل أسرع كلما امتد الزمن.

    إن النسق العام الذي تسير فيه الدراسات النقدية بالعالم العربي على الخصوص يدعو للقلق، فمع احترامي للنقاد إلا أنني لا أجد ناقدا حقيقيا بالمعنى الصحيح لمصطلح "ناقد" ذلك أن الموجودين هم مجرد صدى لنقاد غربيين أنتجوا قراءات ناجعة لنصوص مغايرة قد تنفع في فك طلاسم بعض جوانب النصوص العربية، ولكنها عاجزة عن الإحاطة الشاملة الكلية بالفكر الذي أبدعها...

    لذا، يجب على الناقد أن يحاول إنتاج نقد بدل الاكتفاء بإعادة إنتاجه على ضوء ما توصل إليه غيره...فهو في هذه الحالة مجرد قارئ وشارح ليس إلا. فليس بناقد من يطبق المناهج الحديثة بحذافيرها ويحاول تطويعها لتلائم النصوص العربية؛ لأنه لا يفسر النصوص على ضوء الواقع الذي أفرزها وإنما بإقحامها في خانات مدارس بعينها ووفق مذاهب نقدية قد تجاوزها أصحابها ... فهل بهذا نخدم النقد والإبداع؟؟

    كثيرون يرفضون هذا الكلام ولكنهم في قرارة أنفسهم يعرفون أن هذا الموضوع لا يحتمل التأجيل لأن المنطق يدعونا إلى ضرورة التفكير في النهوض بالنقد بكيفية تواكب مسيرة الإبداع ولا تسيجها أو تسيبها ... وبدل الهجوم على النص الأدبي بدعوى عدم انضباطه لقواعد هي نتاج قراءة مستوحاة من زمن مغاير وأصبحت متجاوزة بفعل التطور، لا بد من التفكير العقلاني لاحتواء النصوص الجديدة واكتشاف إطار مناسب لها قبل أن تفرض نفسها وتتجاوز هذا النقد وتجعله بلا جدوى...ولعل ما ووجهت به قصيدة النثر وقبلها قصيدة التفعيلة وكيف انتصرتا في الأخير يؤيد هذا الطرح.. وعليه، لا يجب رفض نص لمجرد خروجه عن المألوف، ألسنا مؤهلين لإنتاج قراءة موازية؟؟ ليس قراءة من عدم بل قراءة تحتكم لمجموع القيم المتعارف عليها كما تأخذ بعين الاعتبار الجدة والابتكار...

    ولو تخلص النقد من لعب دور الوصي واختار متابعة التطور الطارئ على العملية الإبداعية سيغني الأدب باكتشاف مواضع الإبداع والتحكم في إيجاد مواقع لتصنيفها، لهذا لا بد أن تكون العلاقة بين المبدع والناقد سجالية لأن الأديب ليس مطالبا بتطبيق آليات النقد وإنما الانتصار لموهبته لابتكار نص قابل لإنتاج قراءات متعددة وبمفاهيم متجددة ...

    إن الأزمة الحقيقية التي يعانيها الدرس الأدبي تكمن أساسا في انفصال النقد وبطء حركته مقارنة بوتيرة الإبداع المتسارعة، ويزيد من حدة تقوقع النقد سيادة العلاقات القائمة على المحسوبية والمجاملات، كما أن الأوصياء قد أفسدوا الساحة الأدبية بتدخلاتهم السافرة لفائدة بعض على حساب بعض آخر لانتماءاتهم الحزبية أو لعلاقات أخرى مما حدا بأدباء كثيرين إلى تطليق الحياة الثقافية العامة واعتزالها موثرين اللجوء إلى مدوناتهم على شبكة الأنترنيت لما تتيحه من هامش أكبر للتحرك وإبقائهم في مأمن من عصا الأوصياء والمتنفذين وتكالبهم الذي تقوده الذاتية البحتة ....وكم من مواقع ومنتديات أدبية مثمرة أنتجت نصوصا إبداعية راقية على الأنترنيت...

    لابد من توفر الموضوعية في العملية النقدية واحترام الآخر وعدم ادعاء امتلاك الحقيقة؛ لأن ما يتصور القارئ أنه يمتلك حقيقته، يمكن تأويله وتفسيره من زوايا مختلفة تقود إلى استنباطات مغايرة، لأننا لسنا أمام معادلة رياضية، بل أمام شفرات محملة برسائل عدة كل واحدة منها موجهة من ذات تتحدث بلغات وأصوات متعددة بتعدد تشعبات هذه الحياة وتقلباتها.. لذلك لا ينفع الحكم على النص بالحقيقة بل بما يتيحه المجاز من إمكانيات مذهلة للإبحار بين ثنايا الذات المبدعة لسبر أغوارها المتفاعلة مع الإيقاع الخارجي للحياة المضطربة والمتضاربة.

    فالحياة الحديثة أصبحت أكثر تعقيدا وإبهاما مما جعل محاكاتها صعبة وجعل بالتالي أدوات التعبير عن تناقضاتها وسرعتها تتطور باستمرار وتأخذ صورا ومسارات متشعبة، فالكاتب أحيانا لا يستطيع استيعاب مظاهر طارئة ومستجدة يفترض أن يواجهها...فكيف ستسعفه الكتابة لنقل مشاعره غير المفهومة حيال ما يحدث في محيطه من مستجدات وكيف سينجح في تصوير هذا اللبس والغموض الذي لم تعرفه المراحل الزمنية السابقة ؟؟؟

    هناك استثناءات قليلة جدا استطاعت فهم رسالة النقد وتعاملت مع النص الأدبي تعملا موضوعيا بمحاولة وضعه في إطاره العام والغوص في محيطه الداخلي لاستكشاف المعالم المجهولة بالتمكن من فهم الرموز المشفرة في دلالات الكلمات من بين ثنايا الحروف، ولكن مع الأسف هؤلاء النقاد، الذين يستقبلون الجديد بروية ويتجندون للبحث عن مشروعيته بدل استهجانه ونفيه خارج حدود الأجناس الأدبية الموجودة، قليلون جدا.

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 46
    المشاركات : 3,845
    المواضيع : 82
    الردود : 3845
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    المورقـة / كريمة سعيد

    يقول الأستاذ عبد المالك مرتاض :

    لقد مارسنا القراءة الأدبية زمنا متطاولا فألفيناها عسيرة شاقة،ومهولة معتاصة. وما تراه من جمال نسجها، وبهاء عرضها، أو ما قد ترده كذلك، لا يتأتى إلا بشيء يضارع الولادة القيصرية. ولا ديار يستطيع ادعاء سواء ذلك. وما ذلك إلا لأنها ضرب من الكتابة حتما، وكل إبداع لا ينبدع إلا بعسر وجهد.
    وعلى الرغم من أن تجربتنا في مجال القراءة الأدبية تتوزع على زهاء عشرة أعمال: بعضها يتناول نصوصا من بعض أجزائها، ومعظمها يعالج نصوصا أدبية بجذاميرها وحذافيرها.. فإننا لم نستقر على قراءة بعينها: نقف لديها ولا نعدوها.ونعتقد أن ذلك لا يتأتى إلا يوم أن يترفانا الله. أما ما دامت المعرفة تتقدم بنا، وما دمنا نحن ننشد امتلاك مزيد من هذه المعرفة وما دام لنا عقل يلتمس الأفضل، وقريحة تشرئب الى كتابة الأمثل، فلا، لا!
    والقراءة، لدينا قراءات فكل نص يفرض إجراءاته لدى إخضاعه لبعض القراءة ؟ ولكن أهم أشكال هذه القراءات اثنتان: قراءة النص الشعري (وهو الموضوع الذي نخوضه في هذه المقالة )، وقراءة النص السردي ؟ونحن لا نزال نميز بين الشعر والنثر على الرغم من أن بعض المتحذلقين الحداثيين يحاولون جهدهم أن يثبتوا للناس أن النص الأدبي واحد: فلا هو مشعور، ولا هو منثور.. ومع أننا نتفتح لقبول بعض هذا السعي إلا أننا نرى ذلك قد يكون مشروعا للمستقبل. وازالة الحدود بين هذين الجنسين الأدبيين لما يأن..)


    أنا مع هذا التوجه فلا يمكن أبدا أن نمزج النثر بالشعر لننتج نصا أدبيا جديدا , و لا يمكن أن نتهم النقاد بعجزهم في القراءة ، لأن المشكلة أصلا في القراءة ذاتها و لكن ليس من منظور الدمج الذي يضر بالشعر العربي الذي لا بد أن يحتفظ بمقوماته و يحارب كل محاولة تسعى في مسخه .
    أما النثر فيبقى مجاله واسع و يمكن له احتضان الكثير من الأصناف الأدبية و الكتابات الحداثية بشرط أن لا يشوبها الغموض و الريبة و المنمنمات التي إذا أقرّها قارئ ما فهو يخدع نفسه قبل أن يخدع الكاتب المخدوع أصلا من ذاته قبل غيره !!

    أؤيد بشدة مداخلة الشاعر الجميل جلال الصقر و رؤيته المنطقية .

    شكرا لهذه المساحة و هذا الموضوع الجميل الذي نتمنى أن يثمر نقاشا بناءً نخرج بعده بنتيجة مرضية لكل الأطراف .

    دمت بخير و سعادة ...

    إكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشـام
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 852
    المواضيع : 19
    الردود : 852
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    - يقال بأن العلوم الإسلامية من حديث وفقه وعربية و و و ... إنما ترعرعت في ظلال البحوث القرآنية .. فكلما تطورت هذه تطورت تلك !!
    - فإذا أردنا أن نسحب هذه المقولة إلى الادب ونقده لنقول : النقد يترعرع ويزهر في ظلال النصوص الأدبية .. فإننا سنقول : حين تسمو تلك النصوص يسمو تبعا لها النقد ..
    - والنتيجة : الأزمة ليست أزمة نقد فقط ولا نقاد فقط بل ازمة أدب ايضا !!

    • شكرا على الموضوع الثري ..

  4. #4
    الصورة الرمزية كريمة سعيد أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2009
    المشاركات : 1,435
    المواضيع : 34
    الردود : 1435
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    الأستاذ جلال الصقر

    شكرا على هذا الرد الوافي الذي ينم عن ثقافة وسعة اطلاع

    عموما الاستدلال بقصيدة النثر لتوضيح أزمة النقد جاء في سياق لبيان الفوضى التي تطال بعض المصطلحات مما يعني عدم القدرة على استيعاب طريقة جديدة في التأليف...

    لذا جاءت الدعوة إلى تبني نظرة موضوعية إزاء كل الأنواع الأدبية سواء تعلق الأمر بالقصيدة العمودية أو بالشعر الحر أو قصيدة النثر ...فرفض أي نوع جديد لن يزيد سوى في انتشاره وتوسعه بأشكال غير لائقة...ذلك أن عملية الإقصاء لا تساهم في خدمة أي نوع من هذه الأنواع بل تفتح الباب للفوضى بسبب عدم تقنين المجال وتحديد مفاهيمه وضبط آلياته.

    ولابد من الاعتراف بالمكانة التي أصبحت تحتله قصيدة النثر ( مع التحفظ على المصطلح) بغض النظر عن رأينا فيها فالتجربة أثبتت نجاحها في اختراق المحافل الأدبية وحازت مكانة في الشعر لا يستهان بها، فقد أقيمت العديد من المؤتمرات لهذا النوع من الكتابة الذي تبناه شعراء كبار عربيا ودوليا...
    ولكن المشكلة الحقيقيية تكمن في انعدام ضبط المصطلح بسبب اتساعه وفضفضته وعدم ملاءمته لهذا النوع الأدبي ..ولعل الإشكال الحقيقي الذي واجه هذه الكتابة نتج أساسا بسبب تواجد طرفي نقيض في هذا الاصطلاح وهما مصطلحي "نثر" وقصيدة" أي شعر ..ومع أن أنصار هذا النوع قد تحدثوا كثيرا عن إيقاعها الداخلي والمعنوي وعن الأشياء التي تستبدل بها إيقاع التفعيلة المعينة إلا أن هذا الإشكال ضل قائما باعتبار مفهوم الشعر العربي مبنيا على الوزن والقافية...

    صحيح أن هذا المصطلح قد استقي من الأدب الفرنسي إلا أن الكثيرين قد حاولوا البحث عن بعض البوادر في التراث العربي فوقفوا عند بعض النماذج التي وردت في مصادر البلاغة العربية عند عبد القاهر الجرجاني بخاصة ليأصلوا هذا النوع .. ومع اختلافي مع هذا الطرح إلا أن القيام من قبل أنصار هذه القصيدة بمحاولات لتزكيتها شيء يستحق التنويه ... ودور النقد ليس رفض نصوص قائمة بل البحث عن إمكانية إيجاد مصطلح بديل له .... والحديث هنا ليس عن تلك النصوص النثرية العادية التي لا تحمل من جمالية الكتابة ما يؤهلها للمناقشة بل تلك النصوص التي أبدعها شعراء كبار أبدعوا في النوعين السابقين أيضا ...

    وفي الغرب أيضا لازال هذا النوع يجذب أدباء متمرسين لاتعوزهم القدرة على اتباع المقاطع الموزونة ومع ذلك يختارون قصيدة النثر (التي لا هي في خانة القصيدة ولا في خانة النثريات بل تقف بينهما) للتعبير عن مكنوناتهم الذاتية...
    إّن الحديث عن هذا النوع من الفن متشعب جدا ويحتاج لمزيد من النقاش والتتبع والوقت ...

    كما أن الغموض ليس سمة خاصة بهذا النوع وإنما هو شيء طال جميع الأجناس الأدبية ..

    ختاما لك تقديري ومودتي

  5. #5
    الصورة الرمزية هشام مصطفى شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    المشاركات : 838
    المواضيع : 50
    الردود : 838
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    الأخوة الاعزاء
    وحتى يبقى المسار الذي حددته الكاتبة الرائعة لهذا المقال محدد لا يخرج عن سياقه فعلينا أولا أن نحدد القضايا التي تناولتها وهي كالتالي :
    علاقة النقد بالنص
    تراجع النقد وأزمته الناتجة عن عدم وجود منهج نقدي أصيل له
    قصيدة النثر المثال لتناول النقد وبلبلة المصطلح
    القراءات الأدبية وتأخرها عن الإبداع الأول
    ولتسمحو لي أن نجعل المحور الأول هو الأساس في التناول
    وعليه فسوف أدلي برأي قد يكون صائبا أولا إلا انه نابع من قناعة شخصية وأخرى منطقية
    فالنقد لا يجب أن يكون وصيا على العمل الفني وذلك للأسباب التالية
    إن الحكم القاطع يعني الحقيقة والحقيقة في العمل الأدبي والشعري خصوصا ليست بالقطعية ذلك أن المفاهيم متغيرة والفلسفات أكثر تغيرا والتي تبنى عليها الرؤى للنص سواء في إبداعها الأول أو الثاني ( القراءة النقدية )
    لذا فالبديل المطروح هو طرح الأسئلة التي قد تفجر قضايا الوصول لحل إشكالياتها هو عين الحكم القابل للتعديل لذا فالنقد يجب أن يمارس دوره من خلال طرح الرؤى المبنية على إجراءات واضحة تهدف إلى جلاء الجوانب المختلفة للنص لا الحكم القطعي عليه وذلك من خلال منهج موضوعي يقوم على الحيادية والموضوعية وهو إذ يطرح تساؤولا لا يعني بالضرورة الهروب من مواجهة النص بل يتيح للرؤى الأخرى أن تصب فكرها لخدمة الهدف وكما قال ناقدنا الدكتور صلاح فضل فحسبنا المعنى الممكن وهي جملة جد خطيرة في معناها ومغزاها إذ لا معنى كامل للنص
    هذا طرح أول لعلاقة النقد بالنص
    في انتظار آراء الأخوة حتى ننتقل للمحور الثاني
    مودتي

  6. #6

  7. #7
    الصورة الرمزية كريمة سعيد أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2009
    المشاركات : 1,435
    المواضيع : 34
    الردود : 1435
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام عزاس مشاهدة المشاركة
    المورقـة / كريمة سعيد

    يقول الأستاذ عبد المالك مرتاض :

    لقد مارسنا القراءة الأدبية زمنا متطاولا فألفيناها عسيرة شاقة،ومهولة معتاصة. وما تراه من جمال نسجها، وبهاء عرضها، أو ما قد ترده كذلك، لا يتأتى إلا بشيء يضارع الولادة القيصرية. ولا ديار يستطيع ادعاء سواء ذلك. وما ذلك إلا لأنها ضرب من الكتابة حتما، وكل إبداع لا ينبدع إلا بعسر وجهد.
    وعلى الرغم من أن تجربتنا في مجال القراءة الأدبية تتوزع على زهاء عشرة أعمال: بعضها يتناول نصوصا من بعض أجزائها، ومعظمها يعالج نصوصا أدبية بجذاميرها وحذافيرها.. فإننا لم نستقر على قراءة بعينها: نقف لديها ولا نعدوها.ونعتقد أن ذلك لا يتأتى إلا يوم أن يترفانا الله. أما ما دامت المعرفة تتقدم بنا، وما دمنا نحن ننشد امتلاك مزيد من هذه المعرفة وما دام لنا عقل يلتمس الأفضل، وقريحة تشرئب الى كتابة الأمثل، فلا، لا!
    والقراءة، لدينا قراءات فكل نص يفرض إجراءاته لدى إخضاعه لبعض القراءة ؟ ولكن أهم أشكال هذه القراءات اثنتان: قراءة النص الشعري (وهو الموضوع الذي نخوضه في هذه المقالة )، وقراءة النص السردي ؟ونحن لا نزال نميز بين الشعر والنثر على الرغم من أن بعض المتحذلقين الحداثيين يحاولون جهدهم أن يثبتوا للناس أن النص الأدبي واحد: فلا هو مشعور، ولا هو منثور.. ومع أننا نتفتح لقبول بعض هذا السعي إلا أننا نرى ذلك قد يكون مشروعا للمستقبل. وازالة الحدود بين هذين الجنسين الأدبيين لما يأن..)


    أنا مع هذا التوجه فلا يمكن أبدا أن نمزج النثر بالشعر لننتج نصا أدبيا جديدا , و لا يمكن أن نتهم النقاد بعجزهم في القراءة ، لأن المشكلة أصلا في القراءة ذاتها و لكن ليس من منظور الدمج الذي يضر بالشعر العربي الذي لا بد أن يحتفظ بمقوماته و يحارب كل محاولة تسعى في مسخه .
    أما النثر فيبقى مجاله واسع و يمكن له احتضان الكثير من الأصناف الأدبية و الكتابات الحداثية بشرط أن لا يشوبها الغموض و الريبة و المنمنمات التي إذا أقرّها قارئ ما فهو يخدع نفسه قبل أن يخدع الكاتب المخدوع أصلا من ذاته قبل غيره !!

    أؤيد بشدة مداخلة الشاعر الجميل جلال الصقر و رؤيته المنطقية .

    شكرا لهذه المساحة و هذا الموضوع الجميل الذي نتمنى أن يثمر نقاشا بناءً نخرج بعده بنتيجة مرضية لكل الأطراف .

    دمت بخير و سعادة ...

    إكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشـام
    المورق هشام عزاس

    من حيث المبدأ أتفق معك في ما ذهبت إليه لأن الغرض من طرح الموضوع هو في الأصل لمناقشة كيفية التعامل مع النص الأدبي شعرا كان أو نثرا وأرى أن كلامك منطقي جدا ولكن ما العمل في الظرف الحالي وفي انتظار أن " نتفتح لقبول بعض هذا السعي "

    فالموضوع يعالج أصلا مسألة القراءة أما بالنسبة لمصطلح قصيدة النثر فهو جاء كما أوضحت سابقا على سبيل المثال ولم أحدد موقفي منه لأن المجال لا يستدعي ذلك ... فالقراءة متجددة ومتطورة ومختلفة باختلاف الذات القارئة واختلاف أدواتها وهذا لا نختلف عليه بل هو المحور الرئيس في هذا المقال ....

    وأخيرا شكرا لك أخي العزيز على هذه المداخلة القيمة التي تصب في نفس الهدف الذي يرمي إليه هذا الطرح

    مودتي وتقديري

  8. #8
    الصورة الرمزية كريمة سعيد أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2009
    المشاركات : 1,435
    المواضيع : 34
    الردود : 1435
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن العطية مشاهدة المشاركة
    - يقال بأن العلوم الإسلامية من حديث وفقه وعربية و و و ... إنما ترعرعت في ظلال البحوث القرآنية .. فكلما تطورت هذه تطورت تلك !!
    - فإذا أردنا أن نسحب هذه المقولة إلى الادب ونقده لنقول : النقد يترعرع ويزهر في ظلال النصوص الأدبية .. فإننا سنقول : حين تسمو تلك النصوص يسمو تبعا لها النقد ..
    - والنتيجة : الأزمة ليست أزمة نقد فقط ولا نقاد فقط بل ازمة أدب ايضا !!

    • شكرا على الموضوع الثري ..
    الراقي حسن العطية

    حقيقة كان القرآن الكريم العامل الرئيس في ازدهار البحث اللغوي في البلاغة العربية والنحو على الخصوص مما فتح آفاقا مهمة أمام النقد الأدبي .... ولكن مسألة التقيم والتقويم وجدتا قبل الإسلام بحيث كانت تعقد مجالس للحكم بين الشعراء .... لتمييز الحسن من الرديء.... وهذه هي مهمة النقد فالنص الحسن والسليم لا يحتاج أصلا إلى نقد إذا استثنينا عملية التفسير وتبيان مواطن الجمال لمن يغيب عنه اختلاف المعاني باختلاف أساليب التعبير ... بينما هناك نصوص تحتاج للتقويم وأخرى غير صالحة أصلا ....ولكنها تنتشر وتكثر والنقد ساه ...لذا فالكتابة في اضطراد مستمر بينما النقد لازال مقارنة بعملية الإبداع يسير ببطء شديد ...

    سعيدة جدا بمرورك العطر

    تحياتي وتقديري

  9. #9
    الصورة الرمزية محمد الشحات محمد شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Sep 2007
    الدولة : القاهرة
    المشاركات : 1,100
    المواضيع : 103
    الردود : 1100
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي

    الفاضلة

    الأستاذة كريمة سعيد


    أتفق معكِ .. ، و مع الإخوة الأفاضل ..

    إذْ لا أرى اختلافاً كبيراً ..،

    بل أرى اتفاقاً على ضرورة تفتح النقد ، و مواكبته للتفتح الطبيعي للنصوص ، و الأجناس الأدبية الجديدة

    و عملاً بالأولويات التي حددها القدير "هشام مصطفى" ، وهي:-
    (علاقة النقد بالنص
    تراجع النقد وأزمته الناتجة عن عدم وجود منهج نقدي أصيل له
    قصيدة النثر المثال لتناول النقد وبلبلة المصطلح
    القراءات الأدبية وتأخرها عن الإبداع الأول)

    و بعيداً عن إشكالية مُسمّى القصيدة النثرية .. لأنه كما يقولون "الشعر شعر و النثر نثر"

    هل لي أن أتساءل :- لماذا فعلاً النقد الحالي فقد علاقته بالنصوص ؟
    ولماذا يتأخر النقد عن مواكبة التطور؟
    ولماذا هذه القوالب التي يصبّ كل من يتقدم للنقد كلماته فيها ، و يحاول تفصيلها على أي نص؟

    لماذا تأخرتم عليّ في قراءة نصوص "القصص الشاعرة" ؟

    وهي عبارة عن نص يتضمن كل خصاص القصة القصيرة ،وقصيدة التفعيلة ،
    مع التزام الدوران الشعري ، والتدوير القصصي ، و أشياء أُخرى..؟

    إنها ليست بقصيدة فقط..، و ليست بقصة كذلك فقط ..، و لم يدخل فيها الشعر و النثر..،
    أليستْ جنساً أدبياًّ جديداً؟ أم لابد للمبدع أن يعاني بجديده حتى يُصبح قديماً؟

    أعتقد أن هنا .. ،
    و هنا فقط تكمن الخطورة في "أزمة النقد" كما صورتها الفاضلة "كريمة سعيد"

    كنتُ أطمع حتى في تكرمكم بالاطلاع على الموضوع الموجود على الرابط

    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=41816


    ألا يندرج ذلك أيضاً تحت حركة النقد الإبداعية ، فضلاً عن كوننا في أسرة واحدة
    "الواحة الثقافية"

    أم أن الموضوع غير هام بالمرة ، و مازلنا ننشغل بقضايا مرّ عليها الزمن ،

    و نترك شر يعة التجديد في العملية الإبداعية؟

    النقدُ مسألةٌ على خبراتِ ... و الشعر برهان بلا خطوات


    عفواً .. الموضوع جدُّ مثير و مفيد إن رأيناه بعيداً عن التحزبات و القوالب

    وختاماً:-

    كتبتُ النقد موهبةً و نورا ... و صُغْتُ العقد بستاناً طهورا
    وفي الإبداعِ تُقتُ إلى سلامٍ ... فكانتْ روعة السلوى زهورا

    تحياتي لكم جميعاً ، ولكم باقات الزهور ، وبطاقات التقدير

  10. #10
    الصورة الرمزية كريمة سعيد أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2009
    المشاركات : 1,435
    المواضيع : 34
    الردود : 1435
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام مصطفى مشاهدة المشاركة
    الأخوة الاعزاء
    وحتى يبقى المسار الذي حددته الكاتبة الرائعة لهذا المقال محدد لا يخرج عن سياقه فعلينا أولا أن نحدد القضايا التي تناولتها وهي كالتالي :
    علاقة النقد بالنص
    تراجع النقد وأزمته الناتجة عن عدم وجود منهج نقدي أصيل له
    قصيدة النثر المثال لتناول النقد وبلبلة المصطلح
    القراءات الأدبية وتأخرها عن الإبداع الأول
    ولتسمحو لي أن نجعل المحور الأول هو الأساس في التناول
    وعليه فسوف أدلي برأي قد يكون صائبا أولا إلا انه نابع من قناعة شخصية وأخرى منطقية
    فالنقد لا يجب أن يكون وصيا على العمل الفني وذلك للأسباب التالية
    إن الحكم القاطع يعني الحقيقة والحقيقة في العمل الأدبي والشعري خصوصا ليست بالقطعية ذلك أن المفاهيم متغيرة والفلسفات أكثر تغيرا والتي تبنى عليها الرؤى للنص سواء في إبداعها الأول أو الثاني ( القراءة النقدية )
    لذا فالبديل المطروح هو طرح الأسئلة التي قد تفجر قضايا الوصول لحل إشكالياتها هو عين الحكم القابل للتعديل لذا فالنقد يجب أن يمارس دوره من خلال طرح الرؤى المبنية على إجراءات واضحة تهدف إلى جلاء الجوانب المختلفة للنص لا الحكم القطعي عليه وذلك من خلال منهج موضوعي يقوم على الحيادية والموضوعية وهو إذ يطرح تساؤولا لا يعني بالضرورة الهروب من مواجهة النص بل يتيح للرؤى الأخرى أن تصب فكرها لخدمة الهدف وكما قال ناقدنا الدكتور صلاح فضل فحسبنا المعنى الممكن وهي جملة جد خطيرة في معناها ومغزاها إذ لا معنى كامل للنص
    هذا طرح أول لعلاقة النقد بالنص
    في انتظار آراء الأخوة حتى ننتقل للمحور الثاني
    مودتي
    القدير هشام مصطفى

    سعيدة جدا بهذا الحضور الجميل وأشكرك على شرح فكرة موضوعي وإيضاحها

    كما أتفق معك لأن لا عقل أو منطق يستطيع أن يخالف فكرة القراءة الوحيدة لأي نص مهما كانت هذه القراءة متقنة ومضبوطة منهجيا وأكاديميا ...لأن تحليل النصوص ليس معادلة رياضية وإنما تتبع معان ورموز تختلف باختلاف المرجعيات ومكونات الشخصية والمؤثرات الخارجية ...

    مرة أخرى أشكرك وأرجو أن تعود لإثراء الموضوع بملاحظاتك وآرائك حول باقي محاوره

    تقديري ومودتي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. النقد وفلسفة النقد
    بواسطة د. محمد حسن السمان في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 22-12-2021, 03:29 AM
  2. مقاييس النقد اللغوي .. من "النقد اللغوي في تهذيب اللغة للأزهري" حمدى عبد الفتاح السيد
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى عُلُومٌ وَمَبَاحِثُ لُغَوِيَّةٌ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 09-08-2010, 12:41 PM
  3. أزمة مصرفية أم أزمة النهج الرأسمالي؟
    بواسطة عطية العمري في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-10-2008, 03:27 PM
  4. أزمة مخرج
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 12-02-2006, 01:20 PM
  5. أزمة رجولة !!
    بواسطة قلم رصاص في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 15-12-2004, 02:43 PM