|
هـى الأوطـانُ فــى دَمِـنـا تُعـانـى |
جفـاهـا الصقر ألقـَمـهـا غـُرابـــا |
ستبقى فى عروق الوخْـذ تشكـو |
وتلـعـن مــن يساومهـا تـرابــــــا |
بــــلادى لن يدوم اللـيل فيـــهــا |
وشمس القدس لم تعـرف غيابـا |
ستبقى فى ضمير الحــق جــرحاً |
وسيف الله قد هجـــر الجرابـــــا |
بـــلادى تستـجـيـر بـكـل قــلــب |
فـــلا خـنــع الـفــؤاد ولا أجـابـــا |
ودنــَّسها العـــدو بغــير حـــــق ٍ |
فـلــم يـتــرك مــــآذن أو قـبـابـــا |
جـِنانَ الله كـانــت حـيــن كـنــــا |
رجــالا ً تعتـلـى شُهباً ركـــــــابـا |
ولـمـا هـــان فـيـهـا الــدَّمُّ هُـنــّا |
فـحـالـت فــــى تـفـرقـنـا يـبـابـــا |
فـيــا قـدســـــاه أرضُ الله أنــتِ |
وأنــتِ ، للـنـبـيـيـن احـتـســابـــا |
بـك الإيثار بالأجســــــاد فــرضٌ |
يـــرومُ المـوتَ من ذاق العذابـــا |
ستبقـَى فـى عيـون الدهـر رمـزاً |
لمـن يبـغى من المـجــد الرحابــا |
فـدمُّ شهـيـدهـا لـــلأرض غــوث |
وربِّ الغــيث يخـــتـص الـثــوابا |
لـمـن بــذل النفـيـسَ بـكـل حــب |
وللشهداء قــد عــزم اقـتــرابــــا |
فـبَـذلُ الـنـفـس لا يـعـلـوه بـَــذلٌ |
وصوت الحـق يختـرق الحِــجابـا |
ومن قـرأ المخـطط ما اســترابا |
فبـاب الـقــدس لـلأعــراب بـابــا |
ولا فــــرق بـنـائـــبـة أصــابـت |
فنابـِلـْـسُ الذبيحــة ُ مـثـل طـابـا |
فلا تـَلـُـم الشعوب ان استـــكانت |
وجــرح الـقـدس بالأعـنـاق نـابـا |
ولـُم ْ كــل الذيـن عليـهـا قامــوا |
فخـيـر الجـنـد فيـهـا قــد أجـابــا |
نداء القـدس يـوم الزحـف لبـّـوا |
وأبـلـو فــى مناسـكـهـا الـرقـابـا |
غـثـاء السـيـل أم زبــَـدُ الـبـرايـا |
كذا الأيـــام تـرتــد اضـطـرابــــا |
عروقُ المسلمـيـن بها دمـــــاء |
وفى شحــناء تنـذفـهـا ارتــيابـا |
تعـانـى نـهـش طائـفـة لأخـــرى |
فتـُرضـعُ نـــارَ فتنـتـهـا الـذئـابـا |
هـى فلسطـيـن مــن مــاء ونــار |
وفيـهـا الحـلـم لا يـعـدو سـرابــا |
ويعلـو الظلـم فـوق الحق كَرهـا ً |
ويـأبـى الحـقـد أن يــدع الكـلابـا |
فــلا شــرقٌ يجـفـف دمــع عـيـن |
ولا غـــربٌ سـيـبـدأ الانـسحـابـا |
ســواء كــان أبيـضـهـم زعيـمـا ً |
وإن يـك لـون قـائـدهـم "هـبابا" |
فـلا فــرق فـلـون القـلـب قاتــــمْ |
وكـــل الـخـلـق يعـرفـهـم ذبـابــا |
وشــرقــاً أوسـطـيـا ًيـرسـمــونا |
وينـتـهـبـون عـزتــنــا انـتـهـابــا |
ولفلسطـيـن قــد عانـيـت شـوقـاً |
إلـيـهـا مـحـمـدٌ أســـرى وجـابــا |
وأمَّ الانـبـيـــاءَ بهــــا وصـــــلى |
وكانـوا خيـرَ مـن رام اصطحابـا |
فـيـا قـدسـاهُ قــد عانـيـت قهـــرا ً |
فـعـودى قـــد تـجـرعـتِ الـعـذابـا |
وكـونـى مـثـل مــا كـنــت ربـاطا ً |
فـسـهـم الـحــق للـدنــيـا أصـابــا |
ولاعـجـب إذا طـــال انـتـظــارى |
فأدنـى مــن بــذ ُوغ الفـجـر قـابـا |
سيعـتـرفـون بفلــسطـين وطنـــا ً |
ويحـتـرمـون بـالأقـصـى كتــابــا |
وفـى الـقـرآن وعــد الله حــــــق |
ويجد الســائلـــون بـــه جـــوابــا |
فـــلا تـعـجـلْ فــــإن الـنـصــَرآتٍ |
ووعــــدُ الله للأتـقى مـجـــــابــا |