أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 27

الموضوع: حول طريقة نطق اسم الجلالة

  1. #1
    الصورة الرمزية سعيد بنعياد شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : تطوان (المغرب)
    العمر : 56
    المشاركات : 187
    المواضيع : 15
    الردود : 187
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي حول طريقة نطق اسم الجلالة

    الردّ الحكيم
    على مَن ألزَمَ لامَ الجلالةِ التفخيم

    بسم الله الرحمن الرحيم



    يقول العبد المفتقر إلى رحمة مولاه ، الراجي رحمة ربه ورضاه ، سعيد بنعياد ، لطف الله به ، آمين :

    الحمد لله رب العالمين ،
    والصلاة والسلام على أشرف المرسلين .

    اللهمّ إني أسألك خير الاتِّباع ، وأعوذ بك من شرّ الابتداع .

    أما بعد ؛ فقد اطّلعتُ على مقال للدكتور أحمد صبحي منصور ، منشور في بعض المواقع على شبكة الإنترنت ، يتناول طريقة نطق اسم الجلالة (الله) ، ويُنكِرُ النطق بِلامِهِ مُرقَّقةً في بعض حالات الجرّ والكسر (كذا قال !) ، بحُجّة أنه يشتبه حينئذ بكلمة (اللاّهي) ، من (اللهو) ، تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا .

    ولئن كان واضحا للعيان أن نيّة تنزيه اسم الله تعالى وتقديسه هي الدافع إلى كتابة المقال ؛ إلاّ أنه لا مفرّ من بيان ما يتضمنه هذا الرأي من ثغرات ، خصوصا إذا علمنا أن كثيرا من الناس عدلوا عمّا كانوا عليه من نطق يوافق ما أجمع عليه القرّاء والنحويون ، وأخذوا بهذا الرأي الجديد من غير تفكير ولا رويّة .

    ولستُ من أهل هذا الشأن ، حتى أزعم أن رأيي هو الصواب الذي لا مراء فيه . ولكن ، من حقي أن أدعو إلى التروّي وعدم التسرّع في إصدار الأحكام الجاهزة ، وخصوصا حين يتعلق الأمر بالمسائل الدينية المتّفق عليها .

    وسأبدأ بنقل المقال الأصلي غير تغيير ، ثم أعرض رأيي المتواضع في خَمْسَ عَشْرةَ مسألة متّصلة بالموضوع .

    واللهُ المستعان ، وعليه التكلان .

  2. #2
    الصورة الرمزية سعيد بنعياد شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : تطوان (المغرب)
    العمر : 56
    المشاركات : 187
    المواضيع : 15
    الردود : 187
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    نص المقال الأصلي

    القاموس القرآني – الله


    (1 )

    لفظ الجلالة ( الله ) ليس عربيا لأنه كان منطوقا و معروفا قبل ظهور العرب واللغة العربية، والدليل أنه يحتوى على حرف لا يوجد فى اللغة العربية وهو اللام الثقيلة. ولا يوجد فى اللغة العربية سوى اللام الخفيفة. وهذا هو الفرق بين نطقك ( الله ) باللام الثقيلة و ( الاله ) باللام العربية الخفيفة و التى تفيد نفس المعنى.
    اللغة العربية مشتقة من الآرامية القديمة هى و شقيقتها اللغة العبرية. وبينما تحور لفظ الجلالة ( الله ) فى العبرية ليكون ( لاهويم ) أو نحو ذلك ، فإنه فى العربية أصبح ( الاله ) بالاضافة الى نطقه الأصلى ( الله ). ثم عندما نزل القرآن الكريم ازدهر نطق لفظ الجلالة ( الله ) و خفت استعمال لفظ ( الاله ).والملاحظ ان القرآن الكريم لم يستعمل مطلقا لفظ ( الاله ) دلالة على الله تعالى ، وان استعمل لفظ (اله ) فى إثبات أنه أنه لا اله الا الله ، كقوله تعالى لخاتم النبيين : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) ( محمد 19 ) وسنتوقف بالتفصيل مع لفظ ( اله ) فيما بعد ضمن حلقات القاموس القرآنى.

    (2 )

    علم التجويد المزعوم و القواعد اللغوية التى تم وضعها و اختراعها بعد نزول القرآن الكريم وجهت طعنة للقرآن وحاولت إخضاعه لاجتهادات البشر القاصرة ، وهو موضوع سنعرض له فيما بعد فى هذا الباب ، ولكن نتوقف مع ما فعلوه فى النطق بلفظ الجلالة ( الله ) ومدى الظلم الذى عوّدوا المسلمين عليه عندما ينطقون اسم الله تعالى بما لا يليق ، وهو أقدس و أعظم كلمة منطوقة. ولتسهيل هذه القضية فلنبدا بالتذكير بالقواعد الأساسية فى الاعراب فى اللغة العربية.

    الاعراب فى الأسماء العربية هو تغير آخر حرف فى الكلمة حسب العوامل ، بالرفع ( أى ضمة ) أو بالنصب ( أى فتحة ) أو الجر ( أى كسرة ). تقول : (جاء زيد) ، فتكون الدال الأخيرة من (زيد) مرفوعة بالضم لأنه فاعل . وتقول : (رأيت زيدا ) فتكون ( زيدا ) منصوبة بالفتح لأنه مفعول به . وتقول ( سلمت على زيد ) فيكون ( زيد ) مجرور بالكسرة بحرف الجر (على ).

    والنحويون القدامى جرى عملهم على قاعدة ( الاستقراء ) بمعنى تعميم الحكم اللغوى دون اعتبار لاستثناءات توجد فى كل لغة حية ، مع أن كل لغة ( حية ) تكون بطبيعتها (حية) متحركة متغيرة ، لا يمكن خضوعها لقاعدة محكمة شاملة جامعة. أى لا بد من وجود استثناءات أو محترزات. هذا هو أساس الفجوة بين لغة القرآن و قواعد النحو التى اخترعها علماء العصر العباسى.

    بالنسبة الى لفظ الجلالة ( الله ) فانهم لم يراعوا خصوصيته الدينية ، ولا حتى خصوصيته اللغوية ، باعتبار أنه أقدم من اللغة العربية ، وأن الحرف الأساس فيه وهو (اللام الثقيلة ) لا يوجد أصلا فى اللغة العربية ، وأن هذا الحرف ليس مجرد الحرف المحورى المركزى فى الكلمة بل هو أيضا الحرف المضعف فيها ، أى هو حرفان مدغمان فى كلمة لا تتعدى أربعة أحرف. ونتج ضرر كبير عن ( إخضاعهم ) لفظ الجلالة لاجتهاداتهم . و نستغفر الله العظيم من لجوئنا الى استعمال كلمة ( إخضاع ) لأنها هى التى تعبر بصراحة ودقة عن المراد.

    وللتوضيح فاننا نحتاج لأن يتابعنا القارىء بالنطق لما نقول.

    ليقرأ القارىء بنفسه سورة المجادلة ، وهى السورة الوحيدة التى تحوى كل آية فيها على لفظ الجلالة ( الله ) مرة أو أكثر من مرة ، وسيلاحظ أنه ـ حسبما تعود ـ ينطق لفظ الجلالة باللام الثقيلة الأصلية فى حالة الرفع و النصب و بعض حالات الجر والكسر. ولكن فى حالات أخرى من الجر و الكسر ينطق لفظ الجلالة باللام الخفيفة العربية.

    ولنقرأ معا الآية الأولى من سورة المجادلة، ليرى القارىء بنفسه معنا كيف ينطق لفظ الجلالة :
    (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ، وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) ( المجادلة 1 ):
    (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ ) لفظ الجلاله هنا فاعل مرفوع بالضمة ، ونطقناه باللام الثقيلة نطقا صحيحا.
    إ(وَتَشْتَكِي اِلَى اللَّهِ ) لفظ الجلالة هنا مجرور بالكسرة بسبب حرف الجر ( الى ). ونطقناه باللام الثقيلة نطقا صحيحا.
    (وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ) لفظ الجلالة هنا مرفوع بالضمة لأته مبتدأ. ونطقناه باللام الثقيلة نطقا صحيحا.
    (إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) لفظ الجلالة هنا منصوب بالفتحة لأنه ( إسم إن ّ ). ونطقناه باللام الثقيلة نطقا صحيحا.
    أى أن المفروض أن ننطق لفظ الجلالة فى كل الحالات باللام الثقيلة غير العربية، لأنه النطق الصحيح ، بغض النظر اذا كان مرفوعا بالضمة أو منصوبا بالفتحة أو مجرورا بالكسرة.

    ولكن قبل أن تقرأ سورة المجادلة أو أى سورة من القرآن الكريم عليك أن تنطق البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم ). وهنا تقع المشكلة. ولينطق القارىء بالبسملة فسيجد أنه تعود على نطق لفظ الجلالة فيها باللام العربية الخفيفة. و اذا قرأ الفاتحة ـ وليقرأها القارىء معى ـ فسينطق ( الحمد لله ) بنفس النطق المخالف للفظ الجلالة حيث تكون اللام فيه خفيفة.

    والمشكلة هنا أن أكثر سور القرآن الكريم شيوعا على الألسنة هى الفاتحة التى نقرؤها فى الصلاة وغير الصلاة ، وأكثر آيات القرآن انتشارا على اللسان هى البسملة. وفى كل مرة ننطق فيها بالفاتحة أو بالبسملة فاننا نوجه إهانة لرب العزة جل وعلا بالنطق الخاطىء للفظ الجلالة.

    ( 3 )

    والسؤال الهام : كيف يكون نطق لفظ الجلالة باللام العربية الخفيفة اهانة لله تعالى ؟
    لأنك حين تنطقه فتقول ( اللاهى ) من اللهو, أو فاعل اللهو. أى تصف الله تعالى ـ دون أن تقصد ـ
    بصفة ذميمة لا ترضاها لنفسك. تقول : ( باسم اللاهى ) ( الحمد للاهى ).

    (4 )

    ومن عجائب القرآن الكريم أنه أشار ـ ضمنيا ـ الى ذلك الخطأ المتوقع. فمن شيمة الانسان الضال أن يعصى الله تعالى كما يحلو له ، كما لو أن الله تعالى خلقه و خلق السماوات والأرض لمجرد اللعب و اللهو ، وينسى أن الله تعالى خلق الانسان والموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملا و ليحاسبنا يوم القيامة حيث سيقول لنا (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ) ( المؤمنون 115 ). وعن أولئك الضالين يقول تعالى (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ . لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ ) ( الأنبياء : 16 ـ )أى أن الله تعالى لا يلهو و لا يلعب . ومع ذلك فإننا ننطق اسم الله تعالى الأعظم فى البسملة و الفاتحة و مواضع أخرى من القرآن فنقول ( اللاهى ) من اللهو . لذا وجب التنبيه و التصحيح. والله جل وعلا المستعان.



  3. #3
    الصورة الرمزية سعيد بنعياد شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : تطوان (المغرب)
    العمر : 56
    المشاركات : 187
    المواضيع : 15
    الردود : 187
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    المسألة الأولى


    استعمل كاتب المقال عبارتَي (اللام الثقيلة) و(اللام الخفيفة) .

    وهذا ، وإن كان مُجرّد اصطلاح ، و(لا مُشاحّة في الاصطلاح) كما يقال ، إلاّ أنه اصطلاح غير دقيق ، وعدم الدقّة مظهر من مطاهر التسرّع في إبداء الرأي .
    ذلك أن القارئ قد يتوهم أن المقصود باللام الثقيلة : (اللام المشدَّدة) ، وباللام الخفيفة : (اللام المخفَّفة) ، مثلما يقال مثلا : (نون التوكيد الثقيلة) و(نون التوكيد الخفيفة) .

    فكان الأَوْلى استعمال التعبير القديم المألوف : (اللام المفخّمة) و(اللام المُرقَّقة) .

  4. #4
    الصورة الرمزية سعيد بنعياد شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : تطوان (المغرب)
    العمر : 56
    المشاركات : 187
    المواضيع : 15
    الردود : 187
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    المسألة الثانية

    يقول كاتب المقال : إن لفظ الجلالة في (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ) فاعل مرفوع بالضمة ، وفي (وَتَشْتَكِي اِلَى اللَّهِ) مجرور بالكسرة بسبب حرف الجر (إلى) ، وفي (وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا) مرفوع بالضمة لأته مبتدأ . وفي (إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) منصوب بالفتحة لأنه اسم (إنّ) .

    فمِن أينَ عَلِمَ الكاتب أن اسم الجلالة مرفوع في الموضعين الأول والثالث ، ومجرور في الموضع الثاني ، ومنصوب في الموضع الرابع ؟!

    ألم يُصدِِّرْ كلامه بالقول : (الإعراب في الأسماء العربية هو تغيُّر آخر حرف في الكلمة حسب العوامل) ؟

    لقد جعل أمر الإعراب مقصورا على الأسماء العربية . فكيف يتحدّث عن إعراب اسم الجلالة ، وهو في نظره اسم غير عربي ؟

    ثم إنه اسم مقدّس . فكيف يُخضعه لقواعد النحو التي اخترعها علماء العصر العباسي ، على حد تعبيره ؟

    أليس من التناقض البيّن أن ننتقد أقوال العلماء في مجال معيّن ، ثم نتّبع أقوالهم في مسألة متّصلة بالمجال نفسه ؟!

    قد يقول قائل : إنه اعتمد على ضبط المصحف وتشكيله .

    ولكن مَن ضبط المصحف ؟ لقد ضبطه العلماء الذين نقلوا إلينا طريقة لفظه برواياتهم المتصل سندُها بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) .

    وهؤلاء لا يُعتَدُّ بكلامهم في رأي الكاتب ؛ لأنهم هم أنفسهم الذين نقلوا إلينا طريقة نطق اسم الجلالة .

    فيبقى السؤال مطروحا : على من نعتمد الآن في تحديد حركات إعراب الكلمات القرآنية ، بعد أن طعنّا في علمائنا الأقدمين ؟

  5. #5
    الصورة الرمزية سعيد بنعياد شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : تطوان (المغرب)
    العمر : 56
    المشاركات : 187
    المواضيع : 15
    الردود : 187
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    المسألة الثالثة

    لقد اعتدنا ، حين قراءة البسملة مثلا ، أن نقفز من الميم المكسورة في (بِسْمِ) إلى اللام المشددة في (اللهِ) ، ولا نفصل بينهما بالهمزة .

    فهل يوافقنا كاتب المقال في هذه المسألة ؟

    أنا على يقين من موافقته لنا في هذه المسألة ؛ لأنه أكّد أن ترقيق اللام يؤدي – والعياذ بالله - إلى التباس (بسم الله) بـ (بسم اللاّهي) . ومعلوم أن كلمة (اللاهي) كلمة عربية فصيحة ، وأن همزتها همزة وصل لا تُلفظ إلا عند الابتداء بالكلمة . ولا يقع الالتباس إلا إذا كانت همزة اسم الجلالة أيضا تُعامَل بالطريقة نفسها ، فلا تُلفظ إلا عند الابتداء بالكلمة .

    فما الذي جعل الكاتب لا يتلفظ بالهمزة في اسم الجلالة ؟

    سيقول : لأنها همزة وصل ، لا همزة قطع .

    فنقول له : ها أنت من جديد تُعامل اسم الجلالة معاملة الاسم العربي ، وتتخلى عن فكرة قدسيتة ، وتخضعه لقواعد النحو المخترعة !

  6. #6
    الصورة الرمزية سعيد بنعياد شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : تطوان (المغرب)
    العمر : 56
    المشاركات : 187
    المواضيع : 15
    الردود : 187
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    المسألة الرابعة

    إن اسم الجلالة يكتب هكذا : (اللَّه) .

    فهل ثمّة (ألِفٌ) مرسومة بين (اللام الثانية) و(الهاء) ؟ لا أثر لأي ألف في الرسم .

    ولكننا اعتدنا التلفظ بـ(ألف المدّ) بين (اللام الثانية) و(الهاء) ، حسب ما نقله إلينا علماء اللغة والقراءات .

    فهل يوافقنا كاتب المقال في هذه المسألة ؟

    من المؤكد أنه يوافقنا في هذه المسألة ؛ لأنه يقول : إن ترقيق اللام يؤدي إلى التباس (الله) بـ (اللاّهي) ، ولا يقع الالتباس إلا عند التلفظ بالألف المذكورة .

    فمِن أين علم الكاتب أن اسم الجلالة يُلفظ بألف بين (اللام الثانية) و(الهاء) ؟

    إنه يأخذ مرة أخرى بأقوال العلماء الذين انتقدهم وشن عليهم هجومه !

  7. #7
    الصورة الرمزية سعيد بنعياد شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : تطوان (المغرب)
    العمر : 56
    المشاركات : 187
    المواضيع : 15
    الردود : 187
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    المسألة الخامسة

    من غير المفيد هنا أن نناقش أصل اسم الجلالة ، من حيث كونه عربيا أو غير عربي .

    فأيّاً ما يكُنْ أصلُه ، فإن العرب عاملوه معاملة الأسماء العربية ، من حيث قبوله للرفع والنصب والجرّ ، ومن حيث حذف همزته في الوصل .

    فلا غرابة ، إن رققوا لامه بعد الكسرة ، كما سيأتي بيانه ، تبعا لبعض الأحكام الصوتية العربية ، التي تستثقل الانتقال من الكسرة إلى التفخيم .




  8. #8
    الصورة الرمزية سعيد بنعياد شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : تطوان (المغرب)
    العمر : 56
    المشاركات : 187
    المواضيع : 15
    الردود : 187
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    المسألة السادسة


    حين ننتقد نظرية معيّنة ، في مجال معرفي معيّن ، لا بدّ قبل كل شيء من مراعاة الأمانة العلمية ، عند نقل أقوال أصحابها .

    أما أن ننقل كلامهم على غير حقيقته ، فهذا تصرّف لا يخلو من أحد احتمالين :

    * إما أن يكون غير متعمّد ؛ فنكون قد انتقدنا النظرية المذكورة عن جهل بحقيقتها ، والإنسان بطبعه عدوّ ما يجهل .

    * وإما أن يكون متعمّدا ؛ فنكون قد سلكنا طريقة غير شريفة لإقناع غيرنا بفساد النظرية المذكورة .

    فهل نقل كاتب النصّ بأمانة قول العلماء السابقين ، في مسألة ترقيق لام اسم الجلالة ؟

    بالعكس . فقد قوَّلهم ما لم يقولوا . فأوهم القراء أن مذهبهم متناقض ، وأنهم يفخمون لام اسم الجلالة في حالة الرفع والنصب وبعض حالات الجرّ ، ويرققونها في بعض حالات الجرّ .

    وهذا واضح في قوله :

    (وسيلاحظ أنه ـ حسبما تعود ـ ينطق لفظ الجلالة باللام الثقيلة الأصلية فى حالة الرفع والنصب وبعض حالات الجر والكسر . ولكن فى حالات أخرى من الجر والكسر ينطق لفظ الجلالة باللام الخفيفة العربية) .

    أولا : ليت شِعْري ، ما الفرق هنا بين (الجرّ) و(الكسر) !

    المفروض أن مصطلحات (الرفع) و(النصب) و(الجرّ) و(الجزم) تستعمل عند الحديث عن الكلمات المُعْرَبة ، ومصطلحات (الضم) و(الفتح) و(الكسر) و(السكون) تستعمل عند الحديث عن الكلمات المبنية .

    والأمر هنا يتعلّق بالاسم نفسه ، وهو اسم الجلالة ، فكيف يصح الحديث هنا عن (الجرّ) و(الكسر) في الوقت نفسه ؟! أمن المعقول أن يكون الاسم نفسه (مُعْربا) بالجرّ حينا ، و(مبنيا) على الكسر حينا آخر ؟!

    الصواب إذن : استعمال مصطلح (الجرّ) فقط . ولا مجال هنا لاستعمال مصطلح (الكسر) .

    ثانيا : العلماء لم يربطوا أصلا بين ترقيق اللام وتفخيمها ، وبين حركة الهاء من اسم الجلالة . وإنما قالوا : إنها تفخّم بعد الفتحة والضمة ، وتُرقق بعد الكسرة :

    * فترقيقهم للاّم في (بسم الله) ليس بسبب كسرة الهاء ، بل بسبب كسرة الميم في (بسمِ) .

    * وترقيقهم للاّم في (الحمد لله) ليس بسبب كسرة الهاء ، بل بسبب كسرة لام الجرّ الداخلة على اسم الجلالة .

    * وتفخيمهم للام في (وَتَشْتَكِي إلى اللَّهِ) لا يناقض مذهبهم ؛ فالتفخيم هنا بسبب فتحة اللام في (إلى) ، ولا عبرة بالألف التي بعدها لأنها لا تُلفظ (بسبب التقلاء الساكنين).

    راجعوا أقوال العلماء القدامى جيّدا .

    لم يقل أي واحد منهم : إن نطق اللام تابع لحُكم اسم الجلالة نفسه ، من حيث الرفع والنصب والجرّ . وإنما قالوا :

    * إنها تفخّم إذا سبقتها ضمّة ؛ بصرف النظر عن كون اسم الجلالة نفسه مرفوعا نحو : (وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ) ، أو منصوبا نحو : (إِنِّي أَخَافُ اللهَ) ، أو مجرورا نحو : (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ) .

    * وتُفخّم أيضا إذا سبقتها فتحة ؛ بصرف النظر عن كون اسم الجلالة نفسه مرفوعا نحو : (قًلْ هَُوَ اللهُ أَحَدٌ) ، أو منصوبا نحو : (إِنَّ الله مَعَنَا) ، أو مجرورا نحو : (قَالَ مَعَاذ اللهِ) .

    * وترقق إذا سبقتها كسرة ؛ بصرف النظر عن كون اسم الجلالة نفسه مرفوعا نحو : (قُلِ اللهُ يُحْيِيكُمْ) ، أو منصوبا نحو : (وَاسْتَغْفِرِ اللهَ) ، أو مجرورا نحو : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمّنِ الرَّحِيمِ) .

    إذن ، حركة (الهاء) لا صلة لها بالمسألة إطلاقا . فلماذا الإصرار على إقحامها في الموضوع ؟!

  9. #9
    الصورة الرمزية سعيد بنعياد شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : تطوان (المغرب)
    العمر : 56
    المشاركات : 187
    المواضيع : 15
    الردود : 187
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    المسألة السابعة

    يرى الكاتب أن النحويين القدامى كانوا يلجؤون إلى تعميم الحكم اللغوي دون اعتبار لاستثناءات توجد في كل لغة حية .

    ولكنه لجأ إلى الأسلوب نفسه ، وفي نطاق ضيّق جدّا !

    فلقد انطلق من أربع آيات تُفخّم فيها اللام ، ليعمّم الحكم ، ويُبطل حالة الترقيق !

    أليس هذا بالضبط هو الأسلوب الذي انتقده ؟!

    أليس من حقّ أي شخص آخر أن يستعمل الأسلوب نفسه ، فينطلق من آيات قرآنية أخرى ترقّق فيها اللام ، مثل قوله تعالى : (قُلِ اللهُ يُحْيِيكُمْ) (وَاسْتّغْفِرِ اللهَ) (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمّنِ الرَّحِيمِ) ، ويقول : (انظروا . إن اللاّم ترقّق دائما ، بصرف النظر عن كون اسم الجلالة مرفوعا أو منصوبا أو مجرورا) ، ثم يعمّم الحكم ، ويبطل حالة التفخيم ؟!

  10. #10
    الصورة الرمزية سعيد بنعياد شاعر
    تاريخ التسجيل : Aug 2008
    الدولة : تطوان (المغرب)
    العمر : 56
    المشاركات : 187
    المواضيع : 15
    الردود : 187
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    المسألة الثامنة

    ليس صحيحا أن النحويين القدامى كانوا يلجؤون إلى (تعميم الحكم اللغوي دون اعتبار لاستثناءات توجد في كل لغة حية) . فكثيرة هي الاستثناءات التي تزخر بها كتب النحو العربي . ومنها استثناءات تتعلق باسم الجلالة نفسه .

    ولنقتصر هنا على أربعة أمثلة :

    1- القاعدة الأولى : ينادى الاسم المقترن بـ(أل) بإحدى طريقتين : إما باستعمال (أيُّ) ، نحو : (أيّها الرجل) (أيتها المرأة) ، وإما باستعمال اسم الإشارة ، نحو : (يا هذا الرجل) (يا هذه المرأة) .

    استثناء : يُنادى اسم الجلالة بطريقتين مخصوصتين : (اللهمَّ) أو (يا ألله) .

    2- القاعدة الثانية : لا يجوز تحويل همزة الوصل إلى همزة قطع ، في غير الضرورة الشعرية .

    اسنثناء : يجب تحويل همزة الوصل إلى همزة قطع ، عند نداء اسم الجلالة بـ(يا) ؛ فيقال : (يا ألله) .

    3- القاعدة الثالثة : في الكلمات المعربة ، تتغير حركة الحرف الأخير فقط ؛ نحو : (جاء رَجُلٌ) (رأيتُ رَجُلاً) (مررتُ برَجُلٍ) .

    استثناء : في كلمة (امرئ) ، تتغير حركة الحرفين الأخيرين معا : الراء والهمزة ؛ فيقال : (جاء امرُؤٌٌ) (رأيتُ امرَأً) (مررتُ بامرِئٍ) .

    4- القاعدة الرابعة : يُصاغ اسم التفضيل من الثلاثي على وزن (أَفْعََل) ؛ نحو : (هذا أكْبَرُ مِن ذاك) ، و(هذا أعْظَمُ من ذاك) ، و(هذا أجْمَلُ من ذاك) .

    استثناء : لا يقال في الأفصح : (هذا أَخْيَرُ مِن ذاك) و(هذا أَشَرُّ من ذاك) ؛ بل يقال : (هذا خَيْرٌ من ذاك) ، و(هذا شَرٌّ من ذاك) .

    بل لولا كثرة الاستثناءات والتشعُّبات والتفريعات ، ما عزف كثير من أبناء عصرنا عن تعلُّم القواعد اللغوية !

    فهل يقال بعد هذا : إن العلماء عمموا القواعد ، ولم يراعوا خصوصيات كل كلمة ؟!

    ثم ما علاقة هذا كله بموضوع لام اسم الجلالة ؟ أليس كاتب المقال هو الذي عمم حكم التفخيم ، انطلاقا من أربع آيات كريمة من سورة المجادلة ؟!

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. نطق المغيب مبشراً
    بواسطة ماجد اسماعيل صافي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 28-12-2010, 02:53 AM
  2. *** واخيرا نطق القلم..................... فأنطق الحجر ***
    بواسطة ريما حاج يحيى في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 26-01-2009, 01:10 PM
  3. نطق الجمال
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى دِيوَانُ الشِّعْرِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-04-2004, 02:30 AM
  4. نطق الأنين
    بواسطة بن عمر غاني في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-03-2003, 10:27 PM