تفاصيل
شكل الغياب- ثوب الحداد-عطر التراب- لون السواد-
أرض الخراب- أم البلاد- قانون غاب- نهر الرماد
دعني لأشطب مقلتي من المدى
كي لا أرى شيئا
ولا أهدي نشيدي للسراب
ضاقت بي الأرض العريضة
منتهاها قد وصلت
و لم أجد شيئا
أ أغواني حنيني في الغياب
لما أعود إلى دمي
ألقى غريبا لست أعرفه
و أرضا ليس تعرفني
كأني قد أضعت ملامحي
ما عاد وجهي يحمل الوجع القديم
شطبت ذاكرتي
و أعلنت انتمائي للتراب
سقتك مدينتي وحي الصبا
لكأنه مطر
هي التاريخ في سوق النخاسة
كلهم حضروا
بطاقات و أرقام و لا أسماء
فرأس المال ألغى منطق الأشياء
و هاهم كلهم نظروا
إلى بغداد عارية
لتؤخذ قربها صور
فيا بغداد يا أم البغايا
كيف تغتفر
جرائمهم
وهل يكفيك طهر الحب إذ عهروا
و ماء الورد يا بغداد يشبه دمعة الذكرى
أراق عيونها جرح
فسال الدمع و الكحل
و غاض المحجر الضحل
يخالط دمعنا ملح
و يزهر في دمي بوح
لذكرى عابر بغداد حتى مات من هم
ومن غم
ومن لحن
ومن سم
ومن أبناء
من أم
من التاريخ
من بغي العروبة
من بني قومي
كيف تسموا بي تواريخ المدينة
حين تقتات القبائل من دمايا
حين تصرخ أنت كاذب , أنت سارق , أنت واش
أنت سوس ظل ينخر في الحواشي
حينما تمضي قوافل ليس يوقفها ندايا
حين يضحكها أسايا
لم نعد ندري لأي سلالة نسبت عروبتنا
وهل حقا لنا فضل النسب
من أمنا؟؟
كل النساء حملننا
لكننا من دون أب
و تقول لي شرف العروبة؟؟
من سواها هده السمراء
يقترف الخطايا
إذ تتاجر بالشرف
هي محض زانية
وكل خليفة مرت أصابعه بها
قد بات يسكنه الأسف
هل بعدُ إن صرحت أني لا أبالي بالعرب
فجرت بركان الغضب؟؟
أعبرت بعض أزقة متداخلة
ونسفت سور مدينتي
بحثا عن الإسم المخبئ داخلي لتقاتله
بحثا عن القلب المعبئ طلقة كقرنفله
و أقمت عاصمة من الرمل المبلل و الزبد
كي لا تشرد بعد غد
يا لص نرجسة و يا غدر الزمن
سور المدينة كان عاصمة لنا
كان الوطن
دمرته و الإسم لم تعثر عليه
فما تراه بمقلتيه
ظل انكسار السنبله
عصفت بها عبثا يداك
و قد بترت يدي
منتقما بحقدك من يديه
يا من نسجت له كفن
الإسم مختبئ هناك
و ليس يهرب من سواك
و أنت تحفر هاهنا
و الإسم أصبح موهنا
لا أنت صائده و لن
يصطاده أبدا أحد
حتى و لو نبش البلد
عطر الأماني , وردة الذكرى , و أحجية الكلام
بغداد تكبر داخلي , تمتد سربا من يمام
بغداد وجهتنا القديمة نحو أروقة الرخام
بغداد معرضنا الموالي , كي نتاجر بالسلام
بغداد متن قصيدة , كتبت لنا , حتى ننام
بغداد أخطأ من يظن بأنها صوت المآذن
أو بقايا حائط هرئ فقط
أشلاء نخل شامخ
من طول وقفته سقط
بغداد من شفق ومن غسق
و من ورق و من أرق
و من ألق و من فلق
و من قلق و من علق
و من عرق و من غرق
ومن كل الجهات
فهي اليمين...هي اليسار...هي الوسط
و هي التعدد و التوحد ,
والشتاء الموسمي
وجع التراب الآدمي
و قصيدة كتبت لرش الأقحوانة من دمي
و هي النشيد يقام عرسا للصبايا في فمي
زغرودة للبحر ماتت عند قارعة الشفاه
فلتنتقم لي...
في حماك مدينتي...
و القلب تاه.