فلسفة الحب في عيد الحب
فلسفة في الحب
في عيد الحب
طاشت التهاني بين الناس وكثر اللغط عند العامة والسوقة بتقديس يوم يسمونه عيد الحب . ولعل الكثير ضاع في الزيف والأوهام وكأن الحب يحتاج لعيد حتى يذكرنا بأنفسنا أو بغيرنا فهيا بنا إلى تفسير الحب أصلاً وفرعاً
أولاً :الحب في اللغة هو الميل والود
ثانياً:المحبة مبنية على النسبة لأن الإنسان لا يستطيع أن يميل لشيء لا يوافق هواه وتربيته فكيف يحمل المثقف وداداً لصاحب الجهل المركب فيستأنس به ويميل إليه بل إنه يألف أبناء جنسه وطبعه والوجود هو أكبر دليل على ذلك
فهل رأيت حماراً يميل بطبعه إلى حب الشهرة والمال أم هل سمعت عن رجل يأكل قشور الطعام ،وشر البلية ما يضحك
فالحب هو تحلل شخصيتين في واحدة وليس انحلالاً
وروح لا تدنسها شهوات الجسم الحيوانية
والحب سمو في السماء فلا عبرة بأجسام تمشي على الأرض ولو كانت تجر خلفها تاء تأنيث أو تعتلي على كسرة
ولعمري ما هو الإ نسبة تجمع المحب بمن يهواه فالعالم يحب العالم والسكير يحب السكير
وليس الحب هدايا تلف عليها شرائط وأغلفة كما تلف الظلمات قلب المنافق ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها
ولم يأت على الحب يوم يباع فيه ويشترى أو يرتفع فيه الاقتصاد من خلال تخصيص يوم لبيع الزهور الحمراء
وليس هو بزينة وأدوات تعريف وتنكير لتعرف منها ما تنكر عليها ولو كان كذلك لكانت الدول المصدرة للألبسة والعطور وأدوات الزينة هي من أكبر دول التسامح والحب الفاضل ولما رأينا في دول الغرب نسبة الزواج في نقص إلى اضمحلال
وهو والله فؤاد يحوي فؤاداً وليس عين تشخص جسماً على الطرقات ولعل ذلك يتجلى بوضوح من خلال تسليط الضوء على حديث النبي صلى الله عليه وسلم {ربوا أولادكم على ثلاث خصال حب نبيكم وحب آل بيته وتلاوة القران}
ولنقف مع هذا الحديث قليلاً :
هل سمعتم من المحاضرين النفسيين أن التربية بالحب هي الدرجة الأولى في التربية ؟ بل هي التربية كلها لا والله لم يحدث ذلك وإن كان قد كان، فليس كما نص الحديث لأن الحديث أن نربي بالحب والحب نسبة وإن كنت لا تملكها فلن تستطيع أن تربي عليها لأن فاقد الشيء لا يعطيه لأنك إن أردت أن تربي أولادك على الحب فلابد أن تحمل شيئاً من هذا الحب فيتعلمون منك بحالك قبل قولك وفعلك ،فالحب لا يتبادل ومن قال علينا أن نتبادل الحب فقد خانته ألفاظه لأنه نسبة والنسبة تؤلف بالطبع وتزداد بالطاعة فيا لله ما أحلا الطبع والطاعة
وإذا كانت التربية بالحب فأي صياد خائن يستطيع أن يستلهب قلب فتاة تربت على الحب السامي والصادق فهي تسمو دائماً وهو يضيع نفسه بالغربية الكاذبة وإذا كانت التربية هي المنطلق الأول في الحياة فأي جيل هذا الذي يحمل الحب الذي أخذه من أمه وأبيه بالنظرات قبل طعامه وشرابه فإذا تعود على النزاهة فلا يحب الإ النزاهة
إن في الحديث بعض التلميح ولكنه يحوي كل التصريح
وكذلك يرسل الله الحب في النسبة فإذا وعاها الإنسان عاش بالمحبة والسعادة
وأما من حوى كلمات فقط فهي بضاعة مزجاة بحاجة إلى من يتصدق عليه لأجلها
والحب يزين المحب الصادق يحب من خلال نسبته التي آتت أكلها ضعفين
إذ ليس الحب مكاناً يأتيه الناس فيتبادلون أحاديثهم فيه
بل إنه مملكة عظيمة لا والله بل هو عالم آخر لا يوصف
فلنرق بأنفسنا ونخرج من ظلمات الجهل والشهوة إلى نور الحب والمعرفة
هذه وظيفتكم يا أصحاب الأقلام يا منابر النور المتحركة {بلغوا عني ولو آية }
ومن صحت نسبته صحت محبته
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن العطية
