التنوين علامة من علامات الاسم، وهو أنواع أستعرضها من الكتب الآتية مرقما ترقيما موحدا.
أ- من "جامع الدروس العربية" للشيخ مصطفى الغلاييني
التَّنوين نونٌ ساكنة زائدة، تَلحقُ أواخرَ الأسماء لفظًا، وتفارقُها خطًا ووَقعًا، وهو ثلاثة أقسام:
1- تنوينُ التمكين
وهو اللاحق للأسماء المُعرَبة المنصرفة كرجُلٍ وكتابٍ؛ لذلك يُسمَّى "تنوينَ الصرف" أيضًا.
2- تنوينُ التَّنكير
وهو ما يلحقُ بعضَ الأسماء المبنيَّة كاسم الفعل والعَلَم المختومِ به "وَيْه" فَرْقًا بين المعرفة منهما والنكرة؛ فما نُوِّنَ كان نكرةً، وما لم ينوَّن كان معرفة. مثلُ "صَه وصَهٍ ومَه ومَهٍ وإيه وإيهٍ"، ومثلُ "مررتُ بسيبويه وسيبويهٍ آخرَ"، أي رجلٍ آخرَ مُسمَّى بهذا الاسم.(فالأول معرفة والآخر نكرة لتنوينه. وإذا قلت: "صه" فإنما تطلب إلى مخاطبك أن يسكت عن حديثه الذي هو فيه، وإذا قلت له: "مه" فأنت تطلب إليه أن يكف عما هو فيه، وإذا قلت له: "إيه"- فأنت تطلب منه الاستزادة من حديثه الذي يحدثك إياه. أما إن قلت له: "صه ومه وإيه" بالتنوين- فإنما تطلب منه السكون عن كل حديث والكف عن كل شيء، والاستزادة من حديث أي حديث).
3- تنوين العِوض
وهو إما أن يكون عِوَضًا من مُفرد، وهو ما يَلحقُ "كلًّا وبعضًا وأيًّا "عوضًا مما تَضاف إليه، نحوُ "كلُّ يموت" أي كلُّ إنسان. ومنه قولُهُ تعالى: {وكُلا وعدَ اللهُ الحُسنى}، وقوله: {تِلكَ الرُّسُلُ فَضَّلنا بعضَهم على بعضٍ}، وقوله: {أيًا ما تدْعُوا فله الأسماء الحُسنى}.
وإمَّا أن يكون عِوَضًا من جملة وهو ما يَلحقُ "إذْ" عوضًا من جملةٍ تكون بعدها، كقوله تعالى: {فَلَوْلا إِذْ بلغت الروحُ الحُلقوم، وأنتم حينئذٍ تَنظرُون} أي حينَ إذْ بلغت الروحُ الحلقوم.
وإمّا أن يكون عِوضًا من حرف، وهو ما يَلحقُ الأسماء المنقوصة الممنوعَة من الصَّرف في حالتي الرفع والجرّ عِوَضًا من آخرها المحذوف كجَوارٍ وغَواشٍ وعَوادٍ وأعَيمٍ (تصغير أعمى) وراجٍ (علم امرأة) ونحوها من كل منقوص ممنوع من الصرف. فتنوينُها ليس تنوينَ صَرفٍ كتنوين الأسماء المنصرفة؛ لأنها ممنوعة منه، وإنما هو عِوضٌ من الياء المحذوفة. والأصل "جَواري وَغواشي وعَوادي وأَعيمي وراجِي".
أما في حال النصب فتُرد الياء وتُنصب بلا تنوينٍ، نحو "دفعتُ عنك عواديَ. أكرمتُ أَعيميَ فقيرًا. علَّمت الفتاةَ راجِيَ".
ب- معجم القواعد العربية للشيخ الدقر
4- تَنْوين المُقابلة
وهو اللاَّحقُ لما جُمِعَ بألفٍ وتاءٍ نحو "عَالِمَاتٍ"، جَعَلُوه في مُقابَلَة النَّون في جمعِ المُذكَّر السالم.
ج- أوضح المسالك لابن هشام
5- تنوين الترنم
وزاد جماعةٌ تنوينَ التَّرَنُّمِ وهو اللاحِقُ للقوافي الُمطْلَقَة أي : التي آخرها حرف مد كقوله:
أقِلِّى اللَّوْمَ عَاذِلَ وَالعِتَابَنْ ... وَقُوِلى إن أَصَبْتِ لَقَدْ أصَابَنْ الأصل (العتابا) و(أصابا) فجيء بالتنوين بدلا من الألف لترك الترنم.
6- التنوين الغالي
وزاد بعضهم التنوين الغالي وهو اللاحِقُ للقَوَافِي المُقَيَّدَةِ زيادةً على الْوَزْنِ ومن ثَمَّ سمي غالياً كقوله:
قَالَتْ بَنَاتُ الْعَمِّ يَا سَلمْى وَإنْنْ ... كَانَ فَقَيِراً مُعْدِماً قَالَتْ وإنْنْ
والحقُّ أنهما نونان زِيدَتاَ في الوقف كما زيدت نون (ضَيْفَنٍ) في الوصل والوقف، وليسا من أنواع التنوين في شئ؛ لثبوتهما مع (أل) وفي الفعل وفي الحرف وفي الخط والوقف، ولحذفهما فى الوَصْلِ.
وعلى هذا فلا يَردَانِ عَلَى مَنْ أَطْلَقَ أن الاسم يُعْرَف بالتنوين إلا من جهة أنه يُسَمَّيهَما تَنْوِيَنْيِن، أما باعتبار ما في نفس الأمر فلا.