أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: مبادئ ثابتة

  1. #1
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي مبادئ ثابتة

    ثمّة لحظات تشعر فيها بالضجر من كلّ شيء، وفي هذه الليلة تحديداً شعرت به بقوّة ، وأحسست أنّ هذه الليلة أطول من غيرها ؛ أطول من غيرها بكثير ،لا أستطيع التنفس ، أشعرُ بصدري يغلي، والعرقُ بتصبّب مني، أشعر بأنّي أكاد أنْ أنفجر، أريدُ أن أمشي فقط، إلى أين لا أعرف ؛ فقط أشعرُ بأنّي بحاجة إلى الهواء، هذه الغرفة لم يعد فيها هواء وكأنّها سجن في مغارة منفيّة في جوف الصحراء.

    خرجتُ إلى الشارع وبدأت أمشي على غير هدى، ، لا أحد في مثل هذا الوقت مستيقظ، كلّ النّاس نيام، والهدوء يسود الشوارع تمامًا، لا يعكّر صفوه إلّا مرور سيارة ما بسرعة الضوء بين كلّ حين وآخر، فيما بعض الحيوانات الضالة تبحث هنا وهناك في الحاويات عن بقايا طعام تسدّ به رمقها، نعم رمقها، فالحيوان يأكل ليسدّ رمقه فقط، على عكس معظم أناس هذا الزمن، الذين يأكلون ليسدّوا جشعهم ، وليتهم يسدّوه ويشبعوا.

    لا أدري ما الذي جعلني أعقد هذه المقارنة بين الحيوان والإنسان وأنا الذي يريد أنْ يهرب من كلّ شيء، فقرّرت أنْ أمشي ، فمشيتُ طويلَا محاولًا أنْ أنسى هموم هذه الحياة، واتجهت نحو الكورنيش ، فرأيت الموج يتطاير من بعيد في الهواء كأنّه يناديني؛ فأسرعت الخطى نحوه ملبيًا النداء، فإذا بي أرى صديقَا عزيزَا على قلبي، كان يجلس على صخرة يراقب هذا البحر الذي أحبّه كثيرا ، شعرت بسعادة غامرة حين رأيته، فالصديق عملة نادرة في هذه الأيام، بل هو مخطوطة فريدة من نوعها ؛ لم يعد أحد يلتزم في نسج حروفها الأنيقة بمعانيها الرائعة.

    ألقيتُ عليه التحيّة، فردّ عليَّ مبتسما ، نظرت في وجهه فلمحت فيه حزنًا مقيمًا، ورغم ذلك حاول جهده أنْ يرسم عليه ابتسامته التي أعرفها ، فأنا أعرفه جيدًا ، فهو لا يحبّ أنْ يراه أحدا في لحظات ضعفه، يحاول أنْ يكابر على جرحه، وأنْ يشعرُ كل من هم حوله بأنّه قوي متماسك ويملك إرادة فولاذيّة، وأنّه لا يعرف اليأس، وكثيرًا ما كان يمازحنا ويقول " من هو اليأس ، أنا لم ألتقِ في حياتي بمصطلح يحمل مثل هذا الاسم ، " ثم يبتسم ؛ فنبتسم جميعًا، ويزداد تمسّكنا بالأمل، ونتفاءل بأنّ الصباح قادم لا محالة وهذا الظلام لن يطول بقاؤه.

    عندما رأيته في هذه الحالة نسيت همومي، ورأيت أنّ عليّ أنْ أحاول قدر الإمكان أنْ أخفّف عنه، لماذا وجد الصديق إذن خصوصًا في الغربة التي تأكل أجمل أيامنا ؟ هكذا صدح صوت في أعماق باطني، لكنِ احترت في أمري من أين أبدأ، فقد نظرتُ في عينيه فوجدتُ فيهما حزنًا غامقًا لونه، تسلّطَ بقسوة على ملامح وجهه، وكأنّه رسم عليه خيوطًا بأداة حادة، تمعنّت فيه قليلاً فوجدته يحمل قلمًا بيده فظننت أنّه يكتب شيئًا ما، غير أنّه لم يكن يحمل أيّ شيء في يده غير قلمه، يقلّبه بين أصابعه في حركات سريعة، وكأنّ القلم يمارس رياضة الجمباز بين أصابعه، أو ربما كأنّه يحاول إعادة الدورة الدموية في شرايين يده، أو ربما هي حالة عصبيّة أتته فجأة، فأراد أنْ يعبر عن غضبه بهذه الطريقة، وكم تمنّيت في هذه اللحظات لو كنت أعرفُ شيئًا عن علم النفس ؛ فلربما استطعت أنْ أفهم شيئًا من حركاته كي أساعده .

    ثمّ قرّرت أنْ أحاول فسألته :

    - ماذا تفعل في هذا الوقت المتأخر ؟

    - أشعر ببعض الضيق، وأحتاج إلى هواءً نظيفًا. وأنت ما الذي أخرجك في مثل هذا الوقت؛ لعلّه الهوى ؟

    قالها ثمَ ابتسم وأشاح بوجهه صوب البحر بسرعة، وكأنّه يحاول أنّ يخفي معالمه عنّي لكي لا أرى ما لم أره فيه من قبل، وللحظة شعرت بأنّه لا يريد أنْ يتكلم مع أحد، حتّى ابتسامته لم تكن تلك التي كنت أعرفها، كانت غريبة عنّي، كان وجهه كله غريبًا في هذه اللحظات الأليمة .

    رغم ذلك أردت أحدثه، ورغم شعوري بأنّه يريد أنّ يكون لوحده إلا أنّي لم أستطع أنّ أتركه لوحده وهو في هذه الحالة، فربما حديثي يخفّف عنه بعضا من همومه ، فقلت له :

    ـ وأنا أيضًا شعرت أنّي بحاجة إلى هواءً نظيفا، وكما ترى الجو لطيفًا، وها هو القمر الليلة يبدو في كامل أناقته ، أليس جميلاً ؟

    قلتُ ذلك ثم ساد صمتٌ رهيب ، لم يردّ عليّ وكأنّه لم يسمعني، أو ربما حديثي عن القمر جعله يتذكّر أشياء عن ماضيه الجميل، فأنا أعلم كم يحبّ القمر، وماذا يعني له القمر، ثمّ اجتاحني شعور بأنّي ربما أخطأت، لكن ماذا سأقول ؟ وما هو الموضوع الذي سأفتحه معه حتى أنسيه بعضَ همّه ؟ هل أسأله عن قضيّته في المحكمة والتي رفعها ضد الذين اختلسوا أمواله، تردّدت قليلًا فقلت كلّا ليس هذا برأي ؛ فهذا سيفتح الجروح مرة أخرى، وأنا أريد أنْ أنسيه جروحه لا أنْ أفجّرها. لماذا لا أسأله عن أهله وحالهم ؟ يا إلهي ما هذا الجنون ؟ فهذه أيضًا كلّا وألف كلّا فهي أعظم من الأولى، وقد ينفجر الشوق فيه فلا يحتمله خصوصًا في ظل وجود هذا القمر، لماذا لا أسأله هل وجدَ عملاً ما ؟ فأنا لم أره منذ أسبوع ولا أعرف عن أخباره شيئًا منذ ذلك الوقت ، لكن لا ؛ فحاله لا يدلّ على أنّه وجدَ عملاً ، إذن كيف سأفتح معه نقاشًا ؟وأثناء التفكير كنتُ أنظرُ إليه فلاحظتُ أنّه يلبس حذاءً جديدًا فقلت له :

    ــ مبارك عليك هذا الحذاء الجديد، هل تصدّق هذا هو اللون الذي أفضّله.

    ــ بارك الله فيك ، كنتُ مضطرًا لشرائه ، فبالأمس كنتُ أصلّي صلاة المغرب في المسجد ، فسرقَ حذائي ، واشتريت هذا .

    أذهلتني المفاجأة، رغم كل الظروف السيئة التي يمر بها فإذا به ينفقُ مالاً هو أحوج ما يكون إليه، ويسرق حذاؤه، فقلتُ غاضبًا :

    ـ أولاد الحرام لم يجدوا غيرك ليسرقوه ؟

    ـ وإذا لم يكن حذائي فربما يكون حذاء غيري، وشرّ البليّة ما يضحك ؛ ماذا لو سرق حذاءُ غيري وكان محتاجًا ، هل أتمنّى الشر لغيري وقد وقع بي ؟

    أزعجني أسلوبه في الرد، فقلت :

    ـ لكن الذين سرقوك هم أولاد حرام ولا شك في ذلك، كم أتمنّى لو أقبض عليهم وأشنقهم أمام كلّ النّاس .

    ـ وماذا لو كان محتاجًا لهذا الحذاء، أنا شخصيًا أسامحه إذا كان قد سرقه ليلبسه .

    ـ وإذا كان قد سرقه ليبيعه ماذا كنت ستقول؛ يا رجل هذا سرق من المسجد ؟

    قلت له ذلك وبلغة فيها بعض التهكم، فأسلوبه في الحياة لم يكن يعجبني، والتسامح المفرط في الحقوق يشجّع على السرقة ويزيد من ظلم الظالمين وفسادهم وتجبّرهم، وهذا ما أدّى به إلى هذا الحال. فردّ عليّ قائلا:

    ـ عندها يكون قد سرق نفسه، وسأستردّها يومًا ما أضعافا مضاعفة، ثمّ إنّ الدنيا كلّها تسرق يوميًا أمام أعيننا ؛ أوطانًا وثروات وشعوبًا، وحتّى الإنسان نفسه أصبح سلعة ويباع كقطع غيار، فهل توقف الأمر على حذائي لكي يعفى من دفع ضريبة هذا الزمان الذي نعيشه؟

    ـ هل تعلم شيئاً ، المسألة ليست مسألة حذاء، وإنّما مسألة مبدأ، وأنا بصراحة أتمنّى عليك أنْ تغير أسلوبك هذا،فواقعة الحذاء وردّة فعلك تجاهها لم تختلف عن كل الوقائع التي مررت بها وسبّبت لك كل هذا الأذى، أحيانًا الشدّة تكون مطلوبة حتّى في صغائر الأمور، ولو لم تتساهل في كثيرٍ من الأمور لتغيّر الحال.أنظر ماذا فعلت مع من سرقوك، ومع من خدعوك ؟

    قلتُ ذلك وقد بدا الغضبُ عليّ وكأنّي أنا صاحب الموضوع، وكأنّي أحاسبه، لكنّني وجدت نفسي مضطرًا لقول ذلك، فأنا صديقه، والصديق ناصح أمين ومؤتمن، ثمّ شعرت للحظات أنّي قد أخطأت وتمنّيت لو لم أفتح معه هذا الموضوع .

    لكنّه نظر إليَّ وكأنّه يعاتبني على كلامي فأردت أنْ أعتذر فإذا به يقول:

    ـ المسألة يا صديقي تختلف ،أنت محقّ في مسألة السرقة من المسجد، ولا خلاف على ذلك، وقد تكون محقًّا فيما يخصّ من سرقوا مني أشياء أخرى، لكن من خدعوني فالأمر مختلف تمامًا، فأنا لا أعلم الغيب، ومن كنت تظنّه صديقًا أو حبيبًا ثمّ تبيّن لك عكس ذلك فهذا ليس ذنبك، فالنّاس معادن، والتعلّم في هذه الحياة ليس مجانًا، وفي النهاية فكلّ إناء بما فيه ينضح.

    ـ ولكنك كنتَ تستطيع على الأقل أنْ تنافق من خدعوك ولو لمرحلة ما، فتبدي عكس ما تظهر كي تمشي أمورك على خير، وتعبر إلى شاطئ الأمان، كثير من النّاس ينافقون ويخدعون كي تمشي أمورهم، فلمَ لم تكن مثلهم؛ مثلهم فقط وليس مع غيرهم، أنا لا أدعوك لتبنّي هذا النهج، ؛ فقط مع أمثالهم.

    قلت ذلك مرغمًا وكان لزامًا عليّ أنْ أكمل الحديث ، فردّ قائلًا :

    ـ نعم ، أنتَ قلت ذلك ، لكن يجب أنْ تنتبه إلى أمرٍ مهم، هل تذكر كيف كنّا نتكلم عن هؤلاء الذين فعلوا مثلما كنتَ تقول لي ، ألا تذكر كيف كان الناس يتكلّمون عنهم، نعم كنت أستطيع، لكن هل كنتُ سأغامر بسمعتي من أجل جاه أو مال لا يغني ولا يسمن من جوع، وأيضًا أين سنذهب من الله ؟ هل سنغيّر الحقائق أمامه أيضًا ، كيف ننهى عن خلق ونأتي بمثله ؟ الكذب هو الكذب، والخداع هو الخداع والحقّ لا يتجزأ، ولا يجوز أنْ تخدع وتكذب لمجرد الشك، تحتاج إلى دليل، وإنّ بعض الظنّ إثم.ولا يعلم الغيب وما في القلوب إلّا الله تعالى؛ وفي النهاية إذا وقع القدر عميَ البصر، ولا ينفع حذر مع قدر يا صديقي .

    قال ذلك ونظر إلى البحر مرّة أخرى وكأنّه يتجاهلني ويريد أنْ ينفض النقاش سريعا، ولاحظت أنّه قد تضايق أكثر من ذي قبل، وبدت أصابعه تضغط بقوّة أكبر على القلم، فيما كانت يده ترتجف بشدّة، وكأنّه يريد أنْ يضرب بها شيئًا ما لينفث عن غضبه، وظننت لوهلة أنّه يريد أنْ يرمي القلم بعيدًا في قلب البحر ، فقلت محاولاً التخفيف من حدّة الموقف :

    ـ أنا لا أقصد ذلك ، بل كلّ ما أقصده هو أنّك كنتَ بحاجة لبعض الوقت لتتدبّر أمورك، ولا بأس من المراوغة من أجل مصلحتك هذا كلّ ما في الأمر.

    ـ نعم ، قد تكون محقًا، لكن ولكي أفعل ذلك ، فهذا يعني أنْ أكذب وأنافق وأجامل، وأضحي بكرامتي وكبريائي، يا رجل والله لو فعلت ذلك لما استطعت أنْ أنظر في المرآة، وأنا أنظرُ إليها الآن خمس مرات في اليوم،أفضّل الموت على أنْ أفعل ذلك.

    ـ على كلّ حال كان هذا رأيي ، وما زلت مصرًّا عليه، كان بإمكانك أنْ تطبخ طبختك في كثير من الأمور التي واجهتك كي تنجو بنفسك، وهذا خير مّما أنت عليه الآن، وإذا بقيت هكذا فلن تنجح أبدًا في صنع أي طبخة في حياتك؛ولسوف تحرقها حتّى قبل أنْ تبدأ بها.

    ـ حتى لو احترق العالم كلّه، فلن أجعلُ الكذب والنفاق والمجاملات الهابطة أسلوبًا للنجاح والنجاة، إلى اللقاء.

    لوّح لي بيده ثّم تركني وذهب مسرعا، وما زال القلم في يده يلاعبه بين أصابعه..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد ذيب سليمان مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 19,255
    المواضيع : 522
    الردود : 19255
    المعدل اليومي : 3.70

    افتراضي

    الأستاذ المفكر راضي
    لاأدري ان كان من حسن أوسوء حظي انني أول من يصافح نصك الحالي
    قرات من خلاله اشياء كثيؤدرة جدا اراك تود ان توصلها الى القراء
    ولا أظنك تريد ان تملأ هذه الصفحة بكلام عادي
    الخروج فب الليل وحيدا اراه انا وسيلة مثالية للخروج من الم أو ضيق
    فالخروج يعني الأنطلاق والإنعتاق من سجن النفس الى ملكوت الله حيث النجوم والبحر أو النهرأو الصحراءأو ...
    تنظر الى كل ذلك بعين المراقب والمحلل لكل شاردة وواردة
    ثم عرجت على نقطة أراها في غاية الأهمية وهي المقارنة البسيطة بين حيوانيسعى لجمع لقمة العيش من أكداس القمامة التي يلقيها " الناس " وبشر لا يلقون بقمامة يمكن لو لم توضع مع القماة لأشبعت الكثيرين من المحتاجين ومع كل هذا لا يشبعون حتى لو امتلكوا رقاب الناس وأمنيتهم أن يعود عصر العبيد
    كذلك جلسة البحر والنظر اليه الى امتداده الى جماله او قوته وجبروته الى مابه وما عليه وما يبعث ذلك في النفس من راحة وما يتسع له ذلك البحر من تأوهات يضيق بها بنو ابشر
    وانتقلت الى التسامح المفرط في الحقوق وكانت لك عنده وقفة بحيث ادرت حوارا بين التسامح المفرط والتصلب في بعض المواقف وأراك من داخلك وقفت على الخياد واكتفيت بعرض الموقفين ثم يا صديقي انا كصاحبك اتساهل في حقوقي بحيث انها فعلا تضيع ولا احاول المطالبة بها . صدقني انني لست نادما ولا استطيع تغيير نفسي
    ثم ما ذكرته من سرقة أوطان وثروات وضعت إصبعك على جرح غائر نازف ..
    وأخيرا ـ حتى لو احترق العالم كلّه، فلن أجعلُ الكذب والنفاق والمجاملات الهابطة أسلوبًا للنجاح والنجاة، إلى اللقاء.
    رجل صاحب مبدأ وسمعة طيبة لا يبيع ذلك بكل مال
    لدي قصة واقعية عن رجل كهذا قد اسردها يوما ما
    شكرا لك واعذرني إذ أطلت

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 46
    المشاركات : 3,845
    المواضيع : 82
    الردود : 3845
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    الأديب / راضي الضميري

    قصة من قلب الواقع ، تحملُ رسالة مهمة ، كُتبت بحس منفعل ، لكنه عبّر عن صورة البطل و حالته النفسية بشكل يتماشى تدريجيا مع الأحداث .
    رسمَ الصورة وفق منظور خاص ، و لاذ بالطبيعة كمثال حي تتراقص أمامه نفسيات البشر ، و تتجسد كصورة ترسخ في الذهن ، و تعتملُ في النفس .

    جميل جدا ما خطته يمناك ، و ما حملتهُ القصة من إشارة على الثبات وفق مبادئ لا تخضع للمساومة ، و لا تتجزء وفق معطيات واقعنا المر .

    لقد أجدتَ التصوير ، و لقد تفاعلتُ كثيرا مع النص ، و ضرّني أن يسرق الحذاء !!

    دمت مبدعا و جميلا ...

    إكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشـام

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ذيب سليمان مشاهدة المشاركة
    الأستاذ المفكر راضي
    لاأدري ان كان من حسن أوسوء حظي انني أول من يصافح نصك الحالي
    قرات من خلاله اشياء كثيؤدرة جدا اراك تود ان توصلها الى القراء
    ولا أظنك تريد ان تملأ هذه الصفحة بكلام عادي
    الخروج فب الليل وحيدا اراه انا وسيلة مثالية للخروج من الم أو ضيق
    فالخروج يعني الأنطلاق والإنعتاق من سجن النفس الى ملكوت الله حيث النجوم والبحر أو النهرأو الصحراءأو ...
    تنظر الى كل ذلك بعين المراقب والمحلل لكل شاردة وواردة
    ثم عرجت على نقطة أراها في غاية الأهمية وهي المقارنة البسيطة بين حيوانيسعى لجمع لقمة العيش من أكداس القمامة التي يلقيها " الناس " وبشر لا يلقون بقمامة يمكن لو لم توضع مع القماة لأشبعت الكثيرين من المحتاجين ومع كل هذا لا يشبعون حتى لو امتلكوا رقاب الناس وأمنيتهم أن يعود عصر العبيد
    كذلك جلسة البحر والنظر اليه الى امتداده الى جماله او قوته وجبروته الى مابه وما عليه وما يبعث ذلك في النفس من راحة وما يتسع له ذلك البحر من تأوهات يضيق بها بنو ابشر
    وانتقلت الى التسامح المفرط في الحقوق وكانت لك عنده وقفة بحيث ادرت حوارا بين التسامح المفرط والتصلب في بعض المواقف وأراك من داخلك وقفت على الخياد واكتفيت بعرض الموقفين ثم يا صديقي انا كصاحبك اتساهل في حقوقي بحيث انها فعلا تضيع ولا احاول المطالبة بها . صدقني انني لست نادما ولا استطيع تغيير نفسي
    ثم ما ذكرته من سرقة أوطان وثروات وضعت إصبعك على جرح غائر نازف ..
    وأخيرا ـ حتى لو احترق العالم كلّه، فلن أجعلُ الكذب والنفاق والمجاملات الهابطة أسلوبًا للنجاح والنجاة، إلى اللقاء.
    رجل صاحب مبدأ وسمعة طيبة لا يبيع ذلك بكل مال
    لدي قصة واقعية عن رجل كهذا قد اسردها يوما ما
    شكرا لك واعذرني إذ أطلت
    أخي الأديب الكبير محمد ذيب سليمان

    تمنيت لو أطلت في الحديث فكلامك كله حكم وراق لي كثيرًا ، فقد دخلت في قلب النص ورأيت فيه ما أردت أن أوصله للقارئ .

    أشكرك من أعماق القلب .

    تقديري واحترامي

  5. #5
    الصورة الرمزية فدوى يومة قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : May 2008
    الدولة : المملكة المغربية ـ طنجة ـ
    العمر : 43
    المشاركات : 883
    المواضيع : 29
    الردود : 883
    المعدل اليومي : 0.15

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    القدير راضي ...
    هكذا هي المبادئ الراسخة في أصحابها لا يتخلون عنها حتى وإن تخلى عنهم الجميع..
    محزنة حياتنا عندما نتبدل فيها ونتلون بحسب الفصول ففي النهاية عندما نبحث عن الاصل فينا يغيب عنا ونغيب عنه..
    هنا "إنّ الدنيا كلّها تسرق يوميًا أمام أعيننا ؛ أوطانًا وثروات وشعوبًا، وحتّى الإنسان نفسه أصبح سلعة ويباع كقطع غيار، فهل توقف الأمر على حذائي لكي يعفى من دفع ضريبة هذا الزمان الذي نعيشه؟"
    صدقت في كل حرف كتبته
    القدير راضي..مند امس وانا احاول الرد وكلما كتبته ضاع مني من جديد عندما دخلت هذا اليوم اول شيء فعلته هو البحث عن قصته ومن جديد كتبت الرد وضاع مني ايضا لست اعرف لماذا هذا العناد في ضياعه قبل ان يلمس السطر..ولانني انسى ما اكتبه عندما أخطئه حاولت ان استجمع ما ضاع مني في مند امس فلم تسعفني الذاكرة ..
    تقبلني على سطورك فقد عشقت حرفك هنا
    امتناني الكبير لك والتحية
    اللهم انفحنى منك بنفحة خير تغننى بها عمن سواك

  6. #6
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام عزاس مشاهدة المشاركة
    الأديب / راضي الضميري

    قصة من قلب الواقع ، تحملُ رسالة مهمة ، كُتبت بحس منفعل ، لكنه عبّر عن صورة البطل و حالته النفسية بشكل يتماشى تدريجيا مع الأحداث .
    رسمَ الصورة وفق منظور خاص ، و لاذ بالطبيعة كمثال حي تتراقص أمامه نفسيات البشر ، و تتجسد كصورة ترسخ في الذهن ، و تعتملُ في النفس .

    جميل جدا ما خطته يمناك ، و ما حملتهُ القصة من إشارة على الثبات وفق مبادئ لا تخضع للمساومة ، و لا تتجزء وفق معطيات واقعنا المر .

    لقد أجدتَ التصوير ، و لقد تفاعلتُ كثيرا مع النص ، و ضرّني أن يسرق الحذاء !!

    دمت مبدعا و جميلا ...

    إكليل من الزهر يغلف قلبك
    هشـام

    تعلم يا هشام ما أريد قوله، لكن هذا هو واقعنا.

    أسعدتني قراءتك ونظرتك الثاقبة يا صديق.

    وأنا مثلك ضرني سرقة الحذاء ، فقد كان ثمنه 60 دولار عدا ونقدا.

    تقديري واحترامي

  7. #7
    الصورة الرمزية حسام محمد حسين شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    الدولة : مصر
    العمر : 42
    المشاركات : 551
    المواضيع : 30
    الردود : 551
    المعدل اليومي : 0.08

    افتراضي

    معاني رائعة قلما وجدت هذه الايام من يثبت علي مبادئه
    لأن الإحتياجات اليومية العصرية اضحت أكثر إلحاحاً

    من أن تجعل الشخص يفكر في الحفاظ علي مبدئٍ ما..

    دمت مبدعاً
    وما من كاتب الا سيفني ويبقي الدهر ما كتبت يداه
    فلا تكتب بخطك غير شئٍ يسرك في القيامة ان تراه

المواضيع المتشابهه

  1. أحاديث نبوية ثابتة - متجدد
    بواسطة نور اسماعيل في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 29-10-2014, 09:48 AM
  2. ذهنيات ثابتة
    بواسطة زليخة ارقاقبة في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 16-04-2013, 07:06 PM
  3. 50سنة ثابتة....!!!!
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-04-2006, 10:47 PM
  4. مبادئ تنمية الشخصية و التنبؤ بسلوك الآخرين
    بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى أَكَادِيمِيةُ الوَاحَةِ للتَنْمِيَةِ البَشَرِيَّةِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 20-02-2006, 12:53 AM
  5. مبادئ في القيادة الناجحة....!!!!
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-09-2004, 04:56 AM