عمدة القاري، ج2- ص8
الرابع : يوسف بن ماهك بن بهزاد بكسر الباء الموحدة . وقيل : بضمها أيضا ، والأول أصح . وبالزاي المعجمة - الفارسي المكي ، نزلها . سمع ابن عمر وابن عمرو وعائشة وغيرها ، وسمع أباه ماهك .
قال يحيى : ثقة . توفي سنة ثلاث عشرة ومائة . روى له الجماعة .
ويوسف فيه ستة أوجه ، وقد ذكرناها . وماهك بفتح الهاء غير منصرف ؛ لأنه اسم أعجمي علم . وفي رواية الأصيلي منصرف ، وقال بعضهم : فكأنه لحظ فيه الوصف ، ولم يبين ماذا الوصف . وقد أخذ هذا من كلام الكرماني ؛ فإنه قال : فإن قلت : العجمة والعلمية فيه عقب - قول الأصيلي : إنه منصرف . قلت : شرط العجمة مفقود ، وهو العلمية في العجمية ؛ لأن ماهك معناه القمير ، فهو إلى الوصف أقرب .
قلت : كل منهما لم يحقق كلامه . والتحقيق فيه أن من يمنعه الصرف يلاحظ فيه العلمية والعجمة ؛ أما العلمية فظاهر ، وأما العجمة فإن ماهك بالفارسية تصغير ماه ، وهو القمر بالعربي . وقاعدتهم أنهم إذا صغروا الاسم أدخلوا في آخره الكاف . وأما من يصرفه فإنه يلاحظ فيه معنى الصفة ؛ لأن التصغير من الصفات ، والصفة لا تجامع العلمية ؛ لأن بينهما تضادا ؛ فحينئذ يبقى الاسم بعلة واحدة ، فلا يمنع من الصرف.
ولو جوز الكسر في الهاء يكون عربيا صرفا فلا يمنع من الصرف أصلا ؛ لأنه حينئذ يكون اسم فاعل من مهكت الشيء أمهكه مهكا إذا بالغت في سحقه ، قاله ابن دريد . وفي العباب : مهكت الشيء إذا ملسته . أو يكون من مهكة الشباب بالضم ، وهو امتلاؤه وارتواؤه ونماؤه . وذكر الصغاني هذه المادة ، ثم قال عقيبها : ويوسف بن ماهك من التابعين الثقات . ويمكن أن يقال : إنه عربي مع كون الهاء مفتوحة بأن يكون علما منقولا من ماهك ، وهو فعل ماض من المماهكة ، وهو الجهد في الجماع من الزوجين . فعلى هذا لا يجوز صرفه أصلا للعلمية ووزن الفعل .
وقال الدارقطني : ماهك اسم أمه ، والأكثر على أنه اسم أبيه ، واسم أمه مسيكة . وعن علي بن المديني أن يوسف بن ماهك ويوسف بن ماهان واحد . قلت : فعلى قول الدارقطني يمنع من الصرف أصلا للعلمية والتأنيث ؛ فافهم !