يا أنتَ ، أيا مَن كنتَ العمر ..
لك عندي ما أحكيهِ
وإن الوقتَ يمُرُّ ومنذُ قرارِكَ أن تقسوَ ،
أن تتركَ قلبي للدهرِ وحيدًا
ونَوَيْتَ فِراقًا أبدِيًّا ..
وأنا أبصِرُ أشياءً تحدثُ
لا بُدَّ وأن أحكِيَها ..
فلتتحَمَّلْ شَكْوَايَ فلا أعلمُ
إلا الحلَّ مَعَك ..
مَثَلاً ..
ألفَيْتُ الأيامَ بوجهٍ أبيضَ
والأبوابَ تَمُدُّ ذراعَيْها وتُلَوِّحُ
بمفاتيحِ نجاحاتي ..
وأجابَ الدَّهْرُ أخيرًا ما قد طال قديمًا
من حَرِّ نداءاتي
أوَتَعْلَمُ ؟
بالأمسِ رأيتُ العضلاتِ المشدودةَ
لوِسادَتِيَ الحَيْرَى
دَقَّقْتُ بعَيْنِي أَسْفَلَها
ألفَيْتُ القَلَقَ المارِدَ
مكتومَ الأنفاسِ أخيرًا ..
أيْضًا ..
ظهَرَتْ بين الجفنِ المتْعَبِ والنومِ
علاقاتٌ مرضِيٌّ عنها ..
أخبِرْني ..
أفلا تَشْعُرُ بالريبةِ في هذا ؟
أوَيَتَّسِعُ الحقدُ بقلبِكَ لاستيعابِ الحاصلِ ؟
لا .. فلتَنْظُر ..
كيف تَرَى إن أخبرتُكَ أعراضًا أخرى..
منذ رحيلِكَ أستَنْشِقُ أحلامًا صافيةً
تُخرِجُ من رئَتَيَّ سمومًا
رَسَّبَها تبغُ علاقَتِنا
لا بأسَ بأن يعترضَ الأيامَ المقبلةَ
سعالُ إفاقَتِها ، لكن ..
أفلا تشعُرُ بالريبةِ في هذا ؟
لا .. فلتَنْظُر ..
كيف إذا أخبرتُكَ أيْضًا أنْ
ما عادت فاكهةُ أحاديثي باهتةَ اللونِ
انتَحَرَتْ كُلُّ جراثيمُ الكذبِ
وعادَتْ في الحال مياهُ الصدقِ
لأصْلِ مجارِيها ..
بل قمتُ على صوتِ عراكٍ
أشعَلَهُ شهدُ الوحدةِ كي يطردَ
ما أفسَدَهُ طعمُ وجودِكَ من خَلْ ..
هل عندكَ حَل ؟
***
صَدِّقْنِي ..
لا طاقةَ عندي كي أستوعبَ
هذا الكَمَّ من الضَّحِكاتِ بوجهِ الدُّنْيا ..
لم أعْلَمْ كم أنَّ الفقدَ لذيذٌ
إلاَّ الآنَ ،
ولا أدْرِي مَنْ سَرَقَ الغُمَّةَ
–خَيَّبَها اللهُ–المنشورةَ
–مُذ كنتُ أعيشُ معاناتي حولكَ والأوجاعَ–
على حبلِ غسيلِ العادةِ ..
والأعجَبُ أنَّ لَدَيَّ شهودُ عيانٍ
قد خرقوا أذنَيَّ من التَّأكيدِ
بأنَّكَ أنت السارقُ ..
لا أُخفيكَ فإنِّي في إحدَى أذنَيَّ
استقبَلْتُ شهادَتِهِم ..
أكرَمْتُ نِداها ..
أحسَنْتُ ضيافَتَها ..
لكنّي حينَ أفَكِّرُ في دَوْرِكَ
أبصُقُها من أذني الأخرى
ثم أفَكِّرُ فيكَ وأكتُمُ
أخبثَ ما يَصْدُرُ من ضَحِكاتي ..
وكما تعلمُ .. أبصرُ أشياءً تحدُثُ
لا بدَّ وأن احكيَها
فلتتحمل شكواي فلا أعلمُ
إلا الحَلَّ معك ..
25/2/2010