أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: عائلة الحاج وديع.

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    العمر : 58
    المشاركات : 14
    المواضيع : 9
    الردود : 14
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي عائلة الحاج وديع.

    هل سمعتم يا أصدقائي بقصة الحاج وديع,إنه بكل بساطة واحداً من أفراد القطيع.
    عاش ويعيش وسيعيش في ربوع الوطن العربي,ينعم بخيره الوفير ويرفل في ترفه الذهبي.
    والمسرحية أيها القارئ الكريم من أربعة فصول وستت مشاهد.
    سأبذل قصارى جهدي لأجعلك تقرأ وكأنك تشاهد.
    الفصل الأول..المشهد الأول.
    أندفع السيد مطيع ثائرا كالثور الهائج إلى باحة الدار,لون الدم يصبغ وجهه وعيناه كجمرتين من نار.
    يزبد ويرعد,ويهدد ويوعد.
    قفز نحو بارودة الصيد وانتزعها من الجدار,مقسما على قتل جاره السارق الغدار.
    فلقد ضبطه متلبسا يسرق البيض من تحت الدجاجات ولم تنفع معه كل وسائل التهديد والاحتجاجات.
    استوقفه اباه الحاج وديع,الذي كان جالسا تحت دالية العنب.
    مستهجنا ثورته العارمة التي لم يجد لها أي سبب.
    فهل يعقل أن يقتل إنسانا كامل من أجل بضعة من البيض.
    ليحل الندم والخراب والدمار في هذا البيت.
    أما هذه البارودة اللعينة فمكانها الصحيح هو قاع الجب.
    فهادم اللذات يقف على زنادها ليخطف لنا من نحب.
    اللهم إنزع وساوس الشيطان من صدورنا.
    اللهم أسترد لنا حقنا من سارق بيضنا.
    اللهم قوض له بيته واحفظ لنا بيتنا.
    اللهم من لنا سواك نشكو اليه همنا.
    الفصل الاول..المشهد الثاني.
    دخل السيد مطيع وهو غاضب إلى باحة الدار,تبدو على وجهه إمارات الغضب الشديد والاستنكار.
    سار مسرعا نحو المطبخ ليحضر السكين,ليقطع بها يد جارهم الذي سرق غلة التين.
    والذي لم تردعه قوانين الحكومة ولا تعاليم الدين.
    استوقفه اباه الحاج وديع,الذي كان جالسا يفصفص الفول,مستغربا غضبه الذي لم يرى له أي سبب معقول.
    اليس من العيب أن تقطع يد الرجل من أجل حفنة من التين,لينتشر الخبر في كل القرية وتصبح سمعتنا في الطين.
    أما هذه السكين المشئومة فمكانها الصحيح هو قاع الجب,فالموت يتربص على نصلها ليخطف لنا من نحب.
    اللهم طهر قلوبنا وثبتنا على ديننا.
    اللهم أسترد لنا حقنا من سارق تيننا.
    اللهم قوض له بيته واحفظ لنا بيتنا.
    اللهم من لنا سواك نشكو اليه همنا.
    الفصل الثاني..المشهد الاول.
    دخل السيد وديع مسرعا إلى باحة الدار,والغضب باديا عليه وفي وجهه بعض الاحمرار.
    وتوجه نحو مستودع الادوات ليحضر الجاروف,فجارهم سارق تين جده قد سرق لهم الخاروف.
    ولم يطمر فيه لا إحسان ولا معروف.
    وسيضربه بالجاروف على رأسه ليكون عبرة للألوف.
    استوقفه اباه الحاج مطيع الذي كان جالسا تحت شجرة الشيح,مستغرباً غضبه الذي لم يجد له أي سبب صريح.
    أيعقل أن يقارن رأس أنسان برأس خاروف,هذا والله من علامات القيامة واقتراب الكسوف.
    أما هذا الجاروف فمكانه الصحيح هو قاع الجب,فقد يستعمله الردى ليجرف لنا من نحب.
    اللهم أمدنا بالقوة ووحد صفوفنا.
    اللهم أسترد لنا حقنا من سارق خاروفنا.
    اللهم قوض له بيته واحفظ لنا بيتنا.
    اللهم من لنا سواك نشكو اليه همنا.
    الفصل الثاني..المشهد الثاني.
    دخل السيد وديع ماشيا إلى باحة الدار,مكفهر الوجه يبدو عليه الذل والانكسار.
    وأخذ يبحث عن عصا جده,ليضرب بها جارهم سارق تين جده.
    فقد تطاول مرة أخرى وسرق لهم البقرة,وزاد على هذا بأن سبه وسب جده وحقره.
    استوقفه أباه الحاج مطيع الذي كان جالسا بين نباتات القيسوم.
    مستغربا من حالته التي لم يجد لها اي سبب مفهوم.
    أيضرب الجار بالعصا من أجل بقرة عجفاء,هذا والله هو عين البلاهة وكل البلاء.
    أما هذه العصا فمكانها الصحيح هو قاع الجب,لأنها تذكرنا بفقدان من كنا نحب.
    اللهم عصمنا على طاعتك واحفظ لنا أسرتنا.
    اللهم أسترد لنا حقنا من سارق بقرتنا.
    اللهم قوض له بيته واحفظ لنا بيتنا.
    اللهم من لنا سواك نشكو اليه همنا.
    الفصل الثالث..المشهد الأول.
    دخل السيد مطيع منحنيا إلى باحة الدار,شاخص العينين يبدو عليه اليأس والأنهيار.
    يسأل عن جده ليستطلع منه الحقيقة,فجارهم سارق بقرة جده قد أستولى على الحديقة.
    مدعياً بأنها ملكه لكنه أضاع الوثيقة.
    ااستوقفه أباه الحاج وديع الذي كان جالسا بين نباتات الحنظل.
    مستغرباً من أصراره على أن يتقصى الحقيقة من جده ويسأل.
    فالوثيقة التي يبحث عنها هي منذ أمد بعيد في قاع الجب.
    وتساؤلاته هذه ستهدد الاستقرار والامن المستتب.
    اللهم نسألك الأمن والأمان وأن تخفي حقيقتنا .
    اللهم أسترد لنا حقنا من سارق حديقنا.
    اللهم قوض له بيته واحفظ لنا بيتنا.
    اللهم من لنا سواك نشكو اليه همنا.
    الفصل الثالث..المشهد الثاني.
    دخل السيد مطيع زاحفا إلى باحة الدار تبدو على هيأته مظاهر الخنوع والضمور والأندثار.
    وصار يلملم حاجياته ويجمع أولاده الصغار,فجارهم سارق بقرة جده طردهم من البيت دون سابق إنذار.
    استوقفه أباه الحاج وديع الذي كان جالسا بين الاشواك,هل ستترك أرضك يابني التي هي مأواك ومثواك.
    يجب أن نتمسك بأرضنا حتى أخر قطرة من دمنا.
    هيا يا أبنائي ويا أحفادي ونقف جميعا وقفة رجل واحد.
    ولن نتنازل لهذا المعتدي _ونحن أحياء_ولا عن شبر واحد.
    هيا لنلقي بأنفسنا جميعا في قاع الجب لنلقي في اعماقه المظلمة من نحب.
    اللهم أغفر لنا وسامحنا وارضى عنا .
    اللهم أسترد لنا حقنا من سارق أرضنا.
    اللهم أسكنه في جهنم وفي الجنا أبني لنا قصرنا.
    اللهم من لنا سواك نشكو اليه همنا.
    الفصل الأخير.
    جلس سارق البقرة والخاروف والبيض والتين في باحة الدار.
    مزهواً بنفسه منتشيا من لذة الأنتصار.
    لكنه لم يرى حوله سوى الخراب والدمار.
    وتحولت حلاوةس النصر في نفسه إلى مرار.
    كيف سيقضي با قي أيامه من دون هذا الجار.
    ورأى أنه لم يعد هناك جدوى من الأنتظار.
    فألقى بنفسه إلى قاع الجب,ليلقى في أعماقه المظلمة من كان يحب
    على الرغم من أن العقل قد سما وأثبت أنه الأرقى
    إلا أن الغريزة ظلت هي الأقوى والأبقى

  2. #2
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي


    صدقت ـ لقد قرأت و كأنني أشاهد ،
    في أول الأمر ذكّرني الحاج وديع بعباس الذي تحدث عنه الشاعر أحمد مطر ،
    لكن ما وجدته هنا أدهى و أمرّ.
    لا شك أن الجب قبرٌ لأشياء كثيرة أخرى لم تذكرها الفصول الأربعة .

    تحية لحرفك أخي الكريم .
    ليتك تراجع ما تكتب قبل الإدراج لتفادي بعض الهنات الموجودة بالنص .

    للتثبيت تقديرا و إعجابا .

    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  3. #3
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    العمر : 58
    المشاركات : 14
    المواضيع : 9
    الردود : 14
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    الشاعرة نادية بوغرارة الفاضلة:
    نعم الملاحظات كثيرة على مقالاتي في هذا الخصوص.
    وأتملص هارباً بقولة(أنا كاتب أفكار ولست كاتب نصوص).
    وإن كنت أبذل ما في وسعي لتلافي هذا المنقوص.
    الشاعرة ناديا:
    الشكر الموفور لشمس هذه الواحة وقمرها.
    التي أمسكت بشهاب مرة صدفة عبر سمائها.
    تحية حلبية كبيرة وباقة ورد أحمر
    لفكر منير وقلم مداده سكر.

المواضيع المتشابهه

  1. عندما يموت الراعي ( من يوميات حمل وديع)
    بواسطة محمد نديم في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 14-02-2022, 07:02 PM
  2. المَقامة العجيبة في عائلة غالي الغريبة
    بواسطة أحمد فؤاد في المنتدى الأَدَبُ السَّاخِرُ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 01-07-2018, 09:30 PM
  3. رابطة الأدب الحديث تُكرم وديع فلسطين
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-05-2006, 09:42 PM
  4. وديع فلسطين: شاهد على عصره
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 28-03-2006, 07:30 AM