أحدث المشاركات

قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: حسنُ الخُلُق والتحببُ

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 2,069
    المواضيع : 373
    الردود : 2069
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي حسنُ الخُلُق والتحببُ

    من أساليب التربية النبوية
    حسن الخلق والتحبب (6)
    الدكتور عثمان قدري مكانسي

    (( الأرواح جنود مجندة ، ما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف )) .
    ويزداد الإنسان بالإنسان تعارفاً إذا عامله بخلق حسن ، وتحبب إليه . وقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثال المسلم الخلوق ، حتى مدحه رب العزة فقال : (( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ))(1) . كما مدح فيه لطف معشره وحسن أدبه مع الناس ، فاجتمعوا إليه وأخذوا عنه ، وجعلوه أسوتهم ، فقال : ((وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ))(2) ، فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ مهوى أفئدة من عرفه ، يفدونه بأرواحهم ، ويفضلونه على آبائهم وأولادهم .
    وبحسن الخلق دخل عقولهم وقلوبهم ، فصنع منهم سادة الأمم وقادتها .
    عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت : (( . . . وما انتقم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله تعالى فينتقم لله عز وجل ))(3) .
    وكان إذا رأى خطأ من أحد أصحابه نبهه بلطف دون أن يجبهه ، فيعمّم . عن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعاناً ))(4) .
    فالمسلم داعية ، والداعية ذو أخلاق ، والمدعو يرى الداعية ويقوّمه بما يفعل وما يصدر عنه من تصرف قبل أن يأخذ عنه ، حتى إنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا أساء إليه أحد عفا عنه ، وإذا شتمه يهودي رد عليه بما يناسب دون أن يفحش .
    روت عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن يهوداً أتـَوا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالوا : السام عليكم(5) . ( أي إنهم كانوا يدعون على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالموت ) .
    فقالت عائشة وهي الزوج المحب لزوجها ، الصبية المندفعة غير المتروية ـ فقد كانت في الرابعة عشرة أو أقل ـ : وعليكم ، ولعنكم الله ، وغضب عليكم .
    ( إنه رد منفعل يوضح مدى التأثر الذي أصابها من اليهود حين سمعتهم يدعون على رسول الله جهاراً نهاراً بحجة أنهم يسلمون عليه ) .
    فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : مهلاً يا عائشة ، عليك بالرفق ، وإياك والعنف والفحش ( جواب يدل على سمو في الأخلاق ، وترفع عن السفاسف ، وتحمل في سبيل الدعوة ، وهذا يغيظ الشاتم ويقلقه ، فالمشتوم أهمله ، ولم يرد عليه بعنف يوحي بانفعال وتحرق ).
    قالت : أولم تسمع ما قالوا ؟! . . ( سؤال لم تطلب عائشة الإجابة عليه ، إنما أرادت الدفاع عن موقفها ، فقد ردت عليهم بمثل ما قالوا ).
    قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أو لم تسمعي ما قلت ؟! . . ( وقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رد عليهم بقوله : (( وعليكم )) فكلامهم مردود عليهم والموت لهم . فكان جوابه لها بصيغة السؤال نفسه الذي لا يحتاج لجواب ، بل يحتاج أن تنتبه عائشة إلى معناه وفحواه . . ) ردَدْتُ عليهم فيستجاب لي فيهم ، ولا يستجاب لهم فيّ (6) .
    ( فهو حبيب الله ورسوله يحميه ويدافع عنه ، واليهود أعداء الله لعنهم وغضب عليهم ، فدعاؤهم على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يستجاب ، ودعاؤه عليهم مستجاب . . فالويل لهم ثم الويل لهم ) .
    أدب عظيم يعلمُناه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ويجمل بنا أن نتمثله ونحياه .
    ومن التحبب الذي يؤتي ثماره سريعاً : إشعار المخاطب أنه عندك ذو مكانة ، وأن له في قلبك وداً وإكراماً ، فإذا شعر بهذا اطمأن ، فكان إليك قريباً وإلى دعوتك مجيباً . وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بارعاً في هذا المضمار :
    فقد كان يُردف بعض أصحابه وراءه في سفره ، كما فعل مع معاذ بن جبل وعبد الله بن عباس وأسامة بن زيد ـ رضي الله عنهم جميعاً ـ وكان يطلب من أصحابه أن يدعوا له فهو بحاجة إلى دعائهم ، كما كان يخص بعضهم الآخر بلفتة كريمة منه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، ويلقبهم بالألقاب الكريمة أو الكنى الطيبة : ( الصدّيق ، الفاروق ، أمين الأمة ، سيف الله . . ) وكان يدعو لبعضهم بالخير . . و يؤثر الآخرين بشيء يحبونه . . وهكذا .
    فعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : أخذ رسول الله بمنكِبَيَّ فقال : (( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ))(7) .
    تصوروا معي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يدني عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ إليه ، ، ويستقبله بوجهه ، ويمسك منكبيه تحبباً ، وهو الفتى الشاب . . فيرى ذلك من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عظيماً لا ينساه ، ولقد عُرِفَ عن ابن عمر أنه كان يمشي في المكان الذي كان رسول الله يمشي فيه ، ويتوقف في المكان الذي توقف فيه ، ويصلي في المكان الذي صلى فيه . . أليس هذا من حسن أخلاق سيد الدعاة ؟!! ألم يثمر هديه العملي في أصحابه ، حتى إن أبا سفيان قال في جاهليته : لقد رأيت هرقل في أصحابه ، وكسرى في أصحابه ، فلم أجد أحداً يُعظّم أحداً كتعظيم أصحابِ محمد محمداً ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم .
    إنك إن مدحت إنساناً مسْلِماً بما فيه فقد استفدت أموراً عدة :
    أولها : أنك ترفع من قدره ، وتشعره بمكانته عندك .
    ثانيها : أنك تجعل بينك وبينه وداً ورباطاً من الأخوة والمحبة .
    ثالثها : أنك تدفعه إلى التمسك بما فيه من خصال حميدة مدحته عليها .
    رابعها : أنك تحثه على الاستزادة من هذه الشمائل .
    خامسها : أنه ينجذب إليك وترتاح نفسك لسماعك ومعاشرتك والأخذ عنك . وهذا ما يريده الداعية المسلم من المدعو فتصل التربية والأفكار إلى قلبه وعقله دون عائق ، فيكون لك طيّعاً منقاداً . . وأنت تريد له الخير وتحرص عليه . ( على أن يكون مدحك له بما فيه ، وإلا كان نفاقاً ـ نعوذ بالله من ذلك ـ ) . وقديماً قال الشاعر :
    أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
    فطالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ
    عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأشجِّ عبد القيس :
    (( إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم ، والأناة ))(8) .
    كما أنك حين تخبر أخاك أنك تحبه ، يحبك ويقبل عليك ، ويفتح قلبه لك ، وهذا ما يريده الداعية من الناس : حبٌّ وودٌ وراحة نفس وإقبالٌ . فقد روى المقدام بن معدي كرب قال :
    قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحبه ))(9) .
    فلا يكون الود وداً من طرفٍ واحد .
    ولن تكون العلاقة من جهة واحدة علاقة .
    وسيظل الطرف الآخر يجهل نواياك تجاهه ، وتقديرك له ، وحبك اياه ، ( على أساس أنه في الله تعالى ) . إلا أن توضح ذلك فيتبادل الطرفان المحبة في الله فيكون رباط الأخوّة متين العرى مكين الأركان .

    (1) سورة القلم : الآية / 4 / .

    (2) سورة آل عمران : الآية / 159 / .

    (3) رواه البخاري في الأدب المفرد ، الحديث / 274 / ، ومسلم في صحيحه .

    (4) رواه الترمذي والحاكم ، والبخاري في الأدب المفرد ، الحديث / 310 / .

    (5) السام : الموت .

    (6) رواه البخاري في الأدب المفرد ، الحديث / 312 / ، ومسلم والترمذي وابن ماجه والنسائي .

    (7) من رياض الصالحين الحديث / 469 / عن البخاري .

    (8) الأناة : التثبت ، وترك العجلة . رواه مسلم : رياض الصالحين الحديث / 630 / .

    (9) البخاري في الأدب المفرد ، الحديث / 542 / .

  2. #2
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 2,069
    المواضيع : 373
    الردود : 2069
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي الترغيب

    من أساليب التربية النبوية
    الترغيب (7)
    الدكتور عثمان قدري مكانسي
    أرسل الله تعالى رسوله الكريم رحمة للعالمين ، يهديهم إلى صراط الله المستقيم ، ويفتح لهم آفاق الحياة على نهج مضيء ، وسبيل واضح .
    ومن طبع الإنسان الوقوع في الخطأ والتفلت والتهاون ، لأن الله تعالى خلقه (( على عجل )) و (( خلقه ضعيفاً )) يصيب الذنوب ، ويقترف الآثام ، ولذلك كانت الجنة للتائبين والنار للعاصين . وهنا يأتي دور المعلم الأول سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يرغب أصحابه في الجنة ، ويعدهم عفو الله ومغفرته ، ويحثهم على عصيان الشيطان واللجوء إلى الرحمن ، فإن تقدموا إليه شبراً تقدم إليهم ذراعاً ، وإن جاءوه سيراً جاءهم ـ عز وجل ـ هرولة . .
    وقد كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يرغبهم في طاعة الله ، ويعدهم الخير ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال :
    خرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على رهط من أصحابه يضحكون ويتحدثون فقال : (( والذي نفسي بيده لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً )) . ثم انصرف وقد أبكى القوم .
    فالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعلم من الغيب ما علَّمَه اللهُ ، وأراه من النار وأهوالها في معراجه إلى السماء . . فتراه يحذر المسلمين الركونَ إلى الدنيا والسكون إليها ، فيبكي القومُ ويخافون ويدركون أن على المسلم أن يقتصد في ضحكه . .
    وأوحى الله عز وجل إليه : يا محمد لِمَ تقنط عبادي ؟
    سبحان الله . . إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أراد تذكيرهم بالله ، والعمل بما يرضيه فوعظهم فتأثروا فبكوا . . فأراد الله سبحانه وتعالى ـ حين بكوا من خشيته ـ أن يفرحوا لرحمته وغفرانه ، فأمر النبي عليه والصلاة والسلام أن يضحكهم كما أبكاهم ، فخرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : أبشروا وسددوا وقاربوا(1) . .
    فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها فلئن صدقت نية المسلم ، فعفو الله ومغفرته أسرع إليه وأقرب .
    وسلعة الله غالية ، وقليل من الناس من يقدر على ثمنها ، فماذا يفعل سواد المسلمين ؟!
    إن قيام الليل دليل على صدق المؤمن في توجهه إلى الله تعالى ، والتزام الصلاة جماعة تشهد له بالإيمان ، فهل كل الناس يستطيعون قيام الليل وإحراز فضل الإجتهاد في العبادة ـ اللهم إلا من كتب الله له الكرامة ـ ؟!!
    وينظر الله إلى عباده نظرة رحمة ومغفرة وحب وكرامة : فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم يقول : من صلى العشاء في جماعة ، فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله(2) .
    فكان الترغيب في صلاة العشاء وصلاة الفجر جماعة ، إنهما تعدلان قيام الليل كله . ولذلك يحرص المسلم مهما كان منشغلاً في أمور حياته ـ إلا المضطر ـ أن يصليهما في جماعة لينال ثواب القيام ، وأحسِنْ به من ثواب ! .
    ويرغـِّب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابه ، ومن بعدهم ، في التوادِّ والتراحم والحب في الله ، لأن الحب في الله :
    1ـ يجلو الصدأ عن النفوس .
    2ـ ويجمع القلوب على مصدر واحد يتوجهون إليه جميعاً .
    3ـ ويغرس الأخوَّةَ في نفوس المسلمين ، فيكونون صفاً واحداً وجبهة واحدة .
    4ـ ويبعث الأمان والاطمئنان والرأفة والإيثار في عالم المسلمين .
    5ـ ويظلهم الله في ظله يوم القيامة حين تدنو الشمس من رؤوس الخلائق .
    فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : إن الله يقول يوم القيامة :
    ( أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي )(3) .
    6ـ ويؤدي إلى حب الله تعالى إياهم :
    عن معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : قال الله تعالى : ( وجبت محبتي للمتحابين فيَّ ، والمتجالسين فيَّ ، والمتزاورين فيَّ ، والمتباذلين فيَّ )(4) .
    ونجد الترغيب في الاستغفار حين يَذكر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن المسلم إن أخطأ ـ وهو يخطئ ـ استغفرَ الله ، فأقرَّ بذنبه ، وعلم أن له رباً يغفر ، فتاب إليه ، وكلما أخطأ عاد إلى ربه فتاب عليه .
    فالعلاقة ـ إذن ـ بين الرب والعبد علاقة ودٍ وحبٍ ومغفرةٍ ورحمةٍ من ذي الجلال ، وعلاقة إقرار بالعبودية ولجوء وتوبة واستغفار من العبد المحب لربه ، الراجي عفوَه ورضاه .
    عن أبي أيوب الأنصاري خالد بن يزيد ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :
    (( لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون ، فيستغفرون فيغفر لهم ))(5) .
    أرأيت إلى هذه الصلة الوشيجة بين العبد وربه . . . الرب كامل كمالاً مطلقاً . . والعبد كمالـُه نسبي . .والكمال النسبي فيه ضعفٌ ، وفيه نسيان ، وفيه إهمال . . . فمن يسد نقصَه هذا ؟ ..
    إنه ذو الكمال المطلق . . خالقه وبارئه على هذه الصورة ليكون محتاجاً إليه دائماً ، وليكون الغفران والرحمة من الله متواصلاً .
    اللهم اكتب لنا الغفران والرحمة . . لجأنا إليك بضعفنا فتولـّنا بكمالك . . . . . يا رب .
    ومن الترغيب الذي يذكره سيد المربين ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فيسري عن المؤمنين الذين كثرت ذنوبهم ما رواه أبو موسى الأشعري عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " يجيء يومَ القيامة ناسٌ من المسلمين بذنوب أمثالِ الجبال ، فيغفرها الله لهم "(6) .
    فما علينا ـ معشر المسلمين ـ إلا أن نأتي الله بكلمة التوحيد موقنين بها ، مقرّين بها ، عاملين بها ، فإن كثرت ذنوبنا فالله يغفرها وإن كانت أمثال الجبال . .
    فهل هناك أفضل من هذا الترغيب ؟!!.
    (( أستغفر الله )) دأبي مذ وعيت إلى
    نفسي وحـالي ، ومـا حصَّلْتُ من عمل
    (( أستغفر الله )) دربـي للـكـريـم إذا
    فاضت ذنوبي وضاق الصدر من خلل
    (( أستغفر الله )) نـبـراسٌ يـســدد ما
    آلـت إليـــه نـفـوس القـوم مـن خـطــل
    فهو الدواء لمـن ضـل الطـريـق إلى
    كـنـف الـهـدايـة أو قـدْ لَـجَّ في الـهـزل
    أو تـاهَ في سـعيـه فالنـاس مُذ وجدوا
    فـعـنـصـر الخلق فيهم كـان مـن عـجل
    فـيـــا سـعــادة مــن وافــاه مـقـتـبـلاً
    ويـا شـقـاء ضلـيـل القـلب والعـقـل (7)

    (1) الأدب المفرد الحديث / 254 / .

    (2) رياض الصالحين الحديث / 1069 / رواه مسلم .

    (3) رياض الصالحين الحديث / 375 / رواه مسلم .

    (4) رياض الصالحين الحديث / 380 / رواه مسلم .

    (5) رياض الصالحين الحديث / 421 / رواه مسلم .

    (6) رياض الصالحين الحديث / 430 / رواه مسلم .

    (7) من ديوان ( نبضات القلب ) لمؤلف الكتاب .

  3. #3
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 852
    المواضيع : 19
    الردود : 852
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    بارك الله فيك استاذنا المفضال على هذه الدرر الثمينة ..

    - وبانتظار المزيد من فيوضات بحرك اللجي !!

  4. #4
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 2,069
    المواضيع : 373
    الردود : 2069
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    اخي الفاضل حسن العطية ، أعطاك الله مفتاح قصرك في الجنة
    لله الشكر ولكم التحية الطيبة والود العميق
    ، ودّ في الله تعالى

المواضيع المتشابهه

  1. حُسْنُ الخُلُقِ نِعْمَةٌ وهِدَايَةٌ واقْتِدَاءٌ.
    بواسطة ملاد الجزائري في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 07-12-2021, 08:59 PM
  2. حسنُ الخُلُق ومداراةُ الناس
    بواسطة د عثمان قدري مكانسي في المنتدى مُنْتدَى رَمَضَان والحَجِّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 17-08-2021, 11:38 AM
  3. حسن الخلق
    بواسطة مروة ابراهيم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 12-05-2013, 01:52 AM
  4. من وصايا الرسول (حسن الخلق)
    بواسطة ناجح امين في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 26-12-2007, 02:03 PM
  5. البر حسن الخلق.. ومالك!
    بواسطة د. ندى إدريس في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 29-02-2004, 06:15 PM