|
الشهيد الشيخ |
جودي بحورَ الحبِّ حزناً واهدري |
وابكي الإمام على الدوام وكبِّري |
وتوشحي ياقدسُ غيماتِ الأسى |
وتجرَّعي مُرَّ النَّوى واستكثري |
وارثي حمامَ الكون أنبل مهجةٍ |
واهدلْ بأمجاد الشهيد الأزهَرِ |
ضَجَّت له الأوطان واستعر المَلاَ |
والكون وحَّدهُ شموخ مسافـــرِ |
شرقاً وغرباً فالقلوب رواجفٌ |
والحب أنغامٌ برعدِ حناجرِ |
شيخٌ نما كالصبح في عصف الدُّجى |
وسعى نجوماً في الطريق الحائرِ |
من نكبةٍ نسل العزيمة صابراً |
من شوكةٍ أحيا ربيع أزاهـــــرِ |
لم يثنه عجزٌ وقسوة عِلَّــــةٍ |
وسياط بؤسٍ أو صروف تكـــدّرِ |
حمل القضية واشترى أهوالها |
ومضى جواداً في وغىً مُتسعـِّــرِ |
وبنى صروح شهادةٍ فوق الذُّرا |
متسلحاً بعقيدة المستنصـــــــــرِ |
يا سينُ ياحقل الرجولة زاخراً |
وكتائباً تترى بجيش الناصـــــرِ |
أذللت هامات الطُّغاة بهمةٍ |
وصرعت جباراً بقبضة قــــــادرِ |
وزرعت عشق الأرض في ساحاتنا |
وسقيته بغديرك المتعطِّـــــــــــرِ |
في شجو ترتيلٍ ودمعة خاشعٍ |
وأنين فجرٍ وانتحابة طائــــــــرِ |
طالتك ناب الحاقدين بغيلةٍ |
ورموك بالسهم الغبيِّ الغـــــادرِ |
ظنوا رحيلك للعزيمة قتلــةً |
فإذا به بعثٌ وشمس تحـــــــرُّرِ |
فالموت صار لك الحياة كريمةً |
وبك الممات سما بكل تفاخـــــرِ |
في يوم عرسك قد وُلدت مُجَدَّداً |
ومجدِّداً همم النضال الظافــــــر |
يا أيُّها الليثُ القعيد بعزةٍ |
عزم العواصف واشتعال السَّاجرِ |
عشت الكفاف كما الصحابة زاهدا |
وعلوت في شرفٍ ومجدٍ ناضــرِ |
والعرب عاشت كالنعاج بعرشها |
ألفت مذلة كافرٍ متكبــــــــرِ |
يا صانعاً شمس الجهاد جليلةً |
ومُشعِّلاً سيف النبي القاهــــرِ |
أشجيتنا يوم الفراق بحرقةٍ |
وتركتنا في لوعةٍ وتحسـُّــــــرِ |
ورحلت ياروض الفداء مكرماً |
وسموت في نورٍ وعرسٍ باهـرِ |
فانعم بحورٍ وابتسام محاسنٍ |
وارتع بفردوسٍ شهيِّ الأنهرِ |
|