عيد أم متأخر....
-أنت لا تستحقين احتفالا...فأنا أكثر منك عناء وتعبا,وقد أخذتم كنساء حقوقكن وأكثر في هذا الزمن الأغبر! لا ضرورة ولا لزوم لإنفاق النقود بلا فائدة!
بهذه الكلمات ذيل مباركته لحرمه المصون!في هذا اليوم الذي يمكننا أن نفرح من خلاله قليلا...
أن نبتسم, أن نجدد أوقاتنا ونزينها بجميل!وبكل بساطة...لماذا نشعر أحيانا أننا مختلفين عمن حولنا؟
ترك كلامه القاسي في قلبها ألما كبيرا ً وحارقا! ألهذه الدرجة لم يعد يشعر بها ؟أم هي فعلا لا تستحق؟ومن هي الأم التي تستحق إذن؟
نظر الأولاد لما لديهم من نقود كانوا سيشترون بها هدية لوالدتهم , ونظروا إليها خلسة وبخجل,عندما رأوا لهجة والدهم القاسية , والتي ألجمتهم تماما عن البوح , فانكمشوا وصمتوا!.
غصت بدمعتها التي لم تكن لتظهر بقوة لولا ما رأت وسمعت !,وعادت لمطبخها..ولم تحاول أن تعاند ما جرى أبدا...!!!
ربما تعودت هي على كسر الجناح,وربما تعودت على تصغير جهدها الخطير,وربما تعودت الصمت الذي أحيانا يضيع ما يمكن أن يحققه البوح!لكنها صممت وكفى...
***
في اليوم التالي...
أتت بطعام شهي..وجلبت معها هدية ...جلست في المطبخ وحدها... غنت لنفسها فتحت هديتها
وتناولتها وحدها...
وسط دهشة الجميع....
رمى الأولاد أنفسهم على صدرها ..وبكوا...
أم فراس 28-3-2010