المبتدأ

بحث أعده الأخ الحبيب هشام فتحي، وطلبت إليه أن ينشره فاعتذر لعدم توفر الوقت، فأنشره عنه هنا؛ للإفادة!

+!

%تـعريـف المبتدأ%
تناول النحاة المبتدأ بتعريفات عدة، تدور في مبناها ومعناها حول عدة نقاط رئيسة، نتناولها بالشرح بعد أن نورد بعضا من تلك التعريفات:
1- اسم مرفوع يبتدأ به الكلام ، و يقع في أول الجملة غالبا، مجرد من العوامل اللفظية ، أو مسبوق بنفي أو استفهام ، مستغن بمرفوعه في إفادة المعنى وإتمام الجملة.

* * *

2- اسم صريح، أو بمنزلته، مجرد عن العوامل اللفظية، أوبمنزلته، مخبر عنه، أو وصف رافع لمكتف به.

* * *

3- اسم ابتدئ ليبنى عليه كلام، فالابتداء لا يكون إلا بمبني عليه وهو الخبر فالمبتدأ الأول، والمبني عليه ما بعده فهو مسند، أي الخبر ومسند وهو المبتدأ ([1]).

* * *

4- اسم صريـح أو مؤول بالصريـح ، مجرد عن العوامل اللفظية الأصلية، أو في حكم المجرد عنها، مخبر عنه بما تتم به الفائدة ([2]).

* * *

%شرح التعريف:
مما سبق نجد أن تعريفات المبتدأ تتفق حول عدة عناصر رئيسة ، من خلالها يمكن الوقوف على ماهية المبتدأ ، وهي كالتالي:
أولا: أنه ( اسم ) والاسم يأتي إما معربا ([3]) أو مبنيا ([4]) .
ثانيا:أنه (مرفوع) فحكمه دائما الرفع.
ثالثا: أنه (يبتدأ به الكلام ) فالمبتدأ دائما -في جملته - متقدم على غيره في الرتبة ([5])، فرتبة المبتدأ التصدير؛ لأنه محكوم عليه ، والمحكوم عليه يكون قبل الحكم.
رابعا: أنه (يقع في أول الجملة غالبا) وقال «غالبا» لأنه قد يتوسط أو يتأخر الجملة ، لأسباب نقف عليها في موضعها.
خامسا: أنه (صريح) والاسم الصريح هو الذي له صورة منطوقة، سواء أكان اسم ذات ، مثل: (رجل، امرأة، طائر ، شجرة ، حجر)، أم اسم معنى مثل: (شجاعة، إقدام، أدب ، شرف، ألم).
سادسا: (أو مؤول بالصريح) أي مصدر مؤول من أن والفعل نحو: {وأن تصوموا خير لكم}، {وأن تعفوا أقرب للتقوى}، {وأن تصبروا خير لكم} ، أي: صيامكم، وعفوكم، وصبركم.
سابعا: أنه (مجرد عن العوامل اللفظية) أي تلك التي لا يمكن الاستغناء عنها، وإلا فسد المعنى المقصود من الجملة، ومن أمثلتها بعض حروف الجر ([6]).
ثامنا: أنه (أو في حكم المجرد عنه ) أي ما دخل عليه حرف جر زائد أو شبيه بالزائد، مثل:{هل من خالق غير الله } .
تاسعا: أنه (مخبر عنه بما تتم به الفائدة)أو (مستغن بمرفوعه في إفادة المعنى وإتمام الجملة) أي له خبر يتمم معناه، ويتم بذكره فائدة يحسن الوقوف عليها.
* وأشار ناظم الآجرومية إلى المبتدأ بقوله:

الْمُبْتُـدَا اسْـمٌ رَفْعُـهُ مُؤَبَّـدُ عَنْ كَلِّ لَفْظٍ عَامِلٍ مُجَرَّدُ
وَالْخَبَرُ اسْمُ ذُو ارْتِفَاعٍ أُسْنِـدَا مُطَابِقـًا فِي لَفْظِهِ لِلْمُبْتَدَا
كَـقَوْلِنَا زَيْدٌ عَظَيـمُ الشَّـانِ وَقَوْلِنَـا الزَّيْدَانِ قائِمَـان
وَالْمُبْتَدَا اسْمٌ ظَاهِرٌ كَمَا مَضـى ومُضْمَرٌ كَأَنْتَ أَهْلٌ لِلقَضَا
* * *

[1]- هذا تعريف سيبويه في الكتاب.

[2] هذا التعريف مأخوذ من كتاب د . أشرف مبروك المشد.

[3] الاسم المعرب: هو الذي يتغير ضبط آخره تبعا لتغير موقعه في الجملة. نحو: اللـهُ ربُّنا ، سبحانَ اللـهِ ، إن اللـهَ رحيمٌ.

[4] الاسم المبني: هو الذي يلزم شكل آخره ضبطا واحدا. نحو: مَا هَذَا ؟ هَذَا كِتَاب ، انْظُرْ إِلَى هَذَا، نقف عند هَذَا الحد .... إلخ

[5] الرتبة : الموقع الأصلي للكلمة في تركيب الجملة.

[6] العوامل اللفظية: هي ما يدخل على الكلمة فتؤثر في آخرها بالرفع أو النصب أو الجر، كحرف الجر فإنه يؤثر في آخر الاسم فيجعله مجرورا .. وهكذا، والمبتدأ ليس له عامل لفظي مذكور هو الذي أثر في إعرابه فجعل له حكم الرفع، وإنما عامل الرفع في المبتدأ هو عامل معنوي وليس لفظي كما سيأتي.

+@
%حـكم المبتدأ%

المبتدأ مرفوع دائما، فحكمه دائما الرفع، إلا إذا سبق بحرف جر زائد ([1]) أو شبيه بالزائد ([2])، فيجر لفظا، ويـرفع محلا.
* نحو: بحسبك درهم. ونحو قوله تعالى: { وما من إله إلا الله }. ونحو: « يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة ".
* وأشار ناظم الآجرومية إلى حكم المبتدأ بقوله:

الْمُبْتُدَا اسْمُ رَفْعُهُ مُؤَبَّدُ
* * *

%علامات رفع المبتدأ هي:
1- الضمة : للمفرد بنوعيه ، ولجمع التكسير ، وجمع المؤنث .
* نحوالقرآنُ ضياءٌ )، (الصلاةُ نورٌ)، (المساجدُ لله)، (الجبالُ شاهقةٌ )، (الصالحاتُ قانتاتٌ).
2- الألف والنون: للمثنى بنوعيه. نحو: (المؤمنان صادقان)، (المؤمنتان صادقتان).
3- الواو والنون: لجمع المذكر السالم . نحو: (المسلمون صائمون).
4- الواو: للأسماء الخمسة . نحو: (أبوكَ محترمٌ).
و يفقد المبتدأ علامة الرفع ويكون منصوبا إذا دخلت عليه إنَّ أو أحد أخواتها ( أنَّ ،إنَّ ، كأنَّ ، لعل ،ليت ، لكنَّ ..) نحو: كأن الفتاةَ غزالٌ . ولكنه يظل على حالة الرفع إذا دخلت عليه كان أو أحد أخواتها التاليات ( أصبح ، أضحى ،أمسى ،بات، ظل ، صار ، مادام ، ما انفك ، ما برح ، ما عتم ، ما فتئ عسى ، حرى ، اخلولق ،كاد ، كرب ، أوشك، ليس .. ) نحو كان الطقس جميلا .

[1] حرف الجر الزائد: هو الذي يمكن الاستغناء عنه دون أن يترتب -في الغالب- على حذفه فساد في المعنى المقصود، ولا يحتاج حر الجر الزائد مع مجروره إلى متعلق.

[2] حرف الجر الشبيه بالزائد: هو الذي يؤدي معنى جديدا لا يمكن الاستغناء عنه، ولكنه لا يحتاج إلى متعلق مع مجروره، مثل: ( رُبَّ ).

+#
%العامل في المبتدأ%

* مقدمة في العوامل:
النحويون عاملوا الألفاظ والتراكيب العربية معاملة المحسوسات ليقربوها إلى الأذهان، وليبنوا صرحاً لقواعد النحو مطرداً يمكن فهمه ويصعب نقضه, ولذلك جعلوا هذه العلامات التي تظهر في آخر الكلمات المعربة آثاراً لمؤثرات، وكأنها قد أُحْدِثت لأسباب معينة أحدثها مُحْدِث، وحتى تكون الأمور مطردة قالوا: نسمي هذه الأشياء التي تَغَيَّر أواخرُها وتقع عليها علامة الإعراب «معمولات»، ونسمي ما يُوقِع هذه الآثار أو العلامات الإعرابية «عوامل».
فجعلوا هناك أشياء محسوسة هي التي تحدث هذه الأنواع من الإعراب, فقالوا مثلاً: حرف الجر عامل هو الذي يجعل الاسم المجرور مجروراً، بمعنى أنه لو لم يوجد هذا الحرف لم يجر الاسم الذي بعده, والاسم عامل، فهو الذي يرفع الفاعل ويرفع نائب الفاعل وينصب المفعول به، وكذلك هنا في باب المبتدأ والخبر احتاجوا لعامل، ما دام كل معرب بعلامة إعرابية لا بد أن يكون هناك عامل أحدث فيه العلامة الإعرابية, وهم وجدوا أن المبتدأ إنما سمي مبتدأ لأن الكلام يبتدأ به، وما دام الكلام يبتدأ به فلم يسبقه كلام ولم يسبقه عوامل توقع عليه هذه العلامة التي هي الضمة أو هذا النوع من الإعراب الذي هو الرفع، ولذلك عرفوه بأنه: الاسم المرفوع العاري عن العوامل اللفظية. عاري يعني مجرد، أي ليس قبله عامل لفظي ظاهر وإنما هو مستتر، ويسمونه «العامل المعنوي».
إذن قسموا العوامل قسمين: «عوامل لفظية» وهي تلك التي ينطق بها وتكتب، و«عوامل معنوية» وهي التي يقع أثرها الإعرابي ولكنها لا توجد في الكلام ولا تكتب ولا ينطق بها.
فحرف الجر مثلا عامل لفظي لأنه يوقع الجر فيما بعده وهو موجود، والفعل عامل لفظي لأنه يرفع الفاعل وينصب المفعول، والمضاف عامل لفظي لأنه يجر المضاف إليه, ولكن المبتدأ إنما رفعه عاملٌ معنوي، وإنما قالوا: عامل معنوي؛ لأنهم لم يجدوا شيئاً سبب له هذا الرفع؛ فقالوا: حتى تطرد قضية العامل نقدر أن هناك عاملاً معنوياً، حتى لا يقال: كيف تقولون: إن بعض المعربات إنما أَحدثَ فيها علامةَ الإعراب عاملٌ، وتأتون لبعض المعربات وعليها علامةُ إعرابٍ وليس لها عاملٌ؟
قالوا: بل لها عامل، ولكن نقدره تقديراً حتى يستقيم الكلام ويطرد ويسلك مسلكاً واحداً مستمراً، فقالوا: هو معمول ولكن لعامل معنوي غير ملفوظ وغير متحدث به، كيف نقدره؟
قالوا: نقدره بأن الذي رفعه هو الابتداء. كما الحال عند نصب الفعل المضارع, نقول: الفعل المضارع منصوب والعوامل التي تنصبه هي أدوات النصب. الفعل المضارع مجزوم العوامل التي تجزمه هي أدوات الجزم، الفعل المضارع مرفوع ليس عندنا عوامل رفع للفعل المضارع ولا يسبقه شيء, فإذن أين العامل الذي رفعه؟
قالوا: أيضاً عامل معنوي وهو تجرده عن الناصب والجازم, يعني عدم وجود الناصب والجازم, والعدم لا يسمى ملفوظاً، وإنما يسمى معنويا شيئا معنويا غير محسوس مقدر.
وكذلك المبتدأ هنا له عامل معنوي، وهم سموه الابتداء, يعني البدء بالكلمة في أول الكلام هو الذي رفعها وأحدث فيها الرفع.

* * *

%كانت هذه مقدمة سريعة عن العوامل قبل إيراد الحديث عن العامل في المبتدأ.
* العامل في المبتدأ:
العامل في المبتدأ -كما هو واضح من المقدمة السابقة- معنوي، وهو الابتداء،يعني البدء بالكلام, البدء بالكلمة في أول الكلام هو الذي رفعها، هو الذي أحدث فيها الرفع؛ ولهذا يقال في إعرابه: مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. (إذا كان مثلاً مفرداً) أو مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الواو (إذا كان جمع مذكر سالم) ... إلى آخره من أنواع الرفع أو علامات الرفع الفرعية الأخرى.
وإلى ذلك أشار في «الخلاصة» بقوله:
ورَفَعُوا مُبْتَدَأً بِالابْتِدَا

+$

%أقسام المبتدأ من حيث صورته %
%ينقسم المبتدأ من حيث صورته إلى عدة صور، فهو يأتي:
1- إمااسما معربًا(علما، أو معرفا بأل ، أو معرفا بالإضافة).
* فمثال الاسم المعرب (العلم): الله ربنا ، محمد رسول الله ، عليٌّ مسافر ، رمضان كريم ... إلخ
* ومثال الاسم المعرب (المعرف بأل): الولدُ يلعبُ فرحًا, التلاميذُ سعداء بالنجاح، الطبيعة جميلة، الصوم جنة ... إلخ
* ومثال الاسم المعرب (المعرف بالإضافة): شهر رمضان كريم، نصرة المؤمن حق، كتاب القراءة شيق، ثوب أحمد جديد... إلخ

2- أو اسما مبنيا(ضمير- اسم إشارة - اسم موصول- اسم شرط- اسم استفهام)
* فمثال الاسم المبني (الضمير): هو الله ، أنا مسلم، أنت طيب، نحن أخوة في الله... إلخ
* ومثال الاسم المبني (اسم الإشارة): هذا صديقي، هذه زهرة جميلة، هذان أخوان، هؤلاء جيراني ... إلخ
* ومثال الاسم المبني (الاسم الموصول): الذي يلعب بالنار يحرق يديه، التي ذاكرت نجحت، ما قلتَه صحيحٌ ... إلخ
* ومثال الاسم المبني (اسم الشرط)( [1]): من جد وجد ، أين توجد أكرمك ، أينما تكونوا يدرككم الموت... إلخ
* ومثال الاسم المبني (اسم الاستفهام)([2]): من فاز في السباق؟ ما العملُ؟ (مَا غَرّكَ بِريِّك الكريم) ... إلخ
3- أو مصدرا مؤولا [من أَنْ والفعل ، أو أَنَّ والفعل].
* نحو : (وأنْ تَصْبروا خَيْرٌ لَكُمْ ).والتأويل : وصبركم خير لكم.
* ونحووَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى). والتأويل: وعفوكم أقرب للتقوى.
* ونحو: (ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة). والتأويل: ومن آياته رؤيتك الأرض خاشعة ... إلخ

4- أو مجرورا بحرف جر زائد (من الزائدة)([3]) أو (الباء الزائدة)([4]).
* نحو : وما من إله إلا الله. (مبتدأ نكرة مسبوق بنفي بعد من الزائدة).
* ونحو: هل من خالق غير الله ؟ (مبتدأ نكرة مسبوق باستفهام بعد من الزائدة).
* و نحو : بحسبك دينارٌ . (مبتدأ نكرة مسبوق بباء زائدة مع كلمة حسب).

5- أو مجرورا بحرف شبيه بالزائد ( رُبَّ )([5]).
* نحو :رُبَّ ضارة ٍنافعة ٌ. ونحو: رُبَّ أخٍ لم تَلِدْهُ أُمُّك.
* ملحوظة: قد يدخل على المبتدأ لام الإبتداء أو لا النافية أو أيّ حرف من حروف الإستفهام ولا تؤثر على المبتدأ من حيث الإعراب، نحو: ما النجاح ُسهلٌ, هل أنت مريضٌ؟ {لأَنتُمأَشَدُّ رَهبَةً في صدورهم}.
6- أو وصفا مشتقا مسبوق بنفي أو استفهام ([6]).
* نحو: أقاطنٌ عمرو هنا؟ (اسم فاعل مسبوق باستفهام).
* ونحو: ما مهملٌ الطالبان.(اسم فاعل مسبوق بنفي).
* ونحو: أموجودٌ زيد هناك؟ (اسم مفعول مسبوق باستفهام).
* ونحو: ما محبوبٌ الكسول. (اسم مفعول مسبوق بنفي).
* ونحو: أَحَسَنةٌ العَينان؟ (صفة مشبهة مسبوقة باستفهام).
* ونحو: ما جميلةٌ أخلاق عمرو. (صفة مشبهة مسبوقة بنفي).
* ونحو: هل أحْسَنُ في عين زيد الكحل منه في عين غيره؟ (اسم تفضيل مسبوق باستفهام).
* ونحو: ما أجملُ امرأة مثل ُذات الخلق والدين.(اسم تفضيل مسبوق بنفي).
* * *


[1] أسماء الشرط هي: مَنْ، مَا، مَهْمَا، مَتَى، أَيَّانَ، أَنَّى، أَيْن، حَيْثُمَا، كَيْفَمَا، أَيّ.

[2] قاعدة إعراب اسم الاستفهام: (يعرب اسم الاستفهام بحسب الإجابة). أي: ليس شرطا أن يعرب اسم الاستفهام مبتدأ لمجرد تصدره الجملة.
وبيان ذلك في الأمثلة التالية:
* من عندك؟والإجابة المفترضة:محمد عندي أو عندي محمد.
حل محل اسم الاستفهام في الإجابة ( محمد ) وإعرابه :مبتدأ، فاسم الاستفهام ( مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ) .
* من أنت؟ والإجابة المفترضة : أنا عمر.
حل محل اسم الاستفهام في الإجابة ( عمر )وإعرابه : خبر، فاسم الاستفهام ( مبني على السكون في محل رفع خبر ) .
* منزرت ؟ والإجابة المفترضة : زرت أبا بكر .
حل محل اسم الاستفهام في الإجابة (أبا ) وإعرابه : مفعول به، فاسم الاستفهام ( مبني على السكون في محل نصب مفعولبه) .
* بمن اتصلت ؟ والإجابة المفترضة : اتصلت بعثمان .
حل محل اسمالاستفهام في الإجابة ( عثمان ) وإعرابه : اسم مجرور، فاسم الاستفهام ( مبني علىالسكون في محل جر اسم مجرور ) .
* قصيدة من حفظت؟ والإجابة المفترضة:حفظت قصيدة علي .
حل محل اسم الاستفهام في الإجابة ( علي ) وإعرابه : مضاف إليه .فاسم الاستفهام ( مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ) .
* وبناء علىهذه القاعدة لا يمكن أن نقول أن اسم الاستفهام في المثال التالي مبتدأ:
ما عدد الطلاب في الفصل ؟
ما : اسماستفهام مبني على السكون في محل رفع خبر . ولا يمكن أن يكون مبتدأ لأن الإجابةالمفترضة : عدد الطلاب في الفصل ثلاثون .



[3] بشرط أن يكون نكرة مسبوقة بنفي أو استفهام.

[4] إذا كانت مع كلمة حسب.

[5] بشرط أن يكون نكرة.

[6] يأتي ذكره وشرحه بالتفصيل في الفصل التالي «أقسام المبتدأ من حيث خبره».

أقسام المبتدأ من حيث خبره %

%ينقسم المبتدأ من حيث خبره إلى:
أولا:المبتدأ الذي له خبر.
وهذا المبتدأ يأتي على الأنماط التي أشرنا إليها سابقا:
* فهو يأتي تارة في صورة الاسم المعرب، نحو: الله ربنا، محمد رسول الله ، الولدُ يلعبُ فرحًا, التلاميذُ سعداء بالنجاح ...إلخ
*وتارة في صورة الاسم المبني نحو: أنا أحب الأطفال، أنت شجاع، من جد وجد... إلخ
* وتارة في صورة الاسم المؤول بالصريح، نحو: {وأن تعفوا أقرب للتقوى}.
* وتارة في صورة نكرة مسبوقة بحرف جر زائد أو شبيه بالزائد، نحو: هل من خالق غير الله؟ رب ضارة نافعة ، بحسبك درهم... إلخ

ثانيا: المبتدأ الذي ليس له خبر، ولكن له مرفوع سد مسد الخبر.
وهو المبتدأ الوصف (المشتق)، و هذا المبتدأ لا يحتاج إلى خبر، وإنما يحتاج إلى مرفوع بعده يسد مسد الخبر، ويعرب فاعلا أو نائب فاعل.
المبتدأ الوصف يعني المشتق (اسم فاعل ، اسم مفعول ، صفة مشبهة ، اسم تفضيل).
* اسم الفاعل نحو: أنائمٌ الطفل؟ (نائم : مبتدأ ، والطفل : فاعل سد مسد الخبر).
* واسم المفعول نحو: ما محمودٌ البخيل. (محمود: مبتدأ، والبخيل:نائب فاعل سد مسد الخبر).
* والصفة المشبهة نحو:أَحَسَنَةٌ أخلاقُه؟ (حسنة: مبتدأ، وأخلاق: فاعل سد مسد الخبر)
* واسم التفضيل نحو: ما أجملُ امرأة مثلُ ذات الخلق والدين.(أجمل: مبتدأ، ومثلُ: فاعل سد مسد الخبر).

%شروط المبتدأ الذي يستغني بمرفوعه عن الخبر:
1- أن يكون المبتدأ وصفا (أي مشتقا)([1]) أو في معنى المشتق ([2]).
2- أن يتقدم على المبتدأ الوصف نفي أو استفهام.
3- أن يكون الاسم المرفوع بالوصف ظاهرا أو ضميرا منفصلا.

* ومن شواهد اعتماد الوصف المكتفي بمرفوعه على النفي:
1- قول الشاعر:

خليليَّ ما وافٍ بعهدي أنتما إذا لم تكونا لي على من أقاطع

فإن (وافٍ)مبتدأ وصف أي مشتق(اسم فاعل)، معتمد على نفي (ما النافية)، وله مرفوع يغني عن الخبر وهو (أنتما)، وهذا المرفوع ضمير منفصل.

* ومن شواهد اعتماد الوصف المكتفي بمرفوعه على الاستفهام:
1- قول الشاعر:

أقاطنٌ قومُ سلمى أم نووا ظعنا إن يظعنوا فعجيب عيش من قطنا

فإن (أقاطن) وصف أي مشتق (اسم فاعل)، معتمد على استفهام (همزة الاستفهام)، له مرفوع يغني عن الخبر وهو (قومُ سلمى)، وهذا المرفوع اسم ظاهر (قومُ).
2- وقول الشاعر:

أمنجزٌ أنتم وعدا وثقت به أم اقتفيتم جميعا نهج عرقوب

فإن (أمنجز) وصف أي مشتق (اسم فاعل)، معتمد على استفهام (همزة الاستفهام)، له مرفوع يغني عن الخبر وهو (أنتم)، وهذا المرفوع ضمير منفصل (أنتم).

* إعراب المبتدأ الوصف مع مرفوعه:

يختلف إعراب الوصف مع مرفوعه باختلاف المطابقة بين الوصف ومرفوعه،فله ثلاث حالات:
1- إذا كان الوصف المشتق مفردا ومرفوعه مفردا.
* نحو: { أراغبٌأنت عن آلهتي يا إبراهيم }.
* ونحو: أ مسافر الرجل.
* ونحو: ما محبوب الكسول.
في الأمثلة السابقة تطابق الوصف ومرفوعه في الإفراد، وفي هذه الحالة جاز في إعراب الوصف وجهان:
الوجه الأول: أن يعرب الوصف مبتدأ، ويعرب مرفوعه فاعلا أو نائب فاعل سد مسد الخبر ([3]).
الوجه الثاني: أن يعرب الوصف خبرا مقدما، ويعرب مرفوعه مبتدأ مؤخرا.

2- إذا كان الوصف المشتق مفردا ومرفوعه مثنى أوجمعا.
* نحو: أناجحان المجتهدان؟
* ونحو: أناجحون المجتهدون؟
* ونحو: ما محترمات الخائنات.
في الأمثلة السابقة تطابق الوصف ومرفوعه في غير الإفراد (في التثنية والجمع)، وفي هذه الحالة: يعرب الوصف خبرا مقدما، ويعرب المرفوع مبتدأ مؤخرا.

3- إذا كان الوصف المشتق مفردا، ومرفوعه مثنى أو جمعا.
* نحو: أناجح المجتهدان؟
* ونحو: أناجح المجتهدون؟
* ونحو: ما ناجح المقصرون.
في الأمثلة السابقة لم يتطابق الوصف ومرفوعه، وفي هذه الحالة:وجب أن يعرب الوصف مبتدأ، ومرفوعه فاعلا أو نائبا عن الفاعل سد مسد الخبر.

*نماذج وشواهد مختلفة مع إعرابها*

النموذج أو الشاهد
المبتدأ الوصف
صورتـه
مرفوعه
الإعراب
أنائمٌ الطفل
نائم
اسم فاعل
الطفل

نائم : مبتدأ ، والطفل : فاعل سد مسد الخبر.

أفاهمٌ هذان
فاهم
اسم فاعل
هذان

فاهم: مبتدأ، وهذان: اسم إشارة في محل رفع فاعل سد مسد الخبر.

أراغبٌ أنت عن آلهتي يا إبراهيم
راغب
اسم فاعل
أنت

راغب: مبتدأ، وأنت: ضمير مبني في محل رفع فاعل سد مسد الخبر.

ما محمودٌ البخل
محمود
اسم مفعول
البخل

محمود: مبتدأ، البخل: فاعل سد مسد الخبر.

ما مأخوذٌ البريئان
مأخوذ
اسم مفعول
البريئان

مأخوذ: مبتدأ، البريئان: فاعل سد مسد الخبر.

أَحَسَنةٌ العَينان
حَسَنةٌ
صفة مشبهة
العينان

حسنة: مبتدأ، العينان: فاعل سد مسد الخبر.

ما أجملُ امرأة مثل ُذات الخلق والدين
أجمل
اسم تفضيل
مثل

أجمل: مبتدأ، مثل: فاعل سد مسد الخبر.

[1] المشتق كما أشرنا كاسم الفاعل، نحو: أناجح أنت؟ واسم المَفْعول، نحو: "ما مأخوذٌ البَرِيئان"، والصعة المشبهة نحو: "أَحَسَنةٌ العَينان" واسمُ التفضيل نحو "هل أحْسَنُ في عين زيد الكحل منه في عين غيره"

[2] ما في معنى المشتق: هو الذي يحوي في معناه الاسم المشتق، أو يأول به، من كل «اسم جامد» تضمن معناه، نحو: أأسدٌ الرجلان؟ بمعنى: أشجاع الرجلان. و«المنسوب»، نحو: أعربيٌ الشاعر؟ بمعنى: أمنسوب الشاعر للعرب. و«ذو بمعنى صاحب»، نحو: أذو علم كجاهل؟ بمعنى: أصاحب علم كجاهل؟ فهذه الأنواع المؤولة تجري قياسا مجرى المشتق فهي في معناه.

[3] يعرب المرفوع فاعلا إذا كان المبتدأ الوصف اسم فاعل أو صفة مشبهة، ويعرب نائب فاعل إذا كان المبتدأ الوصف اسم مفعول.

+^
%تـعريف المبتدأ وتنكيره%

الأصل في المبتدأ أن يكون معرفة لا نكرة ؛ لأنّه المتحدَّثُ عنه ، والنكرة مجهولة ،والحكم على المجهول لا يفيد، ما عدا المعتمدة على نفي أو استفهام.
%مسوغات الابتداء بالنكرة ([1]):
الأَصلُ في المُبتَدأ كما عرفنا أن يكون معرفة، ولا يَكونَ نَكِرةً إلا إذا حَصَلَت بها فَائِدةٌ، وتَحصَلُ الفائدَةُ بأحدِ أُمُور يُسَمّونها المُسَوِّغَاتِ، وقد أَنْها بَعْضُ النُّحاةِ إلى نَيِّف وثَلاثينَ مُسَوِّغاً، وتَرجعُ كلُّها إلى "العُمُومِ والخُصُوص"، نذكرها فيما يلي.
أولا: النكرة التي تفيد الخصوص وهي:
1- إذا كان موصوفا بوصف مذكور، أو مقدر، أو معنوي.
* نحو قوله تعالى:{ ولعبدٌ مؤمنٌ خير من مشرك)، فهذه نكرة موصوفة بوصف مذكور (الخيرية).
* وقوله تعالى ولأمةٌ مؤمنةٌ خير من مشركة )، وهذه نكرة موصوفة بوصف مذكور (الخيرية).
*وقوله تعالى:{ وطائفةٌ قد أهمتهم أنفسهم}، وهذه نكرة موصوفة بوصف مقدر (طائفة من غيركم).
* وقوله تعالى ظلمات بعضها فوق بعض )، وهذه نكرة موصوفة بوصف مقدر،(ظلمات متراكمة).
* ونحو: رجيل عندنا. وهذه نكرة موصوفة بوصف معنوي (رجل وضيع).
2- النكرة المضافة لفظا. نحو: خمسُ صلواتٍ كتبهن الله على العباد، ونحو: كتابُ علم خيرٌ من قنطار ذهب.
3- النكرة المتعلق بها معمول ([2]). نحو: أمرٌ بمعرفٍ صدقةٌ، ورغبةٌ في الخيرِ خيرٌ.
ثانيا: النكرة التي تفيد العموم، وذلك في المواضع الآتية :
1- إذا كانت عامة .
* نحو قوله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )،(كلٌ له قانتون)،{ كلٌ يعمل على شاكلته }، مسلمٌ خيرٌ من كافر.
2- إذا سُبقت باستفهام.
* نحو: ما رجل في الدار، ما نجاحٌ يحققه التمني، ما نصرٌ يأتي عقب فُرْقة.
3- إذا سُبقت بنفي.
* نحو: هل أحدٌ قادم، ونحوأإلهٌ مع الله)، ونحو: أمَالٌ يضيع في مٌحرَّم.
4- إذا سُبقت بِرُبَّ.
* نحو:رُبَّ أخٍ لم تلده أمك. ونحو: رب صديق خيرمن شقيق.
5- إذا كان مما له الصدارة:
* كأسماء الاستفهام ، نحو: من حضر؟ وقوله تعالى: { ومن أظلم ممن كتم شهادة }.
* وأسماء الشرط ، نحو: من يزرع الخير يجنِ ثماره.ونحو:من يعملْ يجِدْ،وقوله تعالى: { ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم }.
* وما التعجبية،نحو: ما أجمل السماء. وقول الشاعر:

وما أجمل المصطاف والمتربعا بنفسي تلك الأرض ما أطيب الربى

* وكم الخبرية ، نحو: كم حسنةٍ لك.وقول الفرزدق:

فدحاء قد ملكت عليّ عشاري كم عمة لك يا جرير وخالة ([3])

* أو كأين الخبرية، نحو قوله تعالى:{ وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير }.
6- أو أضيف إلى ما له الصدارة (لام الابتداء).
* نحو: لعملٌ خيرٌ من قول.
* ونحوقوله تعالى ولدارُ الآخرة خير ).
* ونحو: قلمُ من هذا ؟
7- إذا تقدمها خبرها وكان شبه جملة (جارا ومجرورا أو ظرفًا).
* نحو: في الدار ضيفٌ - في الغار ضبعٌ - في المدينة جامعةٌ - في المدرسة زائرون.
* ونحو: قوله تعالى: { لكل أجل كتابٌ}، وقوله تعالى: { وفوق كل ذي علم عليمٌ }،ونحو: حول البئر أشجارٌ.
8- إذا تقدمها خبرها وكان جملة.
* نحو: صافحك صديقه رجلٌ.
9- إذا كانت معطوفة على معرفة.
* نحو: محمد ورجلٌ عندنا.
10- أو يعطف عليها بمعرفة.
* نحو: رجلٌ ويوسف في المنزل.
11- إذا كانت معطوف عليها بنكرة مخصصة.
* نحو: رجلٌ وامرأة طويلة واقفان.
12- أو معطوفة على نكرة موصوفة.
* نحو: تميمي ورجل ٌفي المنزل.و نحو قوله تعالى:{ قول معروف ومغفرةٌ خير من صدقة يتبعها أذى }.
13- إذا كانت جوابا لمن يسأل.
* من عندك ؟ فتقول: صديقٌ.والتقدير: صديقٌ عندي.
14- إذا قصد بها التنويع والتفصيل.
* نحو: يومٌ لك ويومٌ عليك.
* ومنه قول النمر بن تولب: ويومٌ نُساء ويومٌ نُسَر فيومٌ علينا ويومٌ لنا
* ومنه قول امرئ القيس: فثوبٌ لبست وثوبٌ أجر فأقبلت زحفا على الركبتين
15- إذا قصد بها الدعاء.
* نحو قوله تعالى:{ سلامٌ على آل يسن }.ومنه قوله تعالى وويلٌ للمشركين )وقوله تعالى: ( ويلٌ لكل همزة لمزة ) ـ
16- إذا كانت عاملة فيما بعدها رفعا ونصبا وجرا.
* نحو: مهذبٌ خلقه محبوبٌ. وإكرامٌ ضيفًا واجب. وإخلاصٌ في العمل شرفٌ ([4]).
17- إذا وقعت في أول جملة الحال المرتبطة بالواو، أو بدونها.
* نحو: خرجت من المنزل وأنوارُهُ مضاءة.
* ومنه قول الشاعر: محياك أخفى ضوءه كل شارق سرينا ونجمٌ قد أضاء فمذ بدا ([5])
ومثال الثاني: 3 ـ قول الشاعر: وكل يوم تراني مُديةٌ بيدي الذئب يطرقها في الدهر واحدة ([6])
18- إذا وقعت بعد لولا.
* نحو: لولا رجلٌ لهلك أخوك.
19- أن تقع بعد إذا الفجائية.
* نحو: وصلت فإذا صديقٌ ينتظرني.
20- إذا أريد بها حقيقة الجنس وعموم أفراده.
* نحو: إنسانٌ خير من بهيمة، وعالمٌ خير من زاهد، وثمرةٌ خير من جرادة.
21- أن تكون النكرة خلفا من موصوف.
* نحو: أعمى استعان بأعمى،وضعيف استجار بعاجز، والتقدير: رجل أعمى، ورجل ضعيف.
22- أن يكون ثبوت الخبر لها من خوارق العادة.
* نحو: شجرةٌ سجدت.
23- أن تكون محصورة.
* نحو: ما طالب إلا ناجحٌ. وإنما طالب ناجحٌ.
24- أن تكون في معنى المحصور بشرط وجود قرينة تهيئ لذلك.
* نحو: حادثٌ دعاك لقطع الرحلة. أي: ما دعاك لقطع الرحلة حادث.
* ونحو: شرٌ هر ذا ناب. وشيء جاء بك. أي: ما أهر ذا ناب إلا شر. وما جاء بك إلا شيء.
25- أن تكون مبهمة مقصودا إبهامها لغرض يريده المتكلم.
* نحو: زائرٌ عندنا.
26- أن تقع بعد فاء الجزاء.
* نحو قولهم: إن ذهب عير فعيرٌ في الرباط.

[1]- مسوغات الابتداء بالنكرة يعني: الأسباب أو الحالات التي يجوز للمبتدأ أن يأتي في جملته نكرة.

[2]-وهي نكرة التي تعلق بها الجار والمجرور، وهي كما في المثال: " بمعروف "، "في الخير".


[3] فكم خبرية، وتمييزها محذوف، وعمة مبتدأ، وجملت ملكت في محل رفع خبر.

[4]فـ " مهذب، وإكرام، وإخلاص " كل منها وقع مبتدأ، وسوغ الابتداء به مع أنه نكرة أن عمل فيما بعده، فمهذب عملت الرفع في " خلقه "، وإكرام عملت النصب في " ضيفا "، وإخلاص عملت ـ كما يتوهم بعض النحاة ـ في شبه الجملة " في العمل " والصواب عندي أن كلمة " إخلاص " لم تعمل في شبه الجملة، وإنما شبه الجملة تعلق بها، والله أعلم.

[5] الشاهد في البيت الأول " ونجم قد أضاء " فنجم مبتدأ، وقد أضاء في محل رفع خبره، والجملة في محل نصب حال، والرابط الواو.

[6] والشاهد في البيت الثاني " مدية بيدي " مدية مبتدأ، وبيدي في محل رفع خبره، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير في تراني.

+&
%حالات المبتدأ من حيث التقديم والتأخير%

الأصل في المبتدأ التقديم في جملته، فالمبتدأ - كما عرفنا- متقدم على غيره في الرتبة ([1])، فرتبة المبتدأ التصدير؛ لأنه محكوم عليه ، والمحكوم عليه يكون قبل الحكم.
غير أن هناك حالات يجب فيها تأخير المبتدأ، وأخرى يجب فيها تقديمه ، وثالثة على جواز الأمرين، ونعرض بالشرح للحالات الثلاث.
الحالة الأولى: وجوب تقديم المبتدأ على الخبر.
الحالة الثانية: وجوب تأخير المبتدأ عن الخبر.
الحالة الثالثة: جواز تقديم المبتدأ وتأخيره.

% أولا: وجوب تقديم المبتدأ على الخبر.
يجب تقديم المبتدأ في سبعة مواضع :
1- أن يكون من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام كأسماء الشرط والاستفهام وما التعجبية، وكم الخبرية.
* فمثال أسماء الشرط : من يقرأ الشعر ينم ثروته اللغوية.ومنه قوله تعالى: ( من يفعل ذلك يلق أثاما ).
* ومثال الاستفهام: من مسافر غدا ؟ ومنه قوله تعالى من أنصاري إلى الله )، وقوله تعالى: ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله).
* ومثال ما التعجبية: ما أجملَ الربيعِ.
* ومثال كم الخبرية: كم من كتب قرأت. ومنه قوله تعالى: ( كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة ).
2- أن يكون المبتدأ مشبها باسم الشرط.
* نحو: الذي يفوزُ فله جائزة.
* ومنه قوله تعالى فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم )،( فأما الزبد فيذهب جفاء )،( من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين ).
3- أن يضاف إلى اسم له صدر الكلام.
* نحو: كراسة كم طالب صححت ؟ ونحو: ومدير أي مدرسة صافحت ؟ ونحو: عمل من أعجبك ؟
4- إذا كان الخبر جملة فعليه فاعلها ضمير مستتر يعود على المبتدأ.
* نحو: أنت تعبث بمقتنياتي ونحو: ومحمد يلعب الكرة.
* ومنه قوله تعالى: ( الله يستهزئ بهم ). وقوله تعالى: ( قل الله يهدي للحق ) وقوله تعالى: ( أو من كان ميتا فأحييناه ).
5- أن يكون مقترنا بلا الابتداء « أو ما تعرف بلام التوكيد».
* نحو: لأنت أفضل من أخيك.
* ومنه قوله تعالى وللدار الآخرة خير للذين يتقون )،( ولذكر الله أكبر )، ( وللآخرة خير لك من الأولى).
6- أن يكون كل من المبتدأ والخبر معرفة، أو نكرة وليس هناك قرينة تعين أحدهما فيتقدم المبتدأ خشية التباس الخبر به.
* نحو: أبوك محمد (إن أردت الإخبار الأب). ونحو: محمد أبوك (إن أردت الإخبار عن محمد).
فإن وجدت القرينة التي تميز المبتدأ عن الخبر، جاز التقديم والتأخير.
7- أن يكون المبتدأ محصورا في الخبر بما وإلا، أو بإنما.
* نحو: ما الصدق إلا فضيلة. ونحو:وإنما أنت مهذب.
* ومنه قوله تعالى ما المسيح بن مريم إلا رسول )،(وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )،( إنما نحن مصلحون )،(قل إنما هو إله واحد).

%ثانيا:وجوب تأخير المبتدأ عن الخبر.
يجب تقديم الخبر على المبتدأ في المواضع التالية :
1- إذا كان الخبر ظرفاً أو جاراً ومجروراً والمبتدأ نكرة.
* نحو: فيَ العجلة ندامةٌ، وفي التأني سلامةٌ. ونحو: مع العسر يُسْر ، وبعد الضيق فرج.
2- إذا كان الخبر من الأسماء التي لها الصدارة.
* نحو: كيف النجاة ؟ ونحو: أين الملتقى ؟
3- إذا كان في المبتدأ ضمير يعود على الخبر.
* نحو: للمجتهد نصيبه . ونحو:للمتقي ثوابه.
4- إذا كان الخبر مقصوراً على المبتدأ.
* إنما الجواد محمد. ونحو: ما الهادي إلا الله.

%وقد يتأخر المبتدأ أحيانًا عن الخبر جوازا وذلك:
أ- للتشديد واعطاء الأولوية لمعنى الخبر: ممنوعٌ الدخول إلى الصف في وقت الإستراحة.
ب- أذا أتى قبل المبتدأ والخبر حرف استفهام أو نفي أو كان الخبر وصفًا: أسعيد أنت؟ (الهمزة: حرف استفهام, سعيد: هي خبر مقدم, أنت: ضمير مخاطب مبني في محل رفع مبتدأ مؤخر).

%ثالثا: جواز تقديم المبتدأ وتأخيره.
وذلك إذا خلا من موجبات تقديمه وتأخيره.
فمثال ما يجوز فيه التقديم والتأخيرقوله تعالى:{وفِيالسَّمَاءِ رِزْقُكُمْ}. وإعرابه: الواو عاطفة. في السماء: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم.رزقكم:رزقمبتدأ مؤخر، وهو مضاف وضمير المخاطبين في محل جر مضاف إليه.
ويجوز في غير الآية أنتقول: (رزقكم في السماء)، لعدم وجود الموجب للتقديموالتأخير.
* وإلى جواز تقديمه وتأخيره أشار في الخلاصةبقوله:

والأصل في الأخبار أن تؤخرا وجوزوا التقديم إلا ضررا

* * *

[1] الرتبة : الموقع الأصلي للكلمة في تركيب الجملة.

+*
%حذف المبتدأ %

%أولا: وجوب حذف المبتدأ .
* يحذف المبتدأ وجوبا في أربعة مواضع :
1- النعت المقطوع إلى الرفع لإفادة المدح ، أو الذم ، أو الترحم .
* نحو : مررت بزيدٍ الكريمُ . والتقدير : هو الكريم .
* ونحو : ابتعد عن اللئيم الخبيث ُ . والتقدير : هو الخبيث .
* ونحو : تصدقت على الفقير المسكينُ . والتقدير : هو المسكين .
2- إن دل عليه جواب القسم .
* نحو : في ذمتي لأقولن الصدق . والتقدير : في ذمتي عهد .
* ومنه قول الشاعر :
في عنقي لأسدين يدا لكل ذي حاجة يرجيها
3- إن كان الخبر مصدرا نائبا عن فعله .
* نحو : صبر جميل . وسمع وطاعة . والتقدير : صبري صبر جمل ، وأمري سمع وطاعة .
ونحو قوله تعالى : ( فصبر جمل والله المستعان على ما تصفون )، وقوله تعالى لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ).
4- إن كان الخبر مخصوصا بالمدح أو الذم ، بعد نعم وبئس مؤخرا عنهما .
* نحو : نعم الطالب محمد . ونحو: بئس الطالب الكسول .
فمحمد والكسول خبران حذف مبتدأ كل منهما.والتقدير: هو محمد ، وهو الكسول .
* ويجوز أن يكون الخبر الجملة الفعلية المقدمة والمخصوص بالمدح أو الذم هو المبتدأ المؤخر ـ ومنه قوله تعالى : ( إن تبدوا الصدقات فنعمّا هي ).
فيجوز في " هي " الرفع على الابتداء،والجملة قبلها في محل رفع خبر مقدم ،ويجوز أن تكون "هي" في محل رفع خبر والمبتدأ محذوف ، تقديره : فنعما الصدقات هي .
ومنه قول الشاعر :

فنعم صديق المرء من كان عونه وبئس امرؤ لا يعين على الدهر

ومنه قول عنترة :

ونعم فوارس الهيجاء قومي إذا علَقوا الأعنةَ بالبَنان

5- ويحذف أيضا المبتدأ عادة من العناوين، كعناوين الكتب والقصص والصحف ... إلخ
نحو: «حالات رفع الاسم». والتقدير: هذه حالات رفع الاسم.
ونحو: «قواعد النحو». والتقدير: هذه قواعد النحو.
ونحو: «قصص القرآن». والتقدير: هذا قصص القرآن.

%ثانيا: جواز حذف المبتدأ ـ
1- يحذف المبتدأ جوازا في جواب من سأل : كيف محمد ؟ تقول : بخير . والتقدير : هو بخير .
* ومنه قوله تعالى : ( وما أدراك ما هي . نار حامية )([1]).
* وقوله تعالى : ( إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا )([2]) .
* وقوله تعالى : ( وما أدراك ما الحطمة . نار الله الموقدة ) ([3]).
وقد ذكر ابن هشام في المغني أن المبتدأ يكثر حذفه في جواب الاستفهام .
2- إذا كان في الجملة ما يشير إليه .
* نحو قوله تعالى : ( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ).
فلنفسه : في محل رفع خبر ، والضمير في محل جر بالإضافة ، والمبتدأ محذوف ، وكذلك قوله : من أساء فعليها .
والتقدير : من عمل صالحا فعمله لنفسه ، ومن أساء فإساءته عليها .

% حذف المبتدأ والخبر معا :
1- يجوز أن يحذف المبتدأ والخبر معا إذا دل عليهما دليل .
* نحو : الذين فازوا في مسابقة الإلقاء لهم جوائز ، والذين ساهموا أيضا .
والمحذوف : لهم جوائز . وهو مبتدأ وخبر ، أي: والذين ساهموا أيضا لهم جوائز .
* ونحو قوله تعالى : ( واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن أرتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن ).
والتقدير : واللائي لم يحضن فعدتهن ثلاثة أشهر . فانحذفت جملة كاملة مكونة من المبتدأ والخبر .
2- ويحذفان في الجواب بنعم عن سؤال .
* كأن تُسأل : أأنت مسافر ؟
فتقول : نعم ، أي : نعم أنا مسافر ، فحذفت جملة أنا مسافر المكونة من المبتدأ " أنا " والخبر " مسافر " .

[1] نار : خبر لمبتدأ محذوف في جواب السؤال . التقدير : هي نار .

[2] متاع : خبر لمبتدأ محذوف وهو جواب لسؤال ، والتقدير : ذلك متاع .

[3] نار الله : خبر لمبتدأ محذوف في جواب السؤال ، أي : هي نار الله .

أفادك الله كما أفدتنا
ونفعنا بعلمك

دمت لنا معلماً