الاحتفال بربيع الشعراء العرب بمكتبة مبارك العامة بالمنصورة
احتفلت مكتبة مبارك العامة بالمنصورة بالشعراء العرب، بإقامة المهرجان الشعري الكبير، في أمسية شعرية غنائية عربية في مدينة المنصورة، مدينة الثقافة والشعراء والأدباء والفنانين، فمن العراق الشاعر الكبير/ أسعد الغريري، والمطرب/جمعة العربي، ومن السودان المطربة/ آسيا مدني، والشاعر/زين أحمد، ومن مصر الشاعر الكبير/ أحمد فضل شبلول؛ وتم تغطية هذه الحالة الغنائية الشعرية من قبل قناة القيثارة العراقية التي كانت أحد أهم ضيف هذا المهرجان الكبير الذي أدارته بقدرة واقتدار مدير العلاقات الثقافية بمكتبة مبارك العامة بالمنصورة الشاعرة/فاطمة الزهراء فلا.
جمع هذا المهرجان بين إلقاء القصائد الشعرية الرائعة باللغة العربية الفصحى والعامية، ما أحلى لقاء الشعراء وما أشهى تذوق الشعر الممزوج بالطرب الجميل الأصيل، فبلهجة عراقية جميلة نالت إعجاب الحضور ألقى الأستاذ/ سعد الغريري ببعض القصائد التي ألفها وغنائها المطرب الفنان/كاظم الساهر، وقصيدة "لماذا أنتي؟!"، وقصيدة "علميني"، قصيدة "حوار مع ظلي"؛ وأهدى لمصر قصيدة في غاية الروعة بعنوان "مصر المحروسة" يقول في جزءً منها: "ادخلوا مصر ادخلوها/ ادخلوها بسلامً آمنين/ وعن المجد سلوها فهي للمجد عنين/ اسمها شلال عطراً في رياض الصالحين/ مُصر مهد الأنبياء/ ومزار الأولياء/ وهي وحي الشعراء/ ولسان الصادقين.....". وذكر الغريري فضل مدينة المنصورة عليه كشاعر حيث قال: "لشعراء المنصورة فضلاً كبير عليّ كشاعر، فلا أنسى أبداً الشاعر المهندس/ على محمود طه، والشاعر الدكتور/ إبراهيم ناجي، والشاعر الكبير/ مأمون الشناوي".
وبلهجة مصرية وبلغة عربية فصحى ألقى الأستاذ/أحمد فضل شبلول ثلاثة قصائد، قصيدة بعنوان "بين نهرين يمشي"، وقصيدة عن الإسكندرية (مدينته التي يسكنها)، وقصيدة عن الشاعر في عصر العولمة. وقال الشاعر/ أحمد فضل شبلول: "يحتفل العالم هذه الأيام بربيع الشعراء والآن في كل مدينة حول العالم يتم الاحتفال بهم، فاليوم تحتفل مكتبة مبارك بالمنصورة بربيع الشعراء العرب، وقبل عدة أسابيع احتفلت مكتبة الإسكندرية بربيع الشعراء المصريين بحضور كوكبة كبيرة من الشعراء".
أطربت المهرجان الصوت السوداني الجميل/آسيا مدني، بأغنيات سودانية ومصرية، وقد غنت أغنية خاصة قد أهدتها للمنتخب المصري لكرة القدم بمناسبة فوزة بكأس الأمم الأفريقية أنجولا 2010، وكذلك أغنية بعنوان "من السودان مليون ميل"، غنت على أوتار العود بأنامل الفنان الملحن/ جمعة العربي، ودقات الطبلة السودانية بأيدي آسيا مدني.
وكان للشعر العامي بلهجة سودانية نصيب في هذا المهرجان بالقصائد التي ألقها الشاعر السوداني الأستاذ/ زين أحمد.
وبمناسبة ذكرى وفاة العندليت الأسمر عبد الحليم حافظ، أصر المطرب/جمعة العربي أن يغني له أغنية "يا خلي القلب"، كمشاركة بسيطة منه في إحياء ذكر هذا الفنان العربي الكبير الذي رحل عن عالمنا منذ 31 عاماً، والذي قال عنه جمعة العربي: "عبد الحليم حافظ صاحب أرقى أحساس في الشرق الأوسط". وقد غني كذلك أغنية "عيرتني بالشيب" للفنان العراقي/سعدون جابر، وذلك نزولاً على رغبة الناقد المصري/ محمد عبد المنعم.
وعبر أسعد الغريري عن مشاعره في هذا اللحظات قائلاً: "أنا اليوم أسعد مرتين، أسعد لأن أسمي أسعد، وأسعد لأني وسط هذه الكوكبة المتميزة من مثقفي مدينة المنصورة، ولكني حزين لأن هذا اليوم توافق مع ذكرى وفاة العندليت عبد الحليم حافظ، فكانت أمنيت حياتي هو أن اكتب أغاني للعندليت، وفي مثل هذا اليوم منذ عدة سنوات كُنت أجلس مع الملحن العراقي الدكتور/ على عبد الله، بعيداً عن عيون الناس، وكان الحزن يملأ صدورنا لأني كنت أتمنى الكتابة له، والدكتور/ على كان يتمنى أن يلحن له، فكان عبد الحليم حافظ فيه من العطاء ما فيه ولكن سُنة الله في خلقه". وقد وجه الغريري شكره لمصرنا الجميلة التي أنجبت للعرب عشرات من أمثال عبد الحليم حافظ. وقد اختار الغريري قصيدة لها حكاية، وهي من ديوانه "رحيق الشوك"، عندما أهده للصحفية/ أماني أيوب، التي اتصلت به وأخبرته بأن أفضل قصيدة أعجبتها في هذا الديوان هي قصيدة "أتحدث".
وغنت آسيا مدني بصحبة جمعة العربي أغنية "طالعت من بيت أبوها إلى بيت الجيران" لكاظم الغزالي.
بدأ المهرجان بكلمة الافتتاح إذاناً لبدء فعاليات هذه الليلة البديعة بحديث سكرتير عام محافظة الدقهلية المهندس/ الحسيني على، الذي حضر نيابةً عن محافظة الدقهلية اللواء/سمير سلام، وقد رحب في كلمته بالأدباء والشعراء والفنانين العرب والمصريين الذي حضروا لمشاركة مكتبة مبارك بالمنصورة هذا العُرس الثقافي. وصرح المهندس/ الحسيني بأنه تم الموافقة على عمل مكتبة للأسرة ضمن مشروع القراءة للجميع في مدينة جمصة، وهي الفكرة البديلة للاقتراح الذي تقدمت به الأستاذة/ نبيلة عبد النبي – المدير التنفيذي لمكتبة مبارك العامة بالمنصورة، بإنشاء فرع ثاني للمكتبة بمدنية جمصة (المصيف الرئيسي لمحافظة الدقهلية والمطلة على البحر الأبيض المتوسط).
حضر المهرجان القاص/شوقي وافي، القاص/ على عوض، الكاتب الصحفي الكبير/ حازم نصر، الشاعر/ على عبد العزيز، رئيس اتحاد كُتّاب مصر فرع الدقهلية ودمياط القاص/ سمير بسيوني، والكاتب الصحفي/ ممدوح علوان، وآخرين من مثقفي وأدباء محافظة الدقهلية.

تغطية ومتابعة
م.محمود سلامة الهايشة
كاتب وباحث مصري