|
هلالُ المحاسنِ منها أهَلْ |
وفيها لسانُ الجمالِ ابتهلْ |
وقد بارك اللهُ في أرضها |
فأصبح يُضْربُ فيها المَثَلْ |
وحلَّ عليها ضياءُ السماء |
فَعَمّ السهولَ وغطّى الجبلْ |
وكم من مقام نبيٍّ كريم |
بها أو ضريحِ هُمامٍ بَطّلْ |
هي الدارُ دارُ العُلا والإباء |
بناها حُماةُ الحمى بالأسَلْ (1) |
تهيمُ النفوسُ بها والفؤاد |
توضَّأ في مائها واغتسلْ |
على تُربِ أرضك كم من نبيٍّ |
رسولُ السماءِ عليهِ نَزَلْ |
وأقصاكِ منبعُ نورٍ عظيم |
به القلبُ عند الخطوبِ استظلْ |
وقد مرَّ فيه الرسولُ الكريم |
ومنه لدربِ السماءِ انتقلْ |
فيالكَ من مسجدٍ طاهرٍ |
ستُشرقُ منه شموسُ الأمل |
فلسطينُ ياقِبلة العاشقين |
مكحّلةٌ عينُها بالقُبَلْ |
تطلينَ في كلّ صُبحٍ عروسا |
تباهي الشموسَ بزاهي الحُلَلْ |
جلسْتِ على البحر حُوريّةً |
إلى الأُفقِ تنظرُ منذُ الأزلْ |
تناغي مُحيّا الصباحِ الجميل |
وتدفعُ عنها الكرى والكَسَلْ |
ويُقبِلُ نحوكِ موجُ الخِضَمِّ |
يبُثُّ إليكِ حديثَ الغَزَلْ |
وتأتيكِ فوق الرياحِ الغيوم |
تجرُّ العباءاتِ فوق القُلَلْ (2) |
ويلتمعُ البرقُ فيها سيوفاً |
إذا قَدَحَتْ ثار منها زَجَلْ |
فلسطينُ كان لقاؤكِ حُلْما |
تحَقّقَ لكنّهُ مااكتملْ |
وقفتُ على البحرِ أرنو إليكِ |
وقوفَ مَشوقٍ يباكي الطلَلْ |
أراكِ ولكنَّ قلبي المُعَنَّى |
تشَظَّى لفرْطِ هواهُ شُعَلْ |
فكنتُ كعاشقِ ليلى بقفْرٍ |
يناديكِ حتّى طواهُ الأَجَلْ |
فياطيفَها في الفضاء البعيد |
لعلّكَ تُدركُ حُبّي لَعَلْ |
تمنّيتُ لو كنتُ نجما صغيرا |
رآكِ من الأُفْق لمّا أفَلْ |
تمنيتُ نفسي نسيما رقيقا |
يمرُّ عليكِ يجوب الحِلَلْ (3) |
وياليتني كنتُ فيكِ فَراشا |
ونَحْْلاً يُلملمُ منكِ العَسَلْ |
فلو أنَّ ركْبي مشى ساعة |
لكان إلى القُدْسِ حَقّاً وَصَلْ |
فؤادي تعلَّقَ تحت سماها |
كبدْرٍ عليها مساءً أطَلْ |
أيا دارةَ الماجدينَ الأباة |
وسِفْرَ المعالي ورَبْعَ الأُوَلْ |
أتيتُكِ أسألُ عنكِ البلاد |
وكم عاشقٍ عن حبيبٍ سَأَلْ |
تَعَثَرَ دونكِ حقّا بياني |
فليس تُعَبّرُ عني الجُمَلْ |