لاستذكار المذبحة التي راح ضحيتها أفراد عائلة الطفلة
( هدى غالية ) على شاطئ بحر غزة حيث كانت هي الناجية الوحيدة من تلك المذبحة المروعة
صَرَخَتْ "هدى" نادَتْ أباها
حين صَرعَتْهُ القذيفة ُواستوى
فوقَ الرمال ِأمام عين البحرِ
يُشْهِدُ مَوْجَه ُجزرا ً ومد ْ
صَرَخَتْ : " أبي"
قتلوك يا أبتاه ومزّقوا منكَ الجسد ْ
إذ ْ لم يَرُقْهُم ْأن يرَوْا
فيك المحبة َللطفولة ِوالكهولة ِوالولد ْ
أمي وأختي هذه ِ
وأخي الصغيرُ بمهْدِهِ في لحظةٍ
بقذيفةٍٍ كيف انجلد ْ ؟
أوّاه يا حلمَ الطفولة ِكيفَ ولّى
كيف غابَ إلى الأبد ْ
يا صرختي جوبي المدى
فوقَ الرّمال الصُّفْر ِ
فوق البحر ِخُطّي قصَّتي
خُطّي حياتي بالدما
ومدادُ ما بي من كَمَد ْ
إني هنا قد بُحَّ صوتي
بَيْدَ أنّي ما ملكت لهم مَدَدْ
يا صرختي
ردّي لبحر الموتِ كلَّ مرارتي
في الخافقِ المخنوقِ بين جوانحي
وانعي بدمع العين
حين العينُ أضحى دمعُها
كالماء في المجرى جَمَد ْ
وادعي الإله الواحدِ الأحدِ الصمد
أن يستجيبَ إليّ "معتصم ٌ"
يأتي بِعُشّاقِ الشَّهادةِ
والخلودِ لينفروا وليثأروا
وليشعلوا كل الحدود
فهل أرى منهم أحد ؟؟؟
* * *