إن شئتِ اهبطي
ملامح وجهكِ رسمُ رمل غسلته
أمواج هروبكِ العالية, ما عُدت أذكره
صوتكِ لحنٌ كان يشجيني ضاعت ترانيمه...
ما عادت دقات قلبي تخفق لكِ
تراجعت أيامي وأنفاسكِ حول أذني اختنقت...
أنتِ قتلتها قبل أن تُخرج الصعداء أو تتبسملِ
ما عُدتِ في دنياي كما كنتِ, أنتِ التي اخترتِ
أن تكوني نجمة كالنجومِ في سمائي...
كنتُ أستجدي عينيكِ ولمس ضفائركِ
لتبقي قمراً في لياليه البيض ... في شهبيِ...
ما قَبلتُ لكِ مكاناً غير وسائد الغيوم وبين أذرعي
والسحبِ, رفعتكِ في العلياء جنبي
وما رضيت لقدميكِ أرضاً غير الورد والحرير
وتارة أناملي حتى إذا تعبت حل محلها صدري...
إن شئتِ اهبطي من سمائي قمراً لتكوني نجمة
أفِل نورها وكوني كنجوميَ الأخرِ...
أنا ما عُدت كما كُنت, أنا الآن أقسى
وعلى يديكِ تعلمت أقسى... لكِ اليوم
- أأناديكِ يا حبيبة؟ - أن تكوني مصباح الدجى
في عمري رغم بياض وجهه الأبلقِ
أو بقايا شموع جمّلت مساءاتنا في سمرنا أمسِ
كُنتُ حتى البارحة أبحث عن اللؤلؤ
والماس ليتزين على صدركِ وتكوني أميرة
حرة في عصمتي... وعلى يديكِ اليوم
تعلمتُ كيف أذكركِ حيناً... وحيناً كثيرة
كأنك لا شيء في صبحي وأمسي
ولنعمة يداكِ كل الفضل والشكر
إذا الحب تبددا وحل مكانه ليلاً مُتحالكِ...
وأنا؟
باقٍ على عهدي وأفي اليمين رغم احتضار الحب
والمشاعرِ, ولا تغتري أو تجهلي وتظني
صبري عليكِ ضعفٌ إنما الوفاء لليالي العشقِ...
والتروي والحِلم طبعي والتمهلِ
وتذكري بأن العمر يمضي ومن يشتريكِ اليوم
ويقدس جيدكِ وما تبقى من ذكراكِ
قد يمل الركض ويصبح غداً بائعِ...
فتؤول الساعات مثل الموت أو امرأة
تيقنت بأن الحبيب العاشق حلماً
وسيرهقها ذهابها وإيابها
وورودها النبعِ